قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري يتقدمان في حملتين بدير الزور


أفراد من قوة سوريا الديمقراطية قبل هجوم ضد الدولة الإسلامية في الحسكة يوم السبت. تصوير: رودي سعيد – رويترز

بيروت /الشدادي(سوريا) (رويترز) – تقدم تحالف قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري في حملتين منفصلتين بشرق سوريا يوم السبت مما زاد من الضغوط على مساحة الأراضي المتقلصة التي لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر عليها في مناطق غنية بالنفط قرب الحدود مع العراق.

وقال قائد في تحالف يقاتل دعما للرئيس السوري بشار الأسد إن قوات الحكومة السورية شقت طريقها إلى قاعدة جوية على مشارف مدينة دير الزور التي يحاصرها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية منذ سنوات.

وقوات سوريا الديمقراطية تحالف مدعوم من الولايات المتحدة يضم في معظمه مقاتلين عربا وأكرادا وقد شن هجمات على تنظيم الدولة الإسلامية في شمال محافظة دير الزور في عملية استهدفت السيطرة على مناطق تقع شرقي نهر الفرات.

ويمثل هذا التقدم ضد تنظيم الدولة الإسلامية ضربة أخرى لسيطرته على أراض ظلت خاضعة له سنوات ومن المرجح أن يؤدي إلى وضع قوات سوريا الديمقراطية وقوات الحكومة السورية على مسافة أكثر قربا من بعضهما بعضا.

وكانت طائرة أمريكية قد أسقطت طائرة عسكرية سورية قرب الرقة في يونيو حزيران، واتهمت قوات سوريا الديمقراطية الحكومة السورية بقصف مواقعها على نحو أظهر خطر التصعيد بين أطراف متحاربة على ساحة تعج بالأطراف بالفعل.

وذكرت القيادة العامة لمجلس دير الزور العسكري والتي تقاتل ضمن قوات سوريا الديمقراطية إن العملية في محافظة دير الزور تهدف إلى السيطرة على مناطق في ريفها الشمالي والشرقي والتقدم صوب الفرات.

وذكر أحمد أبو خولة القيادي في قوات مجلس دير الزور العسكري في تصريحات لرويترز بعد الإعلان ”الخطوة الأولى هي تحرير الضفة الشرقية لنهر الفرات وتحرير ما تبقى من أراضي الجزيرة السورية الموجودة فيها داعش“.

وفيما يتعلق بالبرنامج الزمني للعملية قال أبوخولة في بلدة الشدادي بمحافظة الحسكة ”إن شاء الله ستكون عملية سريعة ومفاجئة… لن نتأخر في تحرير الأهداف الشرقية إن شاء الله. لا نحدد وقتا لكنها عملية سريعة“.

وأحجم أبو خولة عن التصريح بما إذا كانت هناك خطط لدخول مدينة دير الزور نفسها وقال ”مرحلتنا الأولى حتى شهر نهر الفرات، وفي الأيام القادمة لا نعلم كيف تسير المعارك وكيف تسير الأمور“.

ومضى قائلا إن قوات سوريا الديمقراطية لا تتوقع اشتباكات مع قوات الحكومة السورية أثناء تقدمها لكنه قال ”لا يوجد قلق، لكن نحن كقوة عسكرية لدينا تجهيزات وتحضيرات، أي قوة معادية تطلق النار باتجاه قواتنا سوف نرد“.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية تقدمت بالفعل أمام تنظيم الدولة الإسلامية في الريف الشمالي الغربي لدير الزور وسيطرت على عدد من التلال وإحدى القرى.

أفراد ومركبات من قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور يوم 25 أغسطس آب 2017. تصوير: رودي سعيد -رويترز
*الجيش السوري يسترد المطار

وقال القائد في التحالف المؤيد للأسد إن القوات الحكومية وحلفاءها وصلوا إلى مطار دير الزور العسكري على الجانب الآخر من نهر الفرات الذي كانت تتحصن فيه قوات سورية منذ 2014 يطوقها تنظيم الدولة الإسلامية.

ويضم التحالف فصائل مدعومة من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية القوية.

وجاء هذا التقدم بعد أيام من نجاح الجيش وحلفائه في كسر حصار الجزء الرئيسي من المدينة والذي كانت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية تفصله عن المطار قبل بضعة أشهر.

وقال المرصد السوري الذي مقره ببريطانيا إن القوات الحكومية السورية استعادت أيضا حقل التيم النفطي جنوب غربي مدينة دير الزور وسيطرت على جزء من طريق سريع رئيسي يمتد من دير الزور إلى مدينة الميادين التي تقهقر إليها الكثير من مقاتلي التنظيم.

وقال إن هذا التقدم سيساعد في منع وصول أي تعزيزات محتملة لتنظيم الدولة الإسلامية من الميادين.

وما زال التنظيم يسيطر على كثير من أنحاء محافظة دير الزور ونصف المدينة بالإضافة إلى جيب إلى الغرب قرب حمص وحماة حيث استعادت القوات الحكومية عدة قرى يوم السبت حسبما قالت وسائل الإعلام المؤيدة لدمشق.

لكن التنظيم فقد معظم أراضي دولة الخلافة التي كان قد أعلنها وامتدت منذ عام 2014 لتشمل مناطق واسعة من سوريا والعراق منها دير الزور الغنية بالنفط.

ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية تقاتل لطرد مقاتلي التنظيم من المناطق التي ما زالوا يسيطرون عليها في الرقة، معقلهم الرئيسي السابق.

ومن المقرر إجراء محادثات في آستانة الأسبوع القادم بين روسيا وإيران وتركيا داعمة المعارضة ، ربما يعقبها مسار منفصل بالأمم المتحدة في جنيف في أكتوبر تشرين الأول أو نوفمبر تشرين الثاني.

وشاركت حكومة الأسد في جولات سابقة من موقع قوة بعد أن استعادت معظم الأراضي بما فيها المراكز الحضرية الرئيسية في الغرب ومناطق صحراوية في الشرق.

وتسيطر قوات المعارضة السورية غير الإسلامية على بعض الجيوب في غرب سوريا كما أن قوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية تسيطر على مناطق كثيرة بشمال شرق سوريا.

نقلاعن رویترز