العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب محاولاتها الاستمرار في أنشطتها النووية وكذلك للحيلولة دون امتلاكها السلاح النووي أدت إلى فرض قيود شديدة على صادرات النفط الإيراني.
وتطبيقا لتلك العقوبات الدولية فرض الاتحاد الأوروبي منذ يوليو/تموز 2012 حظراً على استيراد النفط من إيران وبذلك تراجع مستوى صادرات النفط الإيراني. ورغم ذلك فقد وافقت دول مجموعة 5+1 خلال المفاوضات النووية مع إيران منذ 2012، على السماح لإيران بتصدير جزء ضئيل من إنتاجها النفطي إلى الخارج وفي هذا الإطار تمكنت إيران من تصدير کمیات بسيطة من النفط الخام إلى كل من تركيا والهند والصين واليابان لكنها وبسبب العقوبات البنكية المفروضة عليها تواجه صعوبة في استلام وتحويل أموالها من الخارج إلى الداخل.
ومع ذلك فقد أفادت وكالة رويترز للأنباء أنه خلال الأشهر الأربعة المنتهية إلى فبراير 2014 شهد مستوى صادرات النفط الإيراني نموا ملحوظا إذ تجاوز المستوى المسموح في قرارات الحظر الغربية. وأوضحت رويترز إن نمو صادرات النفط الإيراني قد يؤدي إلى رد فعل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف تقرير رويترز الذي نشر يوم 19 مارس أن معظم مبيعات النفط الإيراني خلال الأشهر الأربعة المنتهية بشهر فبراير تمت بعد حصول اتفاق جنيف النووي وخفض مستوى العقوبات وذلك من خلال تصدير النفط إلى زبائن إيران الرئيسيين في آسيا وتركيا.
وبموجب اتفاق جنيف النووي الذي يستغرق تطبيقه 6 أشهر يحق لإيران تصدير مليون برميل من النفط كمعدل يومي، ولکن رويترز كشفت من خلال مصادرها الجمركية أن معدل صادرات النفط الإيراني بلغ منذ شهر نوفمبر الماضي إلى الآن مستويات كبيرة مقارنة بالمستوى المسموح فيه في إطار اتفاق جنيف.
وحسب التقرير فإن مبيعات إيران النفطية خلال شهر فبراير إلى أربعة من المستوردين الآسيويين للنفط الإيراني أي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية بلغت مليوناً و160 ألف برميل يوميا وذلك بالإضافة إلى 117 ألفاً و857 برميلاً يوميا من النفط الخام الذي يتم تصديره إلى تركيا.
وفي شهر يناير أيضا تمكنت إيران من تصدير 994 ألفاً و669 برميل نفط يوميا إلى الأسواق الآسيوية، وكذلك تصدير 105 آلاف و824 برميلاً من النفط الخام يوميا إلى تركيا، وقد تجاوز ذلك أيضا المستوى المسموح لإيران في الاتفاق النووي الأخير.
كما كشفت التقارير أيضا أن مبيعات النفط الإيراني إلى أربعة بلدان آسيوية هي الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وكذلك تركيا قد تجاوزت خلال شهري ديسمبر ونوفمبر لعام 2013 مستوى المليون برميل وبلغت مليوناً و60 ألف برميل يوميا.
ويأتي ذلك في وقت تحذّر الولايات المتحدة الأمريكية فيه باستمرار من مغبة انتهاك العقوبات الدولية والغربية الصادرة ضد إيران.
ومن جهة أخرى تعالت أصوات منتقدة في مجلس الشيوخ الامريكي حيث طالب 83 عضوا في مجلس الشيوخ الرئيس أوباما بضرورة اتخاذ مواقف صارمة للتعامل مع إيران على خلفية ملفها النووي وتشديد العقوبات ضد إيران للحيلولة دون مواصلتها تخصيب اليورانيوم أو إنتاج البولوتونيوم لامتلاك السلاح النووي.
كما حذّر أعضاء مجلس الشيوخ في الرسالة التي وجهوها إلى الرئيس أوباما من مغبة انتهاك العقوبات أو الالتفاف عليها أو تخفيفها ضدالجمهوریة الإسلامیة من قبل بعض الدول والشركات التي تسعى إلى تحسين تعاملها التجاري مع إيران.