هذه حكاية إنسان صادق ومتواضع وذو شخصية مرموقة، شاءت الأقدار أن يعيش كلاجئ سياسي في دولة أوروبية في بداية الثمانينات من القرن الماضي.
أعرفه منذ طفولته حتى بلوغه سن الرشد وتوظيفه في شركة نفط البحرين التي كنت موظفاً فيها. كان إنساناً هادئاً ومثقفاً يحب قراءة الكتب الأدبية والسياسية، وكان يعلم بأنني عضو في جبهة التحرير الوطني البحرانية. كنت أشجعه على قراءة الكتب الأدبية والسياسية بالفارسية والعربية وخصوصاً الأدب الروسي للكتاب مكسيم غوركي، تولستوي، تشيخوف، دوستويفسكي، غوغول والشاعر بوشكين.
عندما اقترحت عليه الانضمام إلى جبهة التحرير وافق وقدم رسالة إلى الجبهة وصار عضواً فيها. شاءت الظروف أن يلقى القبض عليه ويعتقل بعد إن وجدت قوات الأمن نسخة من رسالة الانضمام للجبهة في حوزته. بعد إطلاق سراحه من السجن تحول من شخص ليبرالي إلى إسلامي شيعي متأثرًا بالسجناء الإسلاميين في السجن، وطلب من كادر جبهة التحرير بعدم زيارته وقطع علاقاته مع رفاق دربه!؟.
عشية الثورة الإسلامية تعرف على عميل الزمرة الخمينية هادي المدرسي الذي زار البحرين من أجل تأسيس الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين!؟، وثم انضم إلى هذه الجبهة وسرعان ما صار عضو بارز وقيادي في التنظيم المتطرف!. بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة بواسطة هذه الجبهة عام 1981 هرب من البحرين ولجأ إلى إيران مع أحد رفاقه.
قبل هروبه بعدة أعوام تحدثت معه أمام بعض رفاقه عن تجربتي مع الثورة الخمينية وقلت لهم بأنني كنت من أوائل البحرينيين الذي اكتشفت الخميني في أغسطس 1964 عند زيارتي لإيران. لقد سمعت معظم خطاباته ووعوده للشعب الإيراني، حيث وعد الشعب بمجانية الماء والكهرباء والسكن والمواصلات، وتوفير الغذاء على موائدهم من بيع عائدات النفط، والحرية والديمقراطية، وعدم إجبار النساء على ارتداء الحجاب. لكن بعد نحو سنة من ثورته الكاذبة اكتشفت بأن الخميني دجال وكذاب وبدلاً من تحقيق وعوده قبل ثورته المدمرة أمر بقمع وسجن وإعدام المعارضين الشرفاء، وأجبر النساء على لبس الحجاب. بعد خيانة وغدر الخميني الشعب الإيراني وملايين من مؤيده في العالم، تحولت من مؤيد للسفاح الخميني وثورته الكاذبة إلى معارض متشدد له ولنظامه الفاشي. لكنهم لم يعطوا أي اهتمام لأقوالي!؟.
في أحد الأيام زارني شقيقه الأصغر في منزلي وتحدث عن أخيه ورفيقه وقال: “عند وصولهما إيران استقبلتهما السلطات بحفاوة ومنحتهما جواز سفر دبلوماسي وبعثتهما إلى فرنسا وسكنتهما في فيلا فاخر في شارع شانزليزه بباريس. بعد أشهر من عودتهما من فرنسا إلى إيران، وجدا نفسهما في ظروف أمنية متوترة. فقاما بزيارات متكررة إلى منزل آية الله منتظري الذي وضعه الخميني قيد إقامة جبرية. عندها لاحظا بأنهما مراقبان بواسطة قوات الأمن. فهربا من جحيم الجمهورية الإسلامية إلى جنة بلاد الكفار في أوروبا!؟. أحدهما لجأ إلى ألمانيا وتوفى في المستشفى بصورة غامضة والآخر لجأ إلى دولة أوروبية أخرى وأقام فيها كلاجئ سياسي وعاش في أمان ونعمة مع عائلته التي التحقت به.
في أحد الأيام عندما كنت أتحدث معه عبر الهاتف سألته عن أخبار الجمهورية الإسلامية. رد علي وقال “أرجو منك أن لا تتحدث معي عن الجمهورية الإسلامية لأنني سوف أمرض!؟.
في جبهة التحرير الوطني البحرانية كنا نحلم ونناضل من أجل تحرير البحرين من الاستعمار البريطاني، لكنه انضم إلى الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين من أجل تغيير نظام البحرين إلى دويلة شيعية تابعة لعصابة ولاية الفقيه الإرهابية التي غدرت به وبالشعب الإيراني وبملايين البشر في العالم.
لقد أرادت عصابة ولاية الفقيه الإرهابية التخلص منه لأنه أصبح كالبضاعة المنتهية صلاحيتها لدى النظام الدكتاتوري الفاشي!؟.
هذه الحكاية عبرة للذين جروا خلف سراب وبريق الجمهورية الإسلامية وكادوا أن يحولوا البحرين الآمنة إلى سوريا والعراق!.
———-
ايران ، الجبهه الأسلامية لتحرير البحرين ، والأنقلاب الفاشل عام 1981
في هذا الشهر نتوقف عند مقالة صدرت في خريف عام 2011 في مجلة الشرق الأوسط الصادرة من مركز الشرق الأوسط في واشنطن ومؤلفها هو حسن طارق الحسن وهو طالب دراسات عليا في جامعة كلية لندن للأقتصاد وتتركز المقالة على المحاولة الأنقلابية عام 1981 التي اتهمت بها حكومة البحرين الجبهه الأسلامية لتحرير البحرين بالتعاون مع ايران ويؤكد الباحث ان دراسته تعتمد على منشورات الجبهه الأسلامية وقد حصل عليها من مكتبة الكونغرس الأمريكي . وعلى الرغم من ان الباحث يؤكد ان محاولات ايران للتدخل في شؤون البحرين لم تتوقف وقد كان آخرها تصريح علي أكبر نوري ، المتحدث السابق باسم البرلمان الأيراني ، والذي اعلن فيه ان البحرين هي الولاية الأيرانية الرابعة عشر ، الا انه ركز بحثه على قضية الدور الأيراني في المحاولة الأنقلابية المذكورة. وفي ما يلي نقدم للقاري ملخص لأهم النقاط التي طرحها الباحث في ورقته .
التطورات السياسية التي قادت الى المحاولة الأنقلابية
يبدأ الباحث بشرح الضروف والتطورات السياسية التي بدات في منتصف الخمسينيات وانتهت بالمحاولة الأنقلابية ، ففي عام 1954 وفي خضم المد القومي الذي اطلقت التيارات الناصرية والبعثية شرارته ، شهدت البحرين نتيجة لأصرار الحكومة على تشريع بعض سياسات التأمين ، حركة لسائقي التاكسي نتج عنها تأسيس هيئة عمالية كان من اهم قياداتها عبدالرحمن البكر وقد استقطبت هذه الحركة ما يزيد على 14 ألف عاملا بحرينيا وكانت الهيئة الممثلة لهذه الحركة تعد لكتابة قانون يحفظ حقوق العمال ولكن الحكومة البحرينية تمكنت من اخماد هذه الحركة اما بتشجيع قيام فصيل آخر من العمال لمنافسة التحرك الأول أو بمنع انشاء اي شكل من اشكال النقابات بتشجيع من بريطانيا ، وقد تم كذلك اعتقال وتسفير بعض هذه القيادات العمالية. غير ان هذه الأجراءات لم تستطع ان تنهي المطالب العمالية ولكنها دفعته الى العمل السري وقد عمق من هذا المسار قيام الثورة في العراق ومجيء كثير من الناشطين العراقيين والأيرانيين الى البحرين في بداية الستينيات. وفي عام 1965 عندما تم طرد مئات من العمال البحرينيين من شركة نفط البحرين (بابكو) نظمت مجموعة العمل السري ما عرف بانتفاضة مارس وعطلت عدد من القطاعات خلال السنة بأكملها ، وقد تراجعت حدة هذا التمرد بعد اعلان بريطانيا نيتها الأنسحاب من منطقة الخليج في بداية السبعينات ، وقد قامت حكومة البحرين خلال الفترة ما بين 1968 و1972 بجهود كبيرة لتوحيد الجبهه الداخلية وانشاء جيش وطني بعد اخفاق جهود الأتحاد التساعي مع قطر وما عرف بعد ذلك بدولة الأمارات ، وقد عمق من الشعور الوطني نتيجة المقابلات التي اجراها ممثل الأمم المتحدة مع اعيان البحرين التي اظهرت ان غالبية البحرينين يؤيدون استقلال البحرين وبذلك يرفضون ادعاءات ايران بالبحرين . في هذه الأثناء حدثت انتفاضة ثانية في مارس عام 1972 ولكنها قمعت من قبل القوى الأمنية في البحرين . في ظل هذه التحديات اصدر الشيخ عيسى بن سلمان دستورا جديدا بدا العمل به في عام 1973 وكان شبيها الى حد كبير بالدستور الكويتي ، ولكن ما ان اجتمع البرلمان المنتخب وبدا يمارس صلاحياته حتى ادركت الحكومة ان هذا البرلمان لم يكن مستعدا لتمرير كثير من سياساتها كقانون أمن الدولة وتجديد عقد القاعدة البحرية الأمريكية وهكذا تم حل البرلمان عام 1975 .
ظهور الجبهه الأسلامية لتحرير البحرين
في هذه الأثناء بدات الفصائل الشيعية تتكون في العالم العربي من العراق الى لبنان الى شرق السعودية الى البحرين حيث اعلن عن قيام الجبهة الأسلامية لتحرير البحرين في 27 يناير عام 1976 علما ان تاسيس الجبهه قد سبق الأعلان عنها بسنوات كما أكد الناطق الأعلامي باسمها عيسى مرهون . وقد اكد مرهون ان للجبهة اهداف قريبة واخرى بعيدة ، أما اهم الأهداف القريبة فهو اسقاط نظام آل خليفة واقامة دولة اسلامية وتحقيق الأستقلال الفعلي للبحرين وتحقيق الأستقلال الثقافي والأقتصادي والتخلص من الأمية وفرض التعليم الأجباري والأرتقاء بالمستوى العلمي والتقني للدولة . أما الأهداف بعيدة المدى ، كما ينقل الكاتب عن عيسى مرهون ، فتتمثل في بناء الفرد المسلم المتشبع بقيم الأسلام والمستوعب لأساسياته والحامل لرسالته والمستعد للتضحية من اجله ، وبناء طليعة قيادية قادرة على قيادة المجتمع الى اعلى مراتب التقدم والأنجاز ، والأنتهاء ببناء صرح الحضارة الأسلامية وهي اعلى اهداف الثورة كما يقول مرهون . اما رموز هذه الجبهه فقد كان من بينها حجة الأسلام هادي المدرسي الذي ولد في العراق ولجأ الى البحرين هربا من نظام صدام . وبعد الثورة في ايران بدأ هادي يعمل مع اخيه الأكبر محمد تقي لتصدير الثورة الى الخليج . وفي 27 اغسطس تم القاء القبض على مدرسي ونقل الى الأمارات وكان من المفترض أن يسلم الى العراق الا انه انتهى به المطاف في ايران وعندما اتهمته حكومة البحرينة بالمحاولة الأنقلابية عام 1981 كان رده ” انها تهمة لا انكرها وشرف لا ادعيه ” . ومن بين القيادات الأخرى لهذه الجبهه الشيخ علي العكري الذي تم اعتقاله يوم 21 اغسط عام 1979 بعد عودته من زيارة لأيران مما ادى الى حصول كثير من الأحتجاجات وقد سجن العكري في نوفمبر عام 1979 وتوفي في السجن بعد ستة اشهر كما يؤكد المؤلف . ومن الرموز الأخرى للجبهه الشيخ عبد العظيم المهتدي البحريني الذي درس في الحوزة العلمية في النجف عام 1974 وفرالى البحرين عام 1979 خوفا من النظام العراقي وقد تم اعتقاله في البحرين عام 1980 ثم تم تسفيره الى ايران حيث استمر في محاولاته لأحداث ثورة في البحرين . وأخيرا هناك رمز آخر لهذه الثورة وهوعباس الشاعر الذي تم اعتقاله في اغسطس عام 1980 وقضى فترة في السجن .
الأنقلاب الفاشل عام 1981 يضع الجبهه تحت الأضواء
ولم تكن الجبهه ظاهرة للعلن حتى اعلن وزير الأعلام البحرين في 13 ديسمبر عام 1981 عن اعتقال 73 عنصر من جنسيات مختلفة كانوا يخططون لأسقاط النظام وألأستيلاء على عدد من مرافق الدولة بما فيها الأذاعة والتلفزيون واخذ بعض الوزراء رهائن واعلان دولة اسلامية على نمط النضام الأيراني في 16 ديسمبر الذي يصادف عيد ستقلال البحرين . وقد اكد بيان الحكومة البحرينية ان المجموعة تلقت تدريبا وتسليحا من قبل ايران التي وفرت لهم عدة تتفاوت ما بين اجهزة التخاطب الى رشاشات اوزي اسرائيلية الصنع وقد حكمت المحكمة البحرينية العليا على ثلاثة منهم بالسجن المؤبد بينما كانت احكام البقية اقل من ذلك .
علاقة الجبهه بايران
ينتقل الباحث بعد ذلك لتوضيح العلاقة التي كانت تربط الجبهه بايران من خلال ادبيات الأولى ونشراتها غبر السنوات ويؤكد وجود علاقة قوية بين الطرفين وعلى اكثر من صعيد . فاولا هناك تعاطف عقائدي حيث ان ادبيات الجبهه ما برحت تؤكد ارتباطها الروحي والعقائدي بالأمام الخميني مطلق شرارة الثورة الأيرانية ومؤسس نظرية ولاية الفقيه وهذا ما اكدته الجبهه في مؤتمر لها عقد لها في طهران خلال الفترة ما بين 9-11 اغسط عام 1980 . كما وان الجبهه تؤكد على حقها في استخدام القوة لأسقاط النظام القائم في البحرين كما اكد ذلك الشيخ مدرسي في موقعه الألكتروني وهو الشخص الذي يعتبر بحسب ادبيات الجبهه وبحسب كثير من علماء الشيعة اقرب الى ممثل الأمام الخميني في البحرين . ثانيا : يتضح من ادبيات الجبهه وجود علاقة وثيقة مع ايران على مستوى القيادة والتوجيه وان كان ضمنيا في اغلب الأحوال مما كان له اثر على ما تقوم به الجبهه في البحرين من نشاطات وممارسات وقد تمثلت هذه العلاقة في الزيارات المتكررة التي يقوم بها عدد من قيادات الجبهه الى ايران كالمدرسي والعكري وغيرهم وفي لجوئهم الى ايران بعد ذلك وفي مشاركتهم الى جانب ايران في الحرب العراقية-الأيرانية . ثالثا :لاشك ان اهم الوسائل التي ساعدت بها ايران الجبهه ألأسلامية لتحرير البحرين هو الأعلام حيث سمحت الحكومة الأيرانية للجبهه باقامة مكاتب لها في ايران وسمحت لها بتمثيل البحرين في كثير من الندوات والمؤتمرات التي تنظمها الحكومة الأيرانية وسمحت للجبهه باقامة المعارض للترويج لقضاياها ذلك اضافة الى بث كثير من شعارات الجبهه وخطب مشايخها في اذاعة صوت الثورة في ايران ، ونشر اخبار الجبهة المتعلقة بمشاركتها الى جانب ايران في الحرب ضد العراق وبقية نشاطات الجبهه المناوئه للحكم في البحرين .واخيرا : يشير المؤلف الى ان الحكومة الأيرانية كان لها دور في تدريب واعداد عناصر الجبهه . ففي احد بياناتها ، اعلنت الجبهه مشاركة خمسة من اعضائها في الحرب ضد العراق وقد اظهر الأعلام ألأيراني كيف ان احد افراد الجبهه الذي يسمى أبوجهاد قد استشهد في محاولة لأغتيال احد الضباط في نظام الشاه وذلك دفاعا عن الثورة الأيرانية ، وهناك من عرف بالشهيد البحريني ألأول على الجبهه الأيرانية العراقية واسمه اسماعيل عباس حسن الذي تم نفي عائلته من البحرين الى ايران فاصبح مجندا وجاءت القوى الثورية ألأيرانية لتخبره بموت ابنه على الجبهه . وفي محاكمة احد اعضاء الجبهه في البحرين والمسمى السيد جعفر العلوي لم ينفي محاميه تلقيه التدريب العسكري في ايران .
وفي الختام لنا كلمة
ان الورقة التي راجعناها اعلاه تؤكد ما سبق وان قلناه في اكثر من مقالة ومقابلة وهو ان ايران كانت ولازالت تطمع في الهيمنة على منطقة الخليج سواء كان ذلك تحت مظلة فارسية أو طائفية أو اقتصادية أو باستخدام الأقليات أوبالأستفادة من ضعف واخطاء الحكومات الخليجية ، وبالتالي هذه حقيقة يجب ان ترسخ في قلوب وعقول أبناء المنطقة وتدفعهم الى التدبر في الأسباب الكامنة وراء هذه الأطماع التوسعية وكيفية ردعها في السنوات القادمة بدل الأستمرار في العويل والدعاية التي تمارسها الحكومات الخليجية منذ سنوات من غير اتخاذ مواقف جادة . فالبحرين وبقية دول الخليج بما فيها السعودية تعتبر ضعيفة امام ايران على مستويين . الأول ان هذه الحكومات تهمش شعوبها وتحتكر القرار والثروة وتعتمد على القوى الأجنبية ، وبالتالي ستظل ايران تستثمر هذا الضعف الخليجي ولامخرج لهذه الدول الا بالتصالح مع شعوبها وتقوية الجبهه الداخلية على اسس الحرية والعدالة . ثانيا : ان البحرين وبقية دول المجلس هي دول صغيرة في حجمها وقدراتها الدفاعية والتنموية ولايمكن علاج هذه المشكلة الا بوحدة خليجية تحقق للمنطقة فرصا تنموية افضل وقدرة دفاعية أكبر . هذا باختصار هو العلاج لعلاقة الخليج غير المتوازنة مع ايرن : اصلاحات سياسية جذرية وقيام وحدة خليجة ينبثق عنها كيان خليجي جديد يلتحكم بمحيطه العربي ويحقق التنمية ويردع ايران ويقلل من اعتماده على الدول الكبرى واي مسار آخر سيكرر التاريخ الماضي وتكون نتائجه أكثر سوء نتيجة لتراجع اهمية النفط وتزايد الأحجام السكانية لهذه الدول وهذين المرتكزين ، اي الأصلاحات السياسية والوحدة الخليجية ، هما جوهر رسالة منتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية الذي تم تأسيسه حديثا من قبل ثلة من ابناء هذه المنطقة الغيورين على مستقبلها والساعين لتحقيق امنها وازدهارها . ولابد من التنويه في هذا السياق كذلك بان اللجنة المستقلة التي شكلها الملك في يونيو الماضي لتقصي الحقائق المتعلقة باحداث البحرين والتي صدرت في 500 صفحة في 23 نوفمبر 2011 تمثل ادانة واضحة لأجهزة الأمن في البحرين وتحملها الجزء الأكبر من مسؤولية الأحداث وقد وعد الملك بالأخذ بتوصيات هذه اللجنة ونحن بدورنا نؤكد على ضرورة ان تطال المحاسبة كل من كان سببا في ماحدث خاصة القيادات العليا وعدم التضحية بعدد قليل امن لأفراد حتى يبقى الكبار والمتنفذون بعيدون عن العقوبة لأن ذلك سيعيد البحرين مرة أخرى الى قلاقل من نوع جديد في ألأشهر او السنوات القادمة ، ومرة أخرى نتمنى على الملك وولي عهده الكرام العودة الى طريق ألأصلاح الذي بداوه وان يحسما امرهما في بناء مجتمع متراص وملتحم بمحيطه الخليجي والعربي حتى تبقى البحرين جزيرة آمنة ومطمئنة بمشيئة الله وان لايلتفتا الى القوى التي لاتستطيع ان تستوعب ما يدور حولها من تغيرات والتاريخ سيسجل لهما او عليهما .