كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حول الاحداث الجارية في جرود عرسال .

حديثي معكم هذه الليلة هو اساسي وهو المعركة الدائرة حاليا في جرود عرسال وكانت في جرود فليطة من باب التوصيف والتعليق والتوضيح ورسم المسار والى اين نحن ماضون والى اين سنصل وما هي الخيارات الفعلية الان وماذا بعد. ولكن قبل ان ادخل الى الموضوع الاساسي في حديث الليلة اسمحوا لي ان اذكر بعض النقاط السريعة اولا ومن موقع المقاومين والمقاومة نتوجه بالتحية والاجلال والاكبار الى المقدسيين الى المرابطين في القدس والى أهل الضفة الغربية وكل الفلسطينيين الذين تدفقوا الى المدينة القديمة دفاعا عن الاقصى عن هذا المكان المقدس وليفرضوا انتصارا جديدا في الحقيقة وما شهدناه في هذه الايام هو انتصار ، وان يفرضوا على العدو ازالة الاجراءات الجديدة التي تريد أن تفرض سيادة العدو الاسرائيلي على المسجد الاقصى بحضورهم وصلاوتهم وقبضاتهم وصدورهم التي تواجه الرصاص والقنابل صنعوا هذا النصر، وهذه تجربة جديدة من تجارب الخيارات المقاومة الشعبية سواء في بعدها العسكري او في بعدها المدني هذا اولا .

ثانيا أود أن أتوجه بالشكر الى القائد عبد الملك الحوثي في خطابه قبل ايام الذي أعلن بوضوح وقوفه وجميع المجاهدين والمقاومين في اليمن المظلوم الى جانب لبنان وسوريا وفلسطين في اي مواجهة مع العدو الاسرائيلي وفي هذا تاكيد لمعادلة القوة التي تريد امتنا وشعوب امتنا وحركات المقاومة في امتنا ان تكرسها وتؤكدها وله كل الشكرهو والاعزاء في اليمن من مقاومين وغيرهم ونحن مشغولون بما يجري في عرسال لذلك لم نقم بأي مسيرات داعمة للقدس، وادعو الى اعادة النظرالى كل من له موقف خاطئ الى ما يجري في اليمن ان يعيد النظر في موقفه
ثالثا هذه أيام الذكرى السنوية لحرب تموز والانتصار العظيم كلنا يواكب ويحمل مشاعر هذه الايام لنكن الليلة لن اتحدث احببت ان اشير ، وسأترك الكلام في هذه المناسبة الى الاحتفال الذي سيقمه حزب الله بمناسبة 14 آب.
رابعا، بعد أيام قليلة 1 آب، عيد الجيش اللبناني وبهذه المناسبة ايضا ، والجيش شريك وعمدة المعادلة الذهبية وأتوجه الى قيادة الجيش والضباط والرتباء والجنود والاسرى والشهداء بالمباركة بهذا العيد، وهو عيد وطني للجيش العربي السوري الذي أتوجه ايضا الى قيادته بالتبريك الى قياداته وضباطه وجنوده وجرحاه والى كل المضحين بالتبريك بهذه المناسبة .
خامسا، أنا اليوم لن أرد على تصريحات الرئيس الاميركي ترامب وتصريحات المسؤولين في الادارة الاميركية فيما يتعلق بحزب الله تسهيلا لعمل الوفد الحكومي اللبناني الرسمي الموجود هناك ولعدم احراجه والايام القادمة اتية ويعود الوفد بالسلامة ولا أريد أن أدخل في سجال أو نقاش عميق مع أحد، وسيكون هناك مناسبات اخرى اعلق فيها انشاء الله
سادسا : انا لا اريد ان ادخل في سجال مع احد ولا اريد ان ادخل في نقاش عميق مع احد ونستهلك انفسنا واعصابنا وانا سأعرض القضايا بشكل ايجابي وهادئ ومسؤول، ونحن لسنا في معركة “فش خلق” بل في معركة مسؤولية تحصل فيها تضحيات ويصنع مصير بلد.والموضوع الاساسي المعركة في جرود عرسال وفليطة. العنوان الاول: هدف المعركة، وهو اخراج المسلحين والجماعات المسلحة من المنطقة التي تسيطر عليها النصرة سواء في جرود فريطة أو في جرود عرسال اي في الارض اللبنانية او في الارض السورية ونحن نسعى الى هذا الهدف من خلال شرحنا له كثيرا مخاطر تواجد هذه الجماعات المسلحة في الجرود على لبنان وعلى سوريا وعلى الجميع وانا لا اريد ان اعيد ولكن للذي لديه نقاش او تردد او سؤال انا احيله ليسأل لانه هذه المعركة هي معركة محقة وهذا حق واضح مشرق لا لبس ولا ريب فيه في هذه المعركة ويمكنه لاي احد متردد ان يبدا من الهرمل يسأل اهل الهرمل الذين سقطت عندهم الصواريخ والسيارات المفخخة ويكمل على قرى الفاكهة والقاع وراس بعلبك ومن يشكك يذهب الى المناطق التي سقط فيها شهداء والتي كان يحضر لاستهدافها بعمليات انتحارية ويسألهم لماذا يجب أن نخرج لتحقيق هدفنا.
ثانيا: في توقيت المعركة: اساس هذه العملية مؤجلة منذ عام 2015، في ذلك العام استعدنا جزء كبير من الجرود. الذي أكد على هذا التوقيت هو ما انكشف في الاشهر الماضية أن الجرود تتحول الى قواعد تأوي انتحاريين ويعتمد عليها في السيارات المفخخة، بعد أن ضبطت الخلايا التي شكلت في الداخل. نحن اتخذنا القرار، وبالسنبة للبعض هذا موضوع اشكالي ولكنه ليس قرار ايراني وليس قرار سوري، نحن اتصلنا بالقيادة السورية وطلبنا مساعدتهم وكنا نعد للمعركة منذ الشتاء الماضي، ومع بداية الربيع بدأ الاستطلاع والتحضير اللوجستي والبشري، وكنا أمام خيارين اما قبل رمضان أو بعده. الذي لديه ادنى معرفة بالامور العسكرية يعرف أن القرار لا يمكن أن يأخذ قبل كم يوم بل تحتاج الى تحضير أِشهر وهي ليست مرتبطة بأي تطورات سياسية.
ثالثا: في مجريات المعركة، نحن قلنا أن الميدان سيتحدث عن نفسه. في ميدان المعركة الجغرافي الجميع شاهد على الشاشات المنطقة التي دارت فيها المعركة، مساحتها ما يقارب 100 كلم مربع، هي الارض التي كانت تسيطر عليها النصرة، هذه المنطقة جبلية تصل فيها بعض الجبال الى 2500 متر، فيها جبال وتلال ووديان جرداء، والقتال في هذه المنطقة من اصعب أنواع القتال.
في هذه الجبال والوديان والتلال هناك عدو في وضعية دفاع ومحصن، وبالتالي له نوع من الارجحية خصوصا أن لديهم كهوف وانفاق ومتاريس طبيعية، ولا مشكلة لديهم لا بالعديد ولا بالوضع المعنوي والنفسي، ولديهم سلاح وذخيرة ومواد غذائية.وأخواننا في مواقع الهجوم وكشوفين ومستهدفين، والمنطقة صعبة، ويمشون في الوديان والجبال، وهذه من الصعوبات التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، ولا عامل مفاجأة لأننا منذ اشهر نعرض تسويات لانهاء وجود المسلحين وتضمن حقوق النازحين، ولكن بفضل الله ومجموعة عوامل منها الخطة والالتزام بها، والقيادة العسكرية والميدانية التي لها تجربة وحكمة وهدوء وشجاعة المقاتلين وروحيتهم العالية والملفت بهذه المعركة هو الحماسة الشديدة والعالية والاريحية وببركة تضحياتهم وعلى رأسهم الشهداء والجرحى وما تحقق حتى هذه اللحظة، نستطيع أن نقول أننا أمام انتصار عسكري وميداني تحقق خلال 48 ساعة، وهو فاجأ الجميع، وبأقل كلفة ممكنة على مستوى الجرحى والشهداء وفي جرود فليطة المعركة كانت مشتركة، نحن والجيش السوري، قاتلنا كتفا الى كتف وسقط لنا ولهم شهداء وجرحى وتم تحرير كامل جرود فليطة، وفي الاراضي السورية لم يعد هناك أي وجود للنصرة. وفي الاراضي اللبنانية، ما قام به الجيش اللبناني، ايضا في محيط عرسال وجرودها على خط التماس كان اساسيا في صنع هذا الانجاز.كما وان الجيش أعلن أنه ضرب أهداف للمسلحين في المنطقة، لذلك شعر المسلحون أنهم ليسوا في امان، الحماية والتي قدمها الجيش لعرسال والبلدات على خط التماس، بالتالي تطيمن أهلها، وعملية العلاقات العامة داخل البلدة جعلت هناك جو من الاطمئنان وحيدت البلدة عن الاشتباك وهذا الامر قطع الطريق أمام مثيري لفتن، والجيش قام بحماية النازحين وحتى المخيمات في وادي حميد ولاملاهي وجود الجيش وتصديه للنصرة أمن الحماية للمخيمات، ومنع المسلحين من الاقتراب لمخيمات النازيحن، الجيش من خلال وجوده وسهره امن السد المنيع والحماية.وعلينا أن نتوقف عن السلوك العقلاني والمسؤول لسرايا أهل الشام، باليوم الاول شاركوا في القتال ولكن لأنهم تصرفوا بعقلانية وفهموا أن المعركة لا افق لها، والباب مفتوح أمام تسوية حقنا للدماء أخذوا قرار الاسنحاب الى مخيمات النازحين وأن يتحملوا هم مسؤولية حمياة عائلاتهم في المخيمات وزنحن سهلنا لهم هذا الانسحاب وهو توثقوا منا، وأن المخيمات لا ولن تمس. هذه المخيمات هي خارج نطاق سيطرة الجيش.
وايضا فان قادة النصرة لم يصغوا الى النداءات، نحن لا ينقصنا انتصارات وتضحيات الشباب وأرواحهم أغلى من اين اعتبار، لكنهم تصرفوا بعنجهية وروح غير مسؤولة واعتبروا أن ما يحصل حرب نفسية. حتى عندما بدأت المعركة هم راهنوا، عدم الاستجابة للنداءات كان قرارا خاطئا، خسروا أغلب المنطقة في جرود عرسال واصبحوا في مكان ضيق.وشرط داعش الاول لمساعدتهم النصرة هو المبايعة، وهذا مذل جدا. وايضا رغم صعوبة المعركة، بقيت بلدة عرسال في مأمن بفضل الجيش، كان هناك سعي لان لا يرتكب أي خطأ، ولا يوم من بداية الاحداث منذ سنوات ولا يوم عرسال كانت مستهدفة ولا اهلها على الاطلاق، البعض حاول اثارة الفتنة ولكن كل ذلك ظلم.
وحزب الله لا يريد لعرسال واهلها الا الخير والامن والسلامة والكرامة، وعندما تنتهي المعركة نحن جاهزون اذا طلبت قيادة الجيش أن تستلم كل المواقع وكل الارض،حتى يتاح لاحقا لاهالي عرسال أن يعودوا لباستينهم ومقالعهم، ولن نسمح لاحد ان يتقرب من مخيمات النازحين، نخشى من دخول أحد على الخط واستهداف النازحين وتحويل الموضوع في وجه المقاومة والجيش.
في الوضع الحالي الوضع جاري على خطين، الاول في الميدان والثاني في المفاوضات. في الميدان التقدم مستمر وأنا طلبت منهم التقدم بشكل مدروس وعدم العجلة، ما بقي من النصرة محصورين في مساحة ضيقة قريبة من مخيمات النازحين ويحاولون الالتجاء اليها، بالتالي العمل يجب أن يكون دقيقا جدا، والاحتياط يجب أن يكون شديد لاننا لا نريد أي خطأ ان يحصل والمجاهدون أنجزوا انتصارا كبيرا باقل خسائر ممكنة، ونحن نحرص على مجاهدينا ما أمكن.
اطلب من وسائل الاعلام والمحبين والمؤدين ان لا يضعوا لنا سقف زمني، العملية صحيح شارفت على نهايتها، ولكن وقتنا معنا ولا يجب أن نعجل وحتى اعطاء فرصة للتوصل الى تسوية من خلال مفاوضات تقضي بخروج المسلحية ضمن شروط معينة.
اذا ذهبنا الى خط المفاوضات، استطيع أن أقول أمس بدأت مفاوضات جدية، قبلها كلام لا علاقة له بالارض والميدان، ويتولى المفاوضات جهة رسمية لبنان تتصل بنا وبمسؤولي النصرة في عرسال وتقود مفاوضات ونقاشات ،وهناك جدية افضل من أي وقت مضى، وشيء من التقدم لكن يوجد بعد عن الواقع، قيادة النصرة في عرسال أو ادلب يجب ان تعرف أو الوضع الميداني لا يضعها في موقع فرض الشروط، الفرصة متاحة الان والوقت ضيق بالتالي هم مدعوون الى جدية أعلى، التفاوض يجب أن يستمر مع الجهة الرسمة،وهذا الذي يجري الان وما نحن ذاهبون اليه، وماضون نحو تحقيق الهدف وهناك طريقان، الميدان والمفاوضات الان الطريقان سالكان ونحاول المراعاة للوصول الى النتيجة المطلوبة.
نحن الان أمام انتصار كبير ومنجز، وسيكتمل ان شاء الله، بقيت خطوات اخيرة والمسار مسار اكتمال اما بالميدان واما بالتفاوض وستعود كل هذه الارض الى أهلها. وسيأمن الناس جميعا من الهرمل الى بعلبك وبريتال والنبي شيت وزحلة، الى كل الارض اللبنانية، وستطوى الصفحة العسكرية النهائية لجبهة النصرة في لبنان، التهديد الامني سيبقى قائما لكن الصفحة العسكرية ستطوى وهذا النصر المحقق والمنجز يهيده مجاهدونا وجرحانا وعوائل شهداؤنا الى كل اللبنانيين وكل شعوب المنطقة التي عانت وتعاني من الارهاب والوحشية التكفيرية.والى المسيحيين والمسلمين، نهدي الانتصار، وأذكر أن من المسلمين الذي عانوا من الارهاب التكفيري هم أهل السنة في العراق أو سوريا او افغانستان وباكستان، يفجرون المساجد. في معركة الارهاب نقوم بواجبنا ولا نتوقع الشكر والتقدير من أحد، ونقوم بواجبنا أمام شعبنا.
ماذا بعد الانتهاء من ملف النصرة، فيما يرتبط بقية الجرود ورأس بعلبك والقاع، سأدع الكلام الى حينه قريبا عندما ننتهي من ملف النصرة، ويجب التوقف عند المستوى العالي والواسع من التاييد الذي حظيت به المعركة من القادة والسياسيين والاحزاب ووسائل الاعلام والنخب الاعلامية والفنية وشعبيا وجماهيريا، من شبكات التواصل الى التبرع بالدم والبيانات والمواقف، لكل من أيد وساعد ودعم بكلمة أو خط يد أو دعاء أو هزة رأس أو ابتسامة لكل هؤلاء كل الشكر والتقدير.

منبع : تیارالمستقبل