خاص/ “تيار المستقبل”
تقرير سياسي ـ 7 آب – اغسطس/2017
بدأ صوت المعركة يعلو مجدداً، إيذاناً ببدء الجيش هجومه المنتظر لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلحي تنظيم “داعش”، فيما الوضع السياسي على حاله من الهدوء، مع إحياء الذكرى الـ 16 لـ”مصالحة الجبل”، وفي انتظار ما سيقرره رئيس الجمهورية ميشال عون بالنسبة لتوقيع مشروع سلسلة الرتب والرواتب، قبل أو بعد انعقاد مجلس الوزراء الذي ينتظر عودة الرئيس سعد الحريري من زيارته الخاصة.
السعودية: لا مكان للأسد
أبرزت “المستقبل” تأكيد المملكة العربية السعودية أن موقفها ثابت من الأزمة السورية وأساسه حل وفقا لـ”جنيف 1″ ومستقبل جديد لا مكان فيه لبشار الأسد، حيث أوضح مصدر مسؤول وزارة الخارجية السعودية عدم دقة ما نسبته بعض وسائل الإعلام لوزير الخارجية عادل الجبير.
الجيش يتقدّم في الجرود
برز أمس في مستجدات المعركة التي يخوضها الجيش اللبناني لتحرير الجرود من تنظيم “داعش” الإرهابي، وفق ما أشارت “المستقبل”، تمركز وحدات عسكرية على تلال استراتيجية مشرفة على مواقع تمركز المجموعات “الداعشية” في المنطقة الجردية، بالتزامن مع مواصلة الجيش دكّ هذه المواقع بالقصف المدفعي والصاروخي لا سيما في جرود الفاكهة رأس بعلبك والقاع.
وكانت قيادة المؤسسة العسكرية قد أعلنت أمس تمركز وحدات من الجيش على “ضليل الأقرع”، “دوار النجاصة” و”قلعة الزنار” من ناحية جرود منطقة عرسال، إستكمالاً لانتشار هذه الوحدات في إحكام الطوق على المجموعات الإرهابية التابعة لـ”داعش”، مع إشارتها إلى أنّ مدفعية الجيش دمّرت عدداً من التحصينات “الداعشية” في جرود منطقتي رأس بعلبك والقاع وأوقعت إصابات مؤكّدة في صفوف الإرهابيين.
ساعة الصفر لم تحدد بعد
قالت “الجمهورية”، أن عمليات تضييق الخناق على “داعش” في الجرود، تواصلت، وذلك تحضيراً لانطلاق ساعة الصفر التي لم تُحدَّد بعد، على رغم كل ما يُدلي به بعض المحللين في وسائل الإعلام من آراء وما يجرونه من تحليلات حول الواقع العسكري في منطقة جرود رأس بعلبك والقاع، والتي وصفتها قيادة الجيش بأنها “غير دقيقة”.
وأشار مصدر عسكري لـ”الجمهورية” الى أنه عند التحضير للمعركة، لا بد من السيطرة على تلال استراتيجية تسهّل التحكّم وتؤمّنه، أكان من جهة النظر أو من جهة القصف واستخدام الأسلحة المباشرة، وما سيطرة الجيش على “تلة النجاصة” وتلال “دوار الزنار” قرب وادي شبيب عند التماس بين جردي عرسال ورأس بعلبك، إضافة الى “تلة ضليل الاقرع” في جرود رأس بعلبك ـ الفاكهة وتدمير مدفعية الجيش الثقيلة أهدافاً للتنظيم في الجرود المحيطة، إلّا مقدّمة للمعركة، لافتاً إلى أنه، كلّ ذلك يصبّ في خانة التحضير لبدء الهجوم، كاشفاً أنّ أهمية هذه التلال تكمن في أنها أهم من تلك المُشرفة على مواقع “داعش” الأساسية، وهي تلال حاكمة ومسيطرة.
وعن تحديد ساعة الصفر لبدء الهجوم، جزم المصدر لـ”الجمهورية” بأنها “لم تُحدّد بعد، إلّا أنها أصبحت قريبة، إذ إنّ لهذه المعركة اعتبارات وحسابات خاصة ودقيقة جداً”.
كتب صلاح سلام في “اللواء”: معمودية الجيش في الجرود: القدرة والفرصة:
معركة اليوم لن تكون أصعب من معركة الأمس في مخيم نهر البارد، قياساً إلى ما كانت عليه إمكانيات الجيش بالأمس، وأصبحت عليه اليوم. ولكن يبقى من الأهمية اللازمة أن تغطي السلطة السياسية العملية العسكرية، وتترك لقيادة الجيش صلاحية إدارة المعركة، وما تقتضيه من تكتيكات ومناورات، بعيداً عن أي استغلال، أو حتى ابتزاز، سياسي أو حزبي. هي «معمودية النار» للقيادة العسكرية الجديدة، بل وللعهد كلّه، سيثبت بنتيجتها الجيش، مرة أخرى، أنه قادر على حماية أمن الوطن والمواطن، ويستطيع القضاء على البؤر الإرهابية، من دون الانجرار إلى صخب الانتصارات الوهمية. ومن البديهي أن يسعى لبنان إلى توقيت معركته على ساعة الصفقات الإقليمية، التي دفعت قطر، مثلاً، إلى التخلي عن «النصرة» وأخواتها من التنظيمات الأخرى، كما رفع داعمو «داعش» في اسطنبول وعواصم دولية أخرى أيديهم عن هذا التنظيم الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد فقدانه رئيسه أبو بكر البغدادي، فضلاً عن تقدّم الحوارات بين موسكو وعدد من فصائل المعارضة السورية، التي وافقت على اتفاقات «تخفيض التوتر» في أكثر من منطقة سورية! يضاف إلى كل ذلك، عودة الحرارة إلى علاقات الدوحة بطهران، ومبادرة الأولى إلى تجيير العديد من أوراقها الإقليمية إلى الأولى! وعلى ضوء هذه التطورات المتلاحقة، يصبح السؤال الأكثر إلحاحاً: هل يستفيد لبنان من هذه الفرصة السانحة لإقفال الملف الإرهابي على أراضيه.. أم أن الأنانيات السياسية والحزبية المعهودة ستؤدي إلى تضييع هذه الفرصة، كما حصل مع عشرات الفرص الأخرى؟
كتبت الهام فريحة في “الانوار”: الجيش اللبناني جاهز لمعركة الجرود ويعرف ماذا يريد:
تكثر التحليلات وتحديد ساعة الصفر، ولكن هل يُعطي قائد الجيش سر ساعة الصفر لأحد؟ من عناصر نجاح المعركة، ضد داعش اعتمادها على عنصر المفاجأة وعنصر المباغتة وعنصر الظروف الطبيعية والمناخية، وهذه كلها تؤخَذ بعين الإعتبار قبل إعلان ساعة الصفر. يبقى عنصر أساسي وهو المساعدة التي يمكن أن يتلقاها الجيش في معركته. في هذا السياق فإن دوائر قيادة الجيش تؤكد ان الجيش اللبناني ليس في حاجة الى دعم أحد في العملية العسكرية التي ينوي القيام بها كذلك ليس في حاجة الى غارات من الجانب السوري في القلمون، وتوضح الدوائر ان كل ما يشيع عن ان طيران التحالف الدولي ولا سيما الأميركي منه سيساند الجيش عند اندلاع المعركة، هو كلام في غير محله، من دون أن يعني ذلك ان التنسيق مع الجانب الأميركي غير موجود، فقيادة الجيش على تنسيق مع الجانب الأميركي لجهة احتياجاتها من الأسلحة والذخائر، وما الطائرات الأميركية التي تنزل بين الحين والآخر في مطار رياق لإنزال الذخيرة سوى جزء من هذا التعاون. لكن المساعدة شيء، وطلب غارات جوية شيء آخر، وهذا ما لن يحصل. إذًا كل الاستعدادات على قدم وساق، والجيش اللبناني بقيادة العماد جوزيف عون يعرف ماذا يريد.
لا تنسيق مع الجيش السوري
أكّدت مصادر عسكرية لـ”الأخبار” أن الجيش لا ينسّق بشأن معركة عرسال مع الجيش السوري، رغم وجود مكتب دائم للتنسيق بين الجيشين، ورغم أن الجيش اللبناني لا يزال يتلقّى قطع غيار من سوريا لجزء من دباباته. وجزمت المصادر بأن الأميركيين لن يشاركوا في المعركة ضد داعش، مكرّرة أن الموجودين في لبنان ليسوا سوى تقنيين. ونفت أن يكون أميركيون هم من يشغّلون الطائرات المسيّرة عن بُعد التي يستخدمها الجيش في الجرود، مؤكدة أن ضباطاً ورتباء لبنانيين هم من يتولون هذه المهمة.
ونفى وزير الدفاع يعقوب الصراف، في حديث إلى إذاعة “صوت لبنان 93.3″، أيّ تنسيق عسكري بين الجانبين اللبناني والسوري، “بسبب الخلاف السياسي في هذا الملف”، سائلاً في الوقت عينه “أين المشكلة في التنسيق مع سوريا إن كان سيصبّ في صلب المصلحة الوطنية؟.
وقال الصراف لـ “الديار” ان تحديد توقيت الهجوم على “داعش” هو من اختصاص قيادة الجيش، مشيرا الى انه لا يجوز ان يتدخل السياسيون في ما لا شأن او معرفة لهم به
في المقابل، علمت “الديار” ان مكتب التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري هو الذي سيتولى الاشراف على آلية التنسيق الميداني قبل وخلال المعركة. وأكدت المصادر العسكرية اللبنانية لـ”الديار” ان التنسيق مع الجيش السوري للتخلص من وجود “داعش” على الحدود المشتركة هو أمر ضروري، لافتة الانتباه الى ان الجبهة واحدة والعدو واحد، ومن غير الطبيعي ان يخوض طرف واحد مواجهة كهذه، لانه إذا فُتحت الجبهة اللبنانية فقط فان الارهابيين سيستفيدون من الهدوء على الجبهة السورية المقابلة للاحتماء والاختباء، الامر الذي سيسمح لهم بالصمود فترة أطول امام هجوم الجيش اللبناني.
كتب ابراهيم الامين في “الاخبار”: معركة جرود القاع: الجيش الثالث عربياً يقف على قدميه:
ردود الفعل الأميركية السياسية والعسكرية على دور الجيش في معركة تحرير جرود عرسال من «النصرة» أتت عكس التوجه الأميركي، وخصوصاً أن قيادة المنطقة الوسطى كانت تتابع بدقة تفاصيل معركة حزب الله في الجرود، وهي على اطلاع على شكل التنسيق ونوعه بين المقاومة والجيش، من إخلاء الجيش نقاطاً عسكرية احتاجت إليها المقاومة في عملية الاقتحام، إلى عمليات الإسناد الناري التي قام بها الجيش في أكثر من محطة خلال أيام المواجهات الثلاثة، حتى وصل الأمر بمسؤولين أميركيين الى سؤال الجيش عن سبب إطلاقه كمية كبيرة من القذائف خلال دعم معركة المقاومة (نحو 300 قذيفة مدفعية)..تختفي خشية جهة مثل حزب الله من الجيش كقوة عسكرية يجب حمايتها وتعزيز قوتها من دون الخوف من انقلابها على المقاومة أو على الثوابت الوطنية. هذا لا يعني أن المقاومة لم تكن تثق بالجيش في فترات سابقة، لكن الدور السوري في السابق كان عاملاً مسانداً وبقوة، أما اليوم، فإن ثبات موقف الجيش ومن خلفه قوى وازنة في البلاد، وسط الصراعات الإقليمية والدولية على قرار الجيش، يجعل حزب الله أكثر اطمئناناً. حتى إن الحزب يعرف أكثر من أي أحد آخر طبيعة العلاقة التي تربطه بالجيش على الأرض في أكثر من منطقة من لبنان، وخصوصاً في منطقة الحدود الشرقية للبنان. إضافة الى ملف ستظل أسراره مكتومة أيضاً، يتصل بالحرب القاسية التي تخوضها المقاومة واستخبارات الجيش اللبناني ضد الجماعات الإرهابية وعملاء إسرائيل في لبنان، وحيث يبلغ مستوى التنسيق حدوداً غير مسبوقة. ولذلك، فإن حزب الله الذي يعرف حجمه وقدراته وقوته ونفوذه، يجد من المصلحة الواضحة له تولي الجيش المهمات التي تتيح له دوراً وطنياً يقوم على عقيدة تتطابق مع عقيدة الحزب في مجال الصراع مع إسرائيل ومع المجموعات الإرهابية. والحزب الذي يعرف حجم الضغوط على الجيش، ولا يريد أن يحرجه في أي حال، لن يكون خارج المعركة. ليس لرغبته في تسجيل نقاط جديدة في رصيده الفائض أصلاً، بل لكونه يعرف مسؤوليته في دعم الجيش لمنع جره الى حرب استنزاف طويلة، ولمنع المجموعات الإرهابية من تحقيق أي نجاح على هذا الصعيد. وستكون معطيات أجهزة الاستخبارات في المقاومة وقواها العاملة على الأرض في خدمة الجيش، غير آبه هو الآخر بالملاحظات الكيدية. إن ما يجري الإعداد له سوف يمثل نقطة تحول هائلة على مستوى القرار الاستراتيجي في لبنان، وهو ما سينعكس على كل الأمور الأخرى في البلاد، وعلى صعيد علاقته بالإقليم والعالم… لننتظر ونرَ!
قائد الجيش:لا راية فوق رايتنا
اللافت للانتباه، بحسب “المستقبل”، كلمة قائد الجيش العماد جوزيف عون التي ألقاها ممثله إلى الاحتفال التكريمي في رأس بعلبك لشهداء المؤسسة العسكرية اللواء جورج شريم، بما تضمنته من تصميم على الوقوف “سداً منيعاً” أمام الخطر الإرهابي “بعزيمة أبطال الجيش والتفاف الشعب حوله”، وحرص على إبداء تشديد حازم من “رأس بعلبك” على مشارف معركة الجرود بأن “لا راية تعلو فوق راية الجيش ولا صوت يرتفع إلا لبّيك لبنان”.
كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: إستنفار أمني لتعطيل عمليات تخريبية محتملة:
تضع اﻷجهزة اﻷمنية نصب أعينها إمكان استخدام اﻹرهابيين مخيمات النازحين. ويعتقد وزير بارز أنّ كل هذه المخيمات تحتضن مقادير معينة من الاستعداد للعنف، يقوم الإرهابيون باستثمارها. كما أنّ المخيمات الفلسطينية قد تستخدم منصات تحرّك وانطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل اللبناني. وفي هذا اﻹطار، يبدو اﻷخطر مخيم عين الحلوة الذي يشهد غلياناً إرهابياً في اﻷشهر اﻷخيرة عبّرت عنه المواجهة الفلسطينية – الفلسطينية اﻷخيرة. التقارير الواردة إلى الجيش واﻷجهزة اﻷمنية اللبنانية تحذّر من عمليات قد يقوم بها اﻹرهابيون، خلال تنفيذ الجيش عمليته في الجرود أو بعدها، في محاولة لتشتيت قوة الجيش وإثبات القدرة على التخريب في مناطق لبنانية عدة. وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قد كشف في النبطية، قبل أيام، أنّ المدينة نجت من كارثة كان يحضّر لها اﻹرهابيون، بعدما تمكّن جهاز اﻷمن العام من فضحها وإحباطها. وأكد أنّ المبادرة إلى مواجهة اﻹرهابيين، مهما كانت مُكلفة، تبقى أقل كلفة من انتظارهم ليقوموا بعمليات التخريب. إذاً، معركة الداخل لإحباط أي مفاجأة إرهابية ستكون موازية لمعركة اقتلاع أوكار اﻹرهابيين في الجرود، بل هي جزء أساسي مكمّل لها، وهي تحتاج إلى مقدار من الجهد لا يقل حجماً وأهمية. ويبدو الداخل اللبناني مطمئناً في هذه المواجهة، ﻷنّ الجيش اللبناني أثبت قدرات خارقة في مواجهة اﻹرهابيين، على مدى سنوات، تفوق قدرات جيوش إقليمية أكبر. كما أنّ اﻷجهزة اللبنانية استطاعت حتى اليوم إحباط عمليات تخريبية كثيرة، بدعم معلوماتي من أجهزة عالمية فاعلة، فيما دول عدة تمتلك إمكانات هائلة تعاني مصاعب أكبر في المواجهة مع اﻹرهاب.
أرسلان يقدر جهود الحريري
اعتبر رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني وزير المهجرين طلال أرسلان، في تصريح له، خلال استقباله وفوداً رسمية وشعبية من مختلف المناطق، أن “موقف رئيس الحكومة سعد الحريري بمحاربة الإرهاب وتطهير لبنان منه واضح وصريح ولا يحتاج الى تفسيرات أو أقاويل وتكهنات، من مواقفه المتتالية إن كان في مجلس الوزراء أو في الإعلام، وأتمنى أن نتطلّع دائماً الى النصف الملآن من الكوب ونعوّل عليه لا إلى النصف الفارغ، مشدداً على “أننا نقدر الجهد الذي بذله ويبذله الرئيس الحريري في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية في ما خَصّ قانون العقوبات وتأثيراته في كل اللبنانيين”.
.. وروحاني يهنّئ بري بانتصار لبنان على الإرهاب
هنأ الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني خلال استقباله رئيس مجلس النواب نبيه بري في القصر الرئاسي في طهران أمس، “لبنان بالإنتصار على الإرهاب في جرود عرسال”، معتبراً أن “هذه الإنتصارات التي يحققها لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته أكان على الكيان الصهيوني أو على الإرهاب، جعلته في مكانة كبيرة، ويحسب له ألف حساب في المنطقة”.
كتب فراس الشوفي في “الاخبار”: برّي من طهران: ترميم العلاقة مع سوريا حتمي:
يصرّ برّي على ترميم العلاقة مع سوريا. ويشرح لرئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني كيف أن «السياسة في بيروت مثل قيادة السيارات، من دون قاعدة»، ويعطي مثالاً على ذلك تعنّت بعض اللبنانيين لعدم التواصل مع سوريا: «لدينا سفير ولديهم سفير عندنا، نتواصل على المستوى الدبلوماسي والوزارات، ولدينا حوالي مليون ونصف مليون نازح من إخوتنا السوريين، والسوريون أكثر من مرّة سهلوا للبنان مسألة تصدير الفاكهة بعد أن تواصلت معهم، والآن ستفتح معركة مشتركة في منطقة مشتركة محتلة من داعش، ومع ذلك يقول البعض: لا نريد الحديث مع سوريا». ويجزم رئيس المجلس: التنسيق مع سوريا مصلحة لبنان أوّلاً، ولا يمكن أن يعمل الجيشان من دون تنسيق حقيقي في معركة واحدة، وليس عبر أطراف سياسية، بل عبر علاقة رسمية، لأن سوريا من الطبيعي أن تتقدم لتحرير أرضها حالما يبدأ الجيش اللبناني معركته، وقذيفة خاطئة من هنا أو هناك قد تعقّد الوضع. يجب أن نعمل مصلحتنا بصرف النظر عن مواقف البعض». ومع أن بري متفاءل تفاؤل لاريجاني، إلّا أنه يعيد على مسامع نظيره الإيراني قلقه من مخطط تقسيم المنطقة، من العراق إلى سوريا، خصوصاً في ظل الصراع السياسي الذي يكبر في العراق، والاتفاقات المبهمة في سوريا، كذلك جنوح الكرد نحو الاستفتاء و«تثبيت إقليم كردي بالتوازي مع الكيان اليهودي». ويعود بري إلى ما كتبه رئيس وزراء كيان العدو السابق شمعون بيريز في كتابه «الشرق الأوسط الجديد». وباختصار، يضيف لاريجاني بأن إيران وروسيا يعملان جهدهما للبحث عن حلول سياسية، مثمّناً اجتماعات آستانا لأنه «في جنيف لم يكن هناك أي شيء، ونحن ندعم التقدم خطوة خطوة، ونتمنى أن تتحسن الظروف أكثر في المرحلة المقبلة.
بعد المطالبة “التنسيق”… وزراء الى سوريا؟!
علمت “الجمهورية” أنه بعد الحديث عن التنسيق العسكري اللبناني ـ السوري بدأ يسري كلام عن زيارات سيقوم بها وزراء لبنانيون الى دمشق، حيث سيلبّي وزيرا الزراعة والصناعة غازي زعيتر وحسين الحاج حسن في 16 آب الجاري دعوة وزير الاقتصاد والتجارة السوري، يليها زيارة لوزير المال علي حسن خليل بدعوة من رئيس الحكومة عماد خميس.
وسألت “الجمهورية”، حول ما اذا كانت هذه الزيارات تحتاج الى موافقة من مجلس الوزراء، أم سيتمّ التعاطي معها على أنها “زيارات خاصة”.
“الشرق الاوسط”: لبنان وتحالف الأقليات… للأسف!
كتب مشاري الذايدي في “الشرق الاوسط”: لبنان وتحالف الأقليات… للأسف!:
كان لافتاً لدى ساسة المسيحيين اللبنانيين، وقواعدهم الاجتماعية، شبه الإجماع على دعم حزب الله الشيعي في حربه على جماعات سورية راديكالية على الحدود اللبنانية – السورية. حتى الزعيم اللبناني الأعلى صوتاً في مناهضة المشروع الإيراني، سمير جعجع، تراجع خطوة إلى الخلف، ولم يواصل ذا الخطاب الحادّ ضد حزب الله ودولته الحاضنة؛ الجمهورية الإيرانية التي أسسها رجل الدين الراديكالي الثوري، السيد الخميني، حسب ملاحظة الزميل والإعلامي اللبناني نديم قطيش بهذه الجريدة. أن يدعم أشخاص مثل جبران باسيل أو سليمان فرنجية أو الرئيس عون، حروب حزب الله «الطائفية» الخادمة للمشروع الإيراني، فهذه «شنشنة نعرفها من أخزم»، كما يقال، لكن أن يصل هذا الحماس لقواعد مسيحية حامية للجمهورية، تقليدياً، باعتبارها «أم الصبي» ومن أجل ذلك ترفض المشاريع الإقليمية المخترقة لسيادة لبنان، ومنها المشروع الإيراني، فهذا تطور جدّ خطير، وجدّ مثير. خطير في دلالاته على يقظة المشاعر الطائفية الرثّة، وعلى فكرة سيئة هي الأخرى، نبعت حين حاول التيار العوني ومن ينظر له، الترويج لها، وهي فكرة «تحالف الأقليات»، ضد من؟ بوضوح ضد أهل السنة.. حتى لو كانوا من قماشة رفيق الحريري أو فؤاد السنيورة. لا جدال في أن جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، وطبعاً «داعش»، كلها منظمات إرهابية يجب الخلاص منها بكل السبل، هذه قضية الشعوب المسلمة «السنيّة»، وهي غالب المسلمين، قبل أي شعب آخر صوناً للمسلمين وحماية للسلام على الأرض بين خلق الله. لكن من قال إن ورثة عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وقاسم سليماني وأبي مهدي المهندس وصادق خلخالي، هم رسل السلام وأنصار العلمانية والقيم الحديثة للدولة العصرية!؟
“الجمهورية”: مصالحة الجبل .. “إستثمار إنتخابي”
شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القداس الاحتفالي الذي أقيم في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، لمناسبة عيدها والذكرى الـ16 للمصالحة التاريخية في الجبل التي حصلت في آب 2001 برعاية البطريرك الماروني السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.
وعن حصر رئيس الجمهورية مشاركته في قداس دير القمر، أوضحت مصادر بعبدا لـ”المستقبل” أنّ زيارة عون الشوف لم تشمل أي محطات أخرى “لارتباطه بمواعيد محددة مسبقاً في القصر الجمهوري”، مشيرةً إلى أنه “آثر عدم الغياب عن تقليد المشاركة في قدّاس “سيدة التلة” الذي درج عليه رؤساء الجمهورية تاريخياً”.
ولاحظت “اللواء” ان الراعي تجاهل موضوع هذه المصالحة في عظته في قدّاس سيّدة التلة، وقال موجهاً كلامه إلى الرئيس عون: “نصلي كي يعضدكم الله ويزينكم بالحكمة والروح الرئاسي لتواجهوا التحديات الكبيرة”، محدداً “هذه التحديات بقيام الدولة بمؤسساتها واداراتها المحررة من التدخل السياسي والتمييز اللوني في التوظيف خلافاً لآلية مبنية على الكفاءة والاخلاقية، واحياء اقتصاد منتج، تعزيز التعليم الرسمي والخاص، حماية المالية العامة، وبناء قضاء شريف حر ومسؤول والاسراع في تطبيق اللامركزية الادارية المناطقية والقطاعية”.
كتبت “المستقبل” في افتتاحية “المستقبل” اليوم:
إحياء ذكرى المصالحة التاريخية في الجبل في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والفاعليات الدرزية والمسيحية في المنطقة الشوفية، يعني إحياء، أو بالأحرى ترسيخاً لإرادة اللبنانيين في البقاء معاً تحت سقف الدولة وبرعايتها وحضورها، وطي صفحة الماضي السوداء، التي مع مثيلاتها السابقات، تبقى صفحات معدودة في كتاب كبير جلّه مدوّن بعيش واحد كريم ومتراكم على مدى مئات السنين. المصالحة التي رعاها آنذاك البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، كانت تتويجاً للمسار التسووي السلمي الذي أطلقه اتفاق الطائف لإنهاء الحرب وتداعياتها. مثلما كانت عنواناً لمناهضة الوصاية الأسدية وممارسات النظام الأمني المشترك اللبناني – السوري. والذي بلغت به الوقاحة الى حدّ رفض ذلك المشهد الوطني الوحدوي اللبناني الكبير علناً وجهاراً، برغم أنّه كان كثير اللغو والادعاء بأنه يسهر على وحدة لبنان واستقراره، وما شابه من شعارات استخدمها لتغطية عملية السطو على الجمهورية وتخريب نظامها، وإبقائها مع أهلها، تحت سطوته وسيطرته. استعادة لحظة تلك المصالحة، هي في أحد جوانبها، تأكيد لاستعادة اللبنانيين عموماً، وأهل الجبل خصوصاً، لذلك الوعي الأخّاذ بحتمية مصيرهم المشترك، وعيشهم الواحد ودولتهم الجامعة. وعبث المراهنة على ما يناقض تلك المسلّمات خصوصاً في هذه الأيام، حيث تعاني شعوب المنطقة مما عاناه اللبنانيون سابقاً.. ويتم السعي الى حلول لها، شبيهة بتلك التي وصل إليها اللبنانيون قبلاً.
كتب عوني الكعكي في “الشرق”: نريد أفعالاً ولا نريد أقوالاً:
استوقفنا خطاب الكاردينال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في كنيسة سيدة التلة في دير القمر بمناسبة عيد سيدة التلة، ومن أهم ما قاله الآتي: توجّه بكلمته بالإشارة الى فخامة رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون قائلاً: 1- قيام الدولة بمؤسّساتها وإدارتها المحرّرة من التدخل السياسي. 2- إحياء اقتصاد منتج ينهضه من حافة الإنهيار ويرفع المواطنين من حال الفقر ويفتح المجال أمام الشباب لتحفيز قدراتهم ويحد من الهجرة. 3- حماية المالية العامة بإيقاف الهدر والسرقة والفساد وحفظ التوازن بين المداخيل والمصاريف ضمن موازنة واضحة ومدروسة. 4- ضبط العجز والدين العام. 5- بناء قضاء شريف حر ومسؤول يكون حقاً وفعلاً أساس الملك. يمكن أن نقول بكل واقعية إنّ هذا الكلام الذي ورد في عظة غبطة البطريرك الراعي يعبّر عن معاناة الشعب اللبناني كله من الكبير الى الصغير، وأهمية هذا الكلام أنّه قيل أمام فخامة الرئيس ميشال عون الذي لا نشك في أنه يملك القدرة والرغبة في تحقيق هذه المطالب التي كان ينادي بها منذ العام 1989، والأهمية الأكبر أنه اليوم أصبح رئيساً للبلاد. لا ننسى أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري يعمل ليلاً ونهاراً من أجل بناء دولة، ولم يترك بلداً في العالم إلاّ قصده من أجل الحصول على المساعدات بأنواعها كافة… وعدد كبير من الوزراء أيضاً لديهم الرغبة كما تبيّـن أنهم أكفاء في تحمّل المسؤولية. أمام هذه الرغبات التي هناك إجماع عليها من المسؤولين جميعاً ومن الطوائف كلها ومن مختلف أطياف المجتمع اللبناني يبقى السؤال الكبير: هل تحقق أي شيء من هذا الكلام؟!. بصراحة، وبخيبة أمل: لم يتحقق من هذا كله أي عمل والمثال الصارخ ملف الكهرباء وملف الموازنة وملف النفايات(…) وهناك عدد كبير من الملفات التي يعلم بها الجميع ولا يتسع المجال لتعدادها.
مقاطعة .. و”عتب” على جنبلاط
لفتت “الجمهورية”، إلى غياب رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط الذي أناب نجله تيمور، عن هذا القداس الذي ترأسه البطريرك الراعي، وحضره النائب “القوّاتي” جورج عدوان وذلك بعدما رحّب بعون على طريقته مُغرّداً عبر “تويتر” قائلاً: “أهلا وسهلا بالرئيس ميشال عون في الشوف، في دير القمر، في عيد سيدة التلة”. وأشارت “اللواء” إلى أن جنبلاط كشف في حديث تلفزيوني أنه لم يحضر القداس بعيد سيدة التلة في دير القمر “لأنني أعاني من صداع شديد”. وكان جنبلاط قد زار مطرانية بيت الدين، وألقى التحية على الراعي معتذراً عن المشاركة في لقاء قصر الأمير أمين.
في المقابل، سجّلت مصادر مسيحية مستقلة، عبر “الجمهورية”، غياباً للقوى التي كانت اساساً في مصالحة الجبل، مثل “لقاء قرنة شهوان”، وقالت: “انّ هذا الغياب مهم إنما ليس الاساس. فالاساس هو انّ إحياء الذكرى اختُصر بالقوى المتحالفة انتخابياً، وكأنّ المصالحة هي مصالحة إنتخابية، بينما المطلوب هو إعطاء معنى فوق انتخابي وفوق سياسي لها”.
وحمّلت المصادر النائب وليد جنبلاط “مسؤولية إفراغ هذه المصالحة من معناها ومضمونها الاخلاقي والانساني والوطني وجعلها فقط مصالحة على تقاطع انتخابي، ما يُفقدها قيمتها”. وقالت انّ “العتب ليس على الفريق السياسي المستفيد من هذا الوضع، بل على صاحب البيت، أي جنبلاط، الذي كان عليه أن يبقي هذه المصالحة فوق انتخابية وفوق سياسية، لأنها اوّل مصالحة تحصل بعد العام 1860، وهو اختصرها بالجانب الانتخابي فقط”.
أما في المواقف:
اكد رئيس “حزب الوطنيين الاحرار” النائب دوري شمعون ، لـ”الجمهورية” انه اعتذر عن المشاركة سلفاً وغاب عن المنطقة، وقال: “لم أرَ أيّ معنى للافتة الكبيرة المرفوعة والضجة التي أثيرت وحديثهم عن قيامهم بالمصالحة”.
قال النائب فادي الهبر، الذي شارك في غداء المطرانية وغاب عن حفلة إطلاق الفيلم الوثائقي لـ”الجمهورية”: “المصالحة حصلت سابقاً، والأساسي فيها كان حزب الكتائب مع المختارة، وفي الجبل حالة مُعاشة على مستوى العائلة، وذكرى المصالحة اليوم (أمس) أتت لاستثمار إنتخابي، ونرى محاولة تفرّد بغير حق واستثمار انتخابي لـ”القوات اللبنانية”، لأنّ هناك شراكة لسياديّين في المصالحة التي بدأت معنا، في حين كان رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع في السجن.
عون يوقّع “السلسلة” هذا الأسبوع
أكدت مصادر قصر بعبدا لـ”المستقبل” أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سوف يوقّع قانون سلسلة الرتب والرواتب هذا الأسبوع، على أن يصار إلى معالجة الملاحظات والمطالبات ذات الصلة بالشق الضرائبي منها في مشروع قانون خاص يُعدّ لهذه الغاية ويقرّ بشكل منفصل بعد التوافق السياسي عليه.
اشار وزير الدولة لمكافحة الفساد نقولا تويني الى ان الرئيس عون ما زال يدرس القانون بعدما أُحيل اليه، ويفترض ألا يستغرق وقتا طويلاً فيه (بسبب تقيده بالمهلة الدستورية شهر لتوقيعه او ردّه)، وقال لـ”اللوء”: ان قانون السلسلة سيمشي في نهاية المطاف، ولكن الرئيس مهتم ايضأ بإنهاء مشروع موازنة العام 2017. والرئيس مهتم كذلك بأن لا تكون موارد السلسلة على حساب الطبقات الفقيرة”.
جلسة الحكومة تنتظر عودة الحريري
قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ تحديد موعد جلسة مجلس الوزراء لهذا الأسبوع ينتظر عودة الرئيس سعد الحريري من زيارته الخاصة التي غَيّبته عن بيروت منذ الجمعة الماضي، وليحدد مكانها في قصر بعبدا او في السراي.
البواخر الكهربائية
حول مصير تقرير “البواخر الكهربائية”، قالت المصادر لـ”الجمهورية”: “انّ رأي مديرية المناقصات العامة يحتاج الى مزيد من الدرس قبل ان تقدّم وزارة الطاقة تقريرها الى مجلس الوزراء، في اعتبار انّ التزام توصيات دائرة المناقصات يلغي الإجراءات التي اتخذتها وزارة الطاقة من أساسها والعودة الى نقطة الصفر”.
الانتخابات الفرعية!
وعن موضوع الانتخابات النيابية الفرعية، قالت المصادر لـ”الجمهورية” انّ طرحه في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء ليس مضموناً في ظل التردّد في شأنها لأسباب مختلفة، في حين قالت مصادر وزارية انّ البَت بهذا الموضوع قبل 17 آب الجاري “واجب الوجوب”، لأنّ هذا الموعد هو الأخير الذي حدّده وزير الداخلية لتوجيه الدعوة الى الهيئات الناخبة في دائرتي طرابلس وكسروان ـ الفتوح إذا كانت النية إجراء هذه الإنتخابات يوم الأحد الما قبل الأخير من ايلول، أي في السابع عشر منه، أو الأحد الذي يليه في الرابع والعشرين منه.
التعيينات الاعلامية!
اما بالنسبة للتعيينات في مجلس إدارة تلفزيون لبنان، فأكد وزير الإعلام ملحم رياشي لـ”اللواء” انه رفع بعض أسماء المرشحين لتعيينات في هذا المجلس إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، نافياً ان يكون هناك أي جديد في ما خص تعيينات الوكالة الوطنية للاعلام”.
جعجع في بعبدا: إعلان وقف إطلاق نار
كتب جوني منير في “الجمهورية”: جعجع في بعبدا: إعلان وقف إطلاق نار:
طوال الأسابيع الماضية، بقي خطّ التواصل بين «التيار» و«القوات» مقطوعاً ولكي تبقى اللعبةُ وفق الحدَّين اللذين يريدهما طرفا النزاع أي بين اللاتحالف واللاعداء، سيزور جعجع عون في قصر بعبدا مدخلاً لإعلان وقف اطلاق نار مع باسيل ولإعلان شكواه ولو بأسلوب ديبلوماسي مرن. قد يكون باسيل نجح في دفع جعجع الى الخروج من مخبئه طلباً لوقف اطلاق النار بعدما اعتقد قريبون من «القوات» أنّ التصعيد الإعلامي الذي حصل يقف وراءه باسيل. ويذهب هؤلاء في قراءتهم الى ما هو أبعد. فالتصعيد الإعلامي، في رأيهم، له أبعاد وأهداف تصل الى حدود فتح الطريق أمام إمرار بواخر توليد الكهرباء، ولكن يبدو أنّ جعجع الذي يشتكي من التعيينات ولكن من دون أيّ ردة فعل، يتمسّك في المقابل بإسقاط ملف بواخر الكهرباء الى جانب تحالف عريض يضم إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري وجنبلاط ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. ويعتبر جعجع أنّ الضغط المعنوي الحاصل هو لتطويع موقفه ولكنّه لن يتراجع، وأنّ معارضته ليست فقط في وجه «التيار الوطني الحر»، وإنما في وجه تيار «المستقبل» أيضاً. «يريدون منا الموافقة على كل شيء وهذا لن يحصل»، يقول أحد المسؤولين القواتيين. وبعد زيارة جعجع الى قصر بعبدا، من المفترض أن تتراجع الحملات الإعلامية ولكن على زغل، أو بتعبير أوضح، هدنة موقتة من دون حلّ ثابت في انتظار مواجهات جديدة لا تبدو بعيدة. فوفق ما يبدو، بات من الصعب جداً التفكير في لوائح إنتخابية مشترَكة ولو في بعض الدوائر، ورسائل التمريك الانتخابي تعزّز هذا الاعتقاد. التيار الوطني الحر المتحالف مع تيار «المستقبل» والذي يتّكئ على تفاهم في العمق مع «حزب الله»، باشر وضع تصوّره، فيما «القوات اللبنانية» المتفاهمة مع الحزب التقدمي الاشتراكي تنظر بعين الريبة والقلق الى قرار تيار «المستقبل». لكنها في الوقت نفسه باشرت وضع تصوّراتها على أساس تأمين الحاصل الانتخابي لوحدها وبمعزل عن التيار الوطني الحر.