عادل محمد – البحرين
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
في البداية أدعو القراء الأعزاء إلى قراءة تصريحات وخزعبلات المرشد المزيّف: يوم الأربعاء 23 يوليو 2014: “الملاّ خامنئي يدعو إلى استفتاء وتسليح الضفة لمحو إسرائيل” وثم يوم السبت 26 يوليو 2014: “إيران: ننتظر فتوى الجهاد لمحو إسرائيل فوراً”. من المعروف أن المعممين الشيعة أو الملالي أصحاب مهارات في الكذب والمراوغة، وحتى باستطاعتهم أن يدرّسوا الشيطان والإبليس فنون النصب والاحتيال، ومؤسس مدرسة الدجل والمراوغة، وأشهر الملالي في الكذب والاحتيال كان الدجال الخميني الذي رفع الشعار الجوفاء “تحرير القدس عن طريق تحرير كربلاء”. ولكن بدلاً من تحرير القدس قاموا بالتدخل في شؤون الدول العربية من أجل تغيير أنظمتها إلى أنظمة شيعية شمولية على غرار نظام الملالي الفاسد والمستبد.
المرشد المزيّف خامنئي أحد تلاميذ الخميني الدجال، البارع في فن الحديث والخطابة الذي تسيّره قادة الحرس الثوري، وخامنئي يُعتبر دمية في أيدي هذه القادة، وكالببغاء يكرر الخطب والأحاديث ويتوعّد ويهدد أميركا وإسرائيل، مثلما كان يفعل المجنون أحمدي نجاد وقادة الحرس الثوري الذين يكررون هذا الشعار باستمرار: “أي هجوم على إيران سيؤدي إلى تدمير إسرائيل ومحوها من خريطة العالم”.
من الواضح بأن قادة نظام الملالي ينتهجون أسلوب إغفال الناس وذر الرمال في العيون، وسياسة الهروب إلى الأمام وخلق الأزمات الخارجية للتغطية على معضلات إيران الداخلية، وتوجيه أنظار الشعب الإيراني إلى الأزمات الخارجية بدل من التفكير في مشاكل إيران الداخلية، حيث أن الإيرانيون يعانون من مآسي ويعيشون في فقر مدقع بسبب الفساد المالي، التضخم، البطالة، الفقر، غلاء المعيشة، انتشار المخدرات والإدمان، الطلاق والتفكك الأسري، الدعارة، اضطهاد الأقليات القومية والمذهبية، كما انه نظام فاشي وكابت للحريات، يقوم بسجن العمال والكتاب والصحفيين والطلاب والمعلمين، والنشطاء الحقوقيين والسينمائيين، وإقالة الأساتذة من أجل أسلمة الجامعات، والاستمرار في الإعدامات وتدمير البيئة، والمراوغة وشراء الوقت حول المحادثات النووية من أجل صنع القنبلة الذرية. في حين أن عصابات الحرس الثوري تسيطر على المرافق الاقتصادية وحتى الرياضية، ومعظم الوزراء والسفراء ينتمون إلى الحرس الثوري والاستخبارات.
——————–
أقدم لكم بعض القرائن والبراهين عن الأزمات الاقتصادية والأوضاع السيئة في إيران ومحاولة قادة عصابات الملالي توجيه أنظار الشعب الإيراني إلى الأزمات والحروب الخارجية، وإتباع سياسة الهروب إلى الأمام:
جريدة أخبار الخليج البحرينية: “إيران.. كيف نفهمها؟.. كيف نتعامل معها؟” بقلم أنور عبد الرحمن – 13 أبريل 2014:
تبلغ نسبة البطالة في إيران 30% ولا توجد فرص عمل متاحة إطلاقاً، والعدل الاجتماعي لا مكان له في اهتمامات الدولة، ولا تفكر الدولة مثلاً في توفير المسكن لمحدودي الدخل، حتى التجارة العامة استولى عليها الحرس الثوري من أيدي التجار ورجال الأعمال، وتم تهميش مجتمع البازار الإيراني التقليدي، والسبب ببساطة أن رجال الدين كانوا هم الذين يسيطرون على الموقف السياسي للبازار في عهد الشاه، وبشكل عام أصبحت التجارة، وكل مجالات الأعمال في قبضة الثيوقراطية الدينية. وقد أكدت مصادر المعارضة الإيرانية أن عدد الذين تم إعدامهم في العام الماضي بلغ 660 أعدموا شنقاً أو رجماً أو بالرصاص..إلخ، في حين تقدر المصادر الحكومية العدد ہ 373. وأيا كان الرقم الحقيقي، فإن كلا الرقمين مرتفع جداً بشكل مأساوي في بلد بحجم إيران.
العربية نت – 4 يوليو 2014:
“أعربت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، عن قلقها الأسبوع الماضي إزاء ازدياد الإعدامات وتدهور أوضاع حقوق الإنسان في إيران، مؤكدة على أنه يعتقد بأن أكثر من 250 شخصاً أعدموا في إيران هذا العام”.
العربية نت – 29 يوليو 2014 – مراسلون بلا حدود: “إيران أكبر سجن للصحافيات”:
وفقا لتقرير شامل نشرته منظمة “مراسلون بلا حدود” حول وضع الصحافيين والمدونين المسجونين في إيران بعد مرور عام على تولي حسن روحاني منصب رئاسة الجمهورية الإسلامية، فإن إيران بسجنها 10 صحافيات تعتبر أكبر سجن للنساء الصحافيات في العالم.
ووفقا للتقرير، فإن هناك 65 صحافيا ومدونا يقبعون في السجون، من بينهم 10 نساء و3 صحافيين أميركيين، وبهذا سجلت إيران رقما قياسيا في ارتفاع عدد الصحافيين المسجونين خلال العام الحالي.
وأعربت “مراسلون بلا حدود” في هذا التقرير عن قلقها المتزايد إزاء تهديد الصحافيين بالاعتقال وتقييد عملهم ونشاطاتهم من قبل الاستخبارات الإيرانية.
ويشير التقرير إلى أن 25 شخصا من بين هؤلاء الصحافيين المعتقلين، تم اعتقالهم في عهد الرئيس الروحاني منذ استلامه السلطة العام الماضي، كما تم إغلاق 14 وسيلة إعلامية خلال هذه الفترة.
وتطرق التقرير إلى أحكام السجن والجلد بحق الصحافيات ساجدة عرب سرخي، ونرجس محمدي، ومرضية رسولي، وريحانة طباطبائي، ويغانة صالحي، ورويا صابري نجاد، وفريدة شاهغلي، ونغمة شيرازي خلال العام الماضي.
وكانت حرية الصحافة والإعلام والتعبير من الشعارات الانتخابية التي أوصلت روحاني إلى الرئاسة، إلا أنه لم يحقق شيئا من هذا الوعد، حيث شهدت الفترة الأخيرة أسوأ الانتهاكات ضد حرية الرأي والتعبير والصحافة والإعلام.
وجددت منظمة “مراسلون بلا حدود”، طلبها من الرئيس روحاني اتخاذ إجراءات عملية في سبيل حرية الإعلام وحماية الصحافيين والإعلاميين وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين منهم.
——————–
مركز المزماة للدراسات والبحوث – 15 يونيو 2014: “الموت البطيء في ظل ولاية الفقيه”:
بنظرة سريعة وعابرة على أداء ونهج نظام ولاية الفقيه في إيران، منذ أحكام قبضته على زمام الأمور سنة 1979 حتى الآن، نستطيع أن نشاهد بوضوح مدى ممارسة هذا النظام العنصري لسياسات وانتهاجات سلبية متعددة خرجت عن الأعراف ورمت بعرض الحائط جميع القوانين الدولية في سياستها الداخلية والخارجية، ومن هذه السلوكيات نذكر على سبيل المثال: تشكيل مؤسسة الحرس الثوري الإجرامية، وتحميل إيران حرب ثمان سنوات على الشعب العراقي، ودعم الإرهاب العالمي، والتدخل المتزايد في الشؤون الداخلية للدول المجاورة ومحاولة خلق حالة عدم الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، وإرساء الحكومة البوليسية والأمنية والقمع الشديد للقوميات غير الفارسية في جغرافية إيران، والسعي من أجل صناعة وامتلاك القنبلة النووية.
إن مثل هذه الممارسات والأعمال من جانب المسؤولين في نظام ولاية الفقيه، كان لها آثار وعواقب سلبية كبيرة على المستويين المحلي والخارجي، أثقلت كاهل الشعوب التي تعيش في جغرافية إيران، لدرجة أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إيران قد جرت البلاد إلى وضع متأزم للغاية سجل أرقاما قياسية عالمية.
تخوف النظام من الكشف عن أبعاد الفساد الاقتصادي في الدولة:
أصبح الاختلاس والاستغلال المالي والمفاسد الاقتصادية ظاهرة شائعة بين السياسيين في النظام الملالي، لدرجة أن الصحف والمواقع الإخبارية التابعة للحكومة قد تناولت هذا الموضوع بين الفينة والأخرى، وبالطبع اكتفت الوسائل الإعلام الإيرانية في هذا الموضوع بذكر اختلاس “فاضل خداداد” مبلغ 123 ألف مليار من بنك صادرات، واختلاس “شهرام جزايري” مبلغ 49 مليون دولار من البنك الوطني وبنك صادرات، وعدد من الملفات الأخرى المثيرة للجدل، وقد تسربت هذه المفاسد المالية إلى العلاقات اليومية بين الناس حتى أصبحت ثقافة رائجة في إيران، حتى أصبح القليل من يستطيع الادعاء بأن أعماله ومعاملاته الحكومية والإدارية قد تتم دون الحاجة إلى دفع الرشاوي.
عاصفة الفقر والإدمان والطلاق والانتحار:
يحتار المراقبون من تلك الإحصاءات الصادمة والمروعة عن الفقر والبطالة في إيران، وخاصة بين القوميات غير الفارسية، على الرغم من وجود موارد النفط والغاز بكميات ضخمة، وقد بينت مجلة الشرق الأوسط للبحوث الاقتصادية أن أكثر من 40 بالمئة من الشعب الإيراني – أي ما يقارب 28 مليون شخص – يعانون من البطالة، لكن الحكومة الإيرانية تسعى دائما لإخفاء الأرقام الحقيقية حول ذلك، ولهذا نجد موسى ثروتي عضو في المجلس الإيراني قد صرح بوجود 15 مليون شخص فقط من بين 75 مليون في إيران تحت خط الفقر.
علاوة على هذا فإن انتشار الإدمان أيضا وخاصة بين شباب القوميات غير الفارسية، وبدراية ودعم بعض الأجهزة الحكومية وخاصة الحرس الثوري الإيراني الذي يلعب دورا بارزا في تجارة المخدرات على الصعيدين المحلي والعالمي، تسبب في زيادة المعضلات الاجتماعية، وقاد الكثير من العائلات إلى الموت البطيء الناتج عن تعاطي الأفيون، وبناءا على تقرير أورده موقع “زنان برس” الإخباري، نقلا عن وزير الداخلية “رحماني فضلي، فإن هنالك ما يقارب 6 مليون شخص في إيران يصطدمون بالإدمان بشكل مباشر، و بعبارة أخرى نقلا عن “سيد مجيد حسيني” المستشار الإداري والمالي وشؤون المجلس لدائرة مكافحة المخدرات، الذي كشف عن موت ما يقارب 8 مدمنين في كل يوم بسبب تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية في إيران، فإن 91 بالمئة من قلق الوالدين يعود إلى خوفهم من تعاطي أبنائهم للمخدرات.
تدهور البيئة في إيران:
تزايدت المشكلات البيئية بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية في إيران بسبب سياسات النظام الخاطئة، فتلوث الهواء وازديار الغبار في المدن، وجفاف البحيرات والأنهار الدولية، والتلوث النفطي والسموم الزراعية غير القياسية في الأنهار، أصبت تهدد السلامة العامة للناس، والآلاف سنويا في إيران يفقدون حياتهم بسبب مشكلات التنفس، أو يضطرون للذهاب إلى المستشفيات للعلاج.
وبسبب زيادة السدود على أنهار كارون وكرخه و دز، وأيضا نتيجة لنقل المياه من الفرع الأصلي إلى المدن الرئيسية في إيران، تعرضت أنهار الهور العظيم في مدينة الحويزة، ونهر الفلاحية (ما تسميها إيران شادگان) الدولي للجفاف والموت البطيء، وكذلك فإن بحيرة أرومية بسبب سوء الإدارة واهمال المسؤولين لها، تتعرض للجفاف أيضا، وسيكون لذلك عواقب بيئية وخيمة على المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، ووفقا لأحدث البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية سنة 2013، فقد تم تحديد أكثر 10 مدن في العالم تلوثا، كان منها أربعة في إيران وهي: الأحواز وسنندج وكرمانشاه وياسوج، إذ احتلت المرتبة الأولى والثالثة والسادسة والتاسعة على التوالي.
الوضع المحرج لحقوق الإنسان في إيران والاستياء العالمي:
في جميع السنوات التي تلت وصول النظام الملالي المتعنصر إلى سدة الحكم في إيران، والجمعية العامة للأمم المتحدة تصدر قراراتها بخصوص انتهاك حقوق الإنسان في إيران، وتعرب عن قلقها إزاء استمرار عمليات القمع والتخويف، وملاحقة المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، والأقليات العرقية والدينية، وحقوق المرأة والأطفال، والحريات المدنية والإعدامات السياسية، وبناءا على تقرير منظمة العفو الدولية الذي أعدته حول تنفيذ الإعدام في دول العالم سنة 2013، جاءت إيران في المرتبة الثانية عالميا بعد الصين، بمعدل 369 حالة إعدام.
الخلاصة:
النظام الإيراني الحالي طوال الـ 35 عاما من حكمه الدكتاتوري وغير الشرعي، انتهك الكثير من المعاهدات والموازين الدولية، ولم يعطي أي اهتمام لحقوق الإنسان والحريات المدنية والسياسية والدينية والعرقية واللغوية، وبهدف نهب المزيد من الموارد المائية، ومصادر النفط والغاز، والغابات والمزارع، عرض البيئة الإنسانية والحيوانية في كافة أبعادها لخطر الدمار والانحسار، بالإضافة إلى ذلك، فإن السياسات الخاطئة والعدائية اتجاه المجتمع الدولي، لم تؤدي إلى عزلة إيران دوليا فحسب، بل دفعت بالبلاد إلى الكثير من المشاكل الداخلية وعلى رأسها المفاسد الاقتصادية، والبطالة، والإدمان على المخدرات، والطلاق والانتحار، وعرضت إيران إلى انفجار داخلي، والذي عاجلا أم آجلا، سوف تعصف أبعادها الواسعة قادة النظام وتطيح بهم.
——————–
كما أدعوكم إلى قراءة المقالين: “السلام مع إسرائيل هو الحل” للكاتب محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، و “فتوى إيرانية لمحو إسرائيل.. بالمشمش” للكاتب داود البصري.