تقرير سياسي ـ 28 تموز – يوليو/2017

خاص/ “تيار المستقبل”

لا يزال المشهد الداخلي مشدوداً إلى تطورات زيارة الرئيس سعد الحريري إلى واشنطن، وما تحرزه من تقدم في ملف تحييد الاقتصاد اللبناني عن العقوبات الأميركية، في مقابل الاهتمام بتطورات جرود السلسلة الشرقية، وما أرسته من اتفاق بين “حزب الله” و”النصرة”، واستعدادات يقوم بها الجيش اللبناني لطرد “داعش” من جرود القاع وراس بعلبك.

الحريري من الكونغرس: مطمئن لتحييد الاقتصاد عن العقوبات
برزت لـ”المستقبل” إشارات إيجابية واضحة وصريحة تؤكد نجاح رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في إحراز تقدم في ملف تحييد الاقتصاد اللبناني عن العقوبات الأميركية، مع الإعراب، إثر لقائه رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين في مكتبه في مبنى “الكابيتول”، عن “اطمئنانه” لنتائج المحادثات التي أجراها مع المسؤولين الأميركيين حيال العقوبات المقترحة بحيث “لا تلحق الضرر باللبنانيين”.. أو “تصيب حسابات المواطنين في المصارف لأن ذلك سيؤثّر على الاقتصاد الوطني اللبناني”. فيما قابله تأكيد من عضو الكونغرس داريل عيسى أوضح فيه أن الاقتصاد اللبناني سيكون محمياً.
وفي معرض شرح الموقف اللبناني، ذكّر الرئيس الحريري بأن “حزب الله موجود أصلاً على لائحة الإرهاب في أميركا ونحن علينا أن نحمي المصارف اللبنانية واللبنانيين وأن لا يكون هناك أي قرار شامل”، موضحاً “أننا نحاول أن يكون الموضوع أكثر دقّة لكي لا يلحق الضرر باللبنانيين”. أضاف: “سمعتم من رئيس جمهورية أميركا الموقف من موضوع حزب الله، ونحن علينا حماية لبنان من أي تداعيات يمكن أن تطاله، المهم بالنسبة إليّ هو حماية المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني واستكمال المساعدات للجيش اللبناني”.
كتبت “المستقبل” في زاوية “المستقبل اليوم”:
نجح رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في زيارته للولايات المتحدة، لأنه اعتمد في لقاءاته وتصريحاته ومواقفه لغة علمية دقيقة وواضحة ومنطلقة من حقائق لبنان الراهنة والدائمة، المبدئية والمستجدة. لبنان الرسالة الى المنطقة والعالم هو أيضاً لبنان الرصيد الثمين للمنطقة والعالم.. والبُعد الأخلاقي والقيمي والعاطفي الكامن في الشعار الذي أطلقه بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولس الثاني، أكمله الرئيس الحريري بالبعد العملي الراهن والمباشر. حيث الوطن النموذج للعيش الواحد والاعتدال في زمن العصبيات المستنفرة والتطرف، يشكل مثالاً يحتذى لتأكيد نجاعة السعي الى السلام والاستقرار في موازاة الحرب على الإرهاب، وعلى الضدّ من ثقافة الانغلاق والانطواء على الذات واعتبار التمايز، مذهبياً أو طائفياً أو عرقياً، أمراً حتمياً ولا يُردّ. قيل سابقاً إن حرب لبنان كانت في أحد وجوهها عملية تحطيم لفكرة التعايش المناقضة لمفهوم الفلسفة عند الإسرائيليين. ولتبرير رفضهم للتسوية التي تعطي حل الدولتين، وتقدم للشعب الفلسطيني بعضاً من حقوقه التاريخية في أرضه، لكن لبنان بقي واستمر وتغلّب في فكرته وروحه وواقعه على الإلغاء والإمحاء. وبقي، برغم مثالب التجربة وجروحها، أقوى من محاولات شطبه أو بلعه أو إلغاء كيانه. واليوم أيضاً، يقوم هذا المثال اللبناني بالجملة والتفصيل، مثالاً لقدرة هذه المنطقة وشعوبها على التعايش والإبداع وقبول الاختلاف وتنظيمه، ونفي الصورة المضادة التي يحاول الإرهاب وجماعاته، وأنظمة العسف والإكراه والاستبداد، ترسيخها والاستفادة منها وبناء حيثيات نفوذ على أساساتها. لبنان الرسالة والرصيد هو في ذاته حرب على الإرهاب. وهذه أكثر جذرية وتأثيراً من معارك استهدافه عسكرياً وأمنياً في هذه المنطقة أو تلك.. والمحافظة على هذا المثال والنموذج أمر يخصّ اللبنانيين بداية، لكنه يخص كل المعنيين بثقافة الاعتدال والسلام والتنمية والرحابة في المنطقة والعالم. نجح الرئيس الحريري في إيصال الرسالة الى الأميركيين، لأن اللبنانيين أساساً نجحوا في امتحان الحفاظ على تجربتهم برغم كل شيء آخر، وفي إعادة إحياء دولتهم ومؤسساتهم الجامعة والمشتركة، وفي ترسيخ وحدتهم الوطنية، وفي وضع مقاربة موحّدة لكيفية جبه التحديّات الكبيرة الماثلة أمامهم، وخصوصاً منها المتأتية من تداعيات نكبة النزوح ومتطلباتها.
كتبت الهام فريحة في “الانوار”: من واشنطن إلى تسليم السيوف مسؤولية الحكومة وأمانة الجيش:
يعود رئيس الحكومة إلى بيروت وفي جعبته أكثر من إنجاز، والإنجاز الأهم هو عدم الوقوع في مطبات من شأنها تصديع الوحدة الداخلية. وفي المقابل، يعود بارتياح إلى الموقف الدولي من لبنان، بما يتيح له الإنطلاق بزخم في اتجاه الملفات الداخلية الشائكة. والأسبوع المقبل لا يقلُّ أهمية واهتماماً عن الأسبوع الحالي، وسيكون أسبوع الجيش اللبناني بامتياز، من خلال محطتين: الأولى الثلاثاء المقبل الأول من آب يوم عيد الجيش، والثانية احتمال أن تكون معركة جرود داعش قد بدأت، حيث سيتولى الجيش اللبناني مسؤولية السيطرة على آخر جَيْب إرهابي في البقاع الشمالي. الأسبوع المقبل هو أسبوع معمودية المؤسسة العسكرية بقيادة العماد جوزف عون، عينه على الجبهة وعينه على الضباط الذين سيتسلمون سيوف التخرُّج، وسيقول في نفسه: إنَّ الوطن مسؤولية بين يديه .
في المقابل، كتب علي ضاوي في “الديار”: امتعاض واسع من “سوء اداء” الحريري في واشنطن:
يستغرب قيادي في حزب الله على غرار الملاحظات التي سجلتها مداولات كبار قيادات 8 آذار، ان يظهر رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل وباقي الوفد اللبناني بمظهر ضعف وقلة حيلة في وجه الخطاب الاميركي المتعجرف والصلف للرئيس دونالد ترامب، فكان حرياً بالحريري ان يعبر عن موقف لبنان الموحد والذي يرفض التدخل في سيادته وشؤونه الداخلية فالمقاومة شرعية وسلاحها شرعي وهي جزء اساسي من الحكومة ومجلس النواب وجمهورها يشكل نصف الشعب اللبناني فهل من المعقول قبول المس بها ووصمها بالارهاب والقبول بعقوبات عليها وتجاوز كل الاساءات التي وجهت اليها وحتى مساواتها بداعش وان لبنان يحارب حزب الله اي نفسه لم تلق تعليقا من الحريري ولا باسيل. فكان حريا برئيس الحكومة اصدار توضيحات بعد انتهاء المؤتمر الصحافي مع ترامب كي لا تلتبس الامور او يقال «تحريف» بالترجمة. ويلفت القيادي الى ان حزب الله لا يأبه للعقوبات الاقتصادية من اساسها وهو لا يملك لا مصارف ولا حسابات مصرفية او موجودات ثابتة او ارصدة ليخاف عليها ولا يعنيه ان صدرت عقوبات اميركية او غير اميركية وهذه «البهورة» لا تمر في لبنان فهل يتوهم احد في لبنان انه يمكنه تنفيذ العقوبات الاميركية؟ وهل يتوهم احد ان الحزب يأبه لاي عقوبات من اي جهة اتت؟ المفروض بلبنان حكومة ودولة ورئاسة جمهورية ان يعبروا عن موقف خارجي موحد وان يدافعوا عن سيادة لبنان الكاملة امنيا وسياسيا وماليا وجغرافيا وان لا يسمحوا لاحد بالتدخل في شؤون لبنانية وسيادية لا لترامب ولا لغيره. ويوضح القيادي ان طرح ما حدث في واشنطن سيكون على طاولة مجلس الوزراء فلا حزب الله ولا 8 آذار سيقبلان سياسة خارجية مهزوزة بعد اليوم ورئيس حكومة ضعيفاً يخرج ليرمي اتهامات يمينا وشمالا ويخرج وزير داخليته بالامس ليطالب بالاستراتيجية الدفاعية وبأن اراضي عرسال بعضها متنازع عليه مع سوريا وكأن مواقف الوزير نهاد المشنوق تتلاقى مع مواقف خارجية وكأن المطلوب من الرجلين في واشنطن ولبنان الاستمرار في حملة تشويه صورة الحزب وتجويف انجازاته في سوريا ولبنان.
كتب نبيه البرجي في “الديار”: لماذا لم يستقل سعد الحريري؟!:
نستبعد كلياً ان يكون الرئيس سعد الحريري قد سأل الرئيس دونالد ترامب: لماذا لا تضربون «حزب الله» بصواريخ التوما هوك؟ من الطبيعي ان تربك معركة تحرير الجرود تيار المستقبل. لن نقول ابداً ان مسلحي «داعش» و«النصرة» ورقة تكتيكية في يد التيار،بل نقول ان التيار الذي يخضع لمنطق ولمرجعية اقليمية محددة، لا يستطيع ان يتحمل «العواقب» السياسية للانتصار التاريخي على تلك الظاهرة البربرية…. بالسذاجة اياها نسأل: ماذا كان موقف تيار المستقبل لو ان الولايات المتحدة (كقائدة لما يسمى التحالف الدولي) هي التي ازالت المسلحين من الجرود؟ تهليل… ولا نتصور ان عبارة «منطق الاشياء» التي كان الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران يكثر من استعمالها قد فاتت الرئيس الحريري، وهي لا تفوت ابداً الوزير نهاد المشنوق، المثقف والذي يدرك جيداً المدى الذي بلغه مأزق التيار… من هنا التساؤل: كيف يمكن للشيخ سعد ان يقبل بالبقاء دقيقة واحدة على رأس حكومة يسعى اثنان من وزرائها الى احلال نظام مشابه للنظام السوري والنظام الايراني محل النظام اللبناني… التيار لم يقل ان هذا التحويل يتم بالعملية السياسية، وانما بالقوة النارية. والواقع اذا كان الرئيس الحريري قد فوجئ عام 2011 بأنه،وهو في البيت الابيض مع الرئيس باراك اوباما،قد اصبح خارج السرايا،فقد توقعنا، خلال المؤتمر الصحافي، ان يعلن، ومن البيت الابيض، استقالته لانه يرفض الشراكة مع «حزب الله» بعدما كان هناك من اقنعه بترداد ذلك المصطلح الكاريكاتوري «ربط النزاع». من لا يعلم انه لولا «حزب الله» لما كانت قدما الرئيس الحريري وطأتا ارض السرايا؟ اكثر من ذلك، هل كان دونالد ترامب «يتجرأ» على قول ما قاله في الحزب لو ان الواقف هناك، المتكلم هناك، رفيق الحريري وليس سعد الحريري؟
كتب اسكندر شاهين في “الديار”: السنيورة استغل غياب الحريري “ليبيع” موقفاً للسعودية!:
لم يكن مفاجئا الموقف الذي صدر عن «تيار المستقبل» اثر اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والذي اعلن فيه «ان تغرد «حزب الله» بالمعركة يمهد للاطباق على لبنان، مطالبا فيه «مجلس الامن بتوسيع صلاحيات القوات الدولية في مؤازرة الجيش لحماية الحدود الشرقية والشمالية للبنان اسوة بالتجربة الناجحة في الجنوب بل ان المفاجأة تكمن في هذا الموقف انه اتى في لحظة قاتلة في الوقت الذي كان فيه رئىس الحكومة سعد الحريري مجتمعا مع الرئىس الاميركي دونالد ترامب لاستشراف مآل المجريات في المنطقة كون لبنان شريك اساسي لواشنطن في مكافحة الارهاب، فهل يعبر موقف التيار الازرق عن قناعة الحريري ام استغل السنيورة غيابه ليبيع موقفا للسعودية لا سيما وان علاقة الحريري بالسنيورة ليست بأحسن احوالها على حدّ قول اوساط مقربة من تيار المستقبل، حيث يفضل الاول الاستكانة حيال الامور الدقيقة والحساسة من زاوية «صفر مشاكل مع الاخرين» تسهيلا لسير الحكومة ومنعا لانزلاقة سبق حصولها وكانت اولى نتائجها الاطاحة لحكومته الاولى وغيابه قسرا عن لبنان لاسباب امنية وفق ما قيل في تلك المرحلة. وما يبرّر السؤال حول استغياب الحريري من قبل السنيورة ان وزير الداخلية نهاد المشنوق ابدى تحفظه حيال ما ورد في بيان الكتلة والمعروف ان المشنوق هو الرجل الاقرب الى الحريري قلبا وعقلا وهو اكثر المتحمسين للواقعية السياسية التي يمارسها الحريري في علاقته بالاطراف كافة حلفاء كانوا ام اخصام، وتضيف الاوساط ان مضمون البيان المذكور جاء نافرا وانه بطريقة او بأخرى دفاع عن الارهابيين، بينما كافة الاطراف المحلية ابدت ارتياحها كي لا نقول رضاها عن ضرب المقاومة «لجبهة النصرة» .

اتفاق بين “النصرة” و”حزب الله”.. برعاية ابراهيم
سرى وقفُ إطلاق النار في جرود عرسال، في محاولةٍ لطيّ هذا الملفّ نهائياً إمّا بإخراج ما تبَقّى من مسلحين من “جبهة النصرة” سِلماً في اتّجاه إدلب وإمّا بإخراجهم بالقوّة عبر استكمال العملية العسكرية نحو المربّع الأخير الذي ما زالوا يتمركزون فيه، بحسب ما أشارت “الجمهورية”.
ولاحظت “الجمهورية” أن جرود عرسال عاشت يوماً هادئاً في ظلّ وقفِ إطلاق النار الذي أعلِن اعتباراً من السادسة صباح أمس، إفساحاً في المجال أمام حركة المفاوضات التي يتولّاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع جهات محلّية وإقليمية لإنهاء الفصل الأخير من معركة عرسال عبر اتّفاق شامل أبرزُ بنوده إخراج المسلحين نهائياً من تلك المنطقة بما يَجعلها آمنة ونظيفة من أيّ أثر لهم.
وعلمت “الجمهورية” أنّ ابراهيم قدّم عرضاً شاملاً لدقائق المفاوضات من بدايتها حتى النقطة التي وصلت اليها، ولا سيّما مشروع الاتفاق الرامي الى إخراج المسلحين من تلك المنطقة، مشيراً إلى حساسية الأمر وضرورة مقاربته بما يَستوجبه من عناية وجهد للوصول الى الغاية المنشودة، لافتاً إلى وجود بعض الصعوبات، وهذا أمر طبيعي، يؤمل تذليلها في القريب العاجل.

كشفَت معلومات لـ”الجمهورية” تمّ التداول بها:
 أوّلاً: إنّ بنود هذا الاتفاق الذي جرى التوصّل إليه في ما خصَّ جبهة “النصرة” في عرسال، شبيهة إلى حدّ كبير ببنود الاتفاق التي اعتُمِدت خلال إخراج المسلحين من الزبداني.
 ثانياً: الإفراج عن أسرى “حزب الله” الموجودين لدى “النصرة” والجثث التابعة لعناصر الحزب.
 ثالثاً: تركُ السلاح، وخروج الإرهابيين مع عائلاتهم.
 رابعاً: السماح لمن يرغب من المدنيين بالمغادرة إلى إدلب.
 خامساً، ضمان سلامة الخارجين وعدم التعرّض لهم لا في لبنان ولا داخل سوريا.
وعلمت “الأخبار” أن التفاوض يتم عبر وسيط لبناني هو الشيخ مصطفى الحجيري (الملقّب بـ”أبو طاقية”)، لا عبر قطر. وهذا الوسيط سبق أن أنجز أكثر من مهمة تفاوضية بين الأمن العام والإرهابيين. وأكّدت مصادر معنية بالتفاوض أن أيّ جهة أجنبية لم تتدخل في المفاوضات التي تُدار بمجملها عبر تطبيق “واتساب”.
أما “الديار” فزعمت إن إحدى الشخصيات العرسالية المحسوبة على تيار المستقبل والمقربة من الرئيس الحريري تدخلت، وقام هذا الوسيط بالاتصال بالجهات التركية المعنية بهذا الملف للتدخل وابرام “صفقة” ما، لكن رد الفعل التركي جاء “باردا” للغاية، وتبين ان الاستخبارات التركية ليست في وارد التحرك السريع في هذا الملف. وتحت ضغط العمليات العسكرية دخل على “الخط” مصطفى الحجيري ابو “طاقية” وابلغ يوم الثلثاء “الوسيط” ان “الجماعة” يريدون التفاوض.
وعلمت “اللواء” من مصادر واسعة الاطلاع ان المفاوضات تجري في ادلب، ويشارك فيها الطرفان الايراني والتركي، بحيث تشمل الصفقة عناصر من الحرس الثوري الايراني مأسورين لدى “النصرة”. وقالت المصادر ان الاتفاق بات بحكم الناجز، ويجري تنفيذه بضمانات اقليمية وسورية ولبنانية.

وجهة الرصد الميداني تنتقل إلى جرود القاع ورأس بعلبك
لفتت “الجمهورية” إلى أن التركيز على منطقة جرود عرسال ومحاولة إنهاء الوضع فيها لم يَحرِف العينَ الداخلية على جرود رأس بعلبك والبقاع التي يتمركز فيها إرهابيو “داعش”، حيث بدا الوضع في حال ترقّب، فيما يواصل الجيش تعزيزَ نقاط تمركزِه في المنطقة مع تشديد دوريات واتّخاذ إجراءات احترازية تحسّباً لأيّ عمل إرهابي أو تسلّل تقوم به العناصر الإرهابية تجاه القرى اللبنانية. كما واصَلت مدفعية الجيش استهدافَ مواقع الإرهابيين في جرود رأس بعلبك.
الجيش مستعد لطرد “داعش”
وأكّد مصدر عسكري رفيع لـ”الجمهورية” أنّ “الجيش ما زال يستعدّ لمعركة طردِ “داعش” من الجرود، ويستقدم التعزيزات تحضيراً لها، أمّا موعد انطلاق المعركة فهو رهنُ الميدان وتحدّده قيادة الجيش، ولا خيار أمام “داعش” سوى الانسحاب أو الهزيمة”.
وكان قائد الجيش قد جدّد التأكيد بأنّ الحرب المفتوحة التي يخوضها الجيش ضدّ الإرهاب، لا تقتصر أهدافها على حماية لبنان فحسب، بل هي أيضاً جزء من الجهد الدولي للقضاء على هذا الخطر الذي يتهدّد العالم بأسره.
وقال مرجع كبير لـ”الجمهورية” إنّه “من الضروري أن يُحسَم الوضع ويُستأصَل إرهابيو “داعش” من جرود رأس بعلبك والقاع. ورأى أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن لأنّ الوجود الارهابي، سواء في جرود عرسال أو جرود رأس بعلبك، لا بدّ أن ينتهي وتُطوى صفحته نهائيا”. وأكّد أنّه “يعوّل على دور أساسي للجيش اللبناني في جرود رأس بعلبك. والجيش كما هو جليّ للجميع بات في أعلى مستويات جهوزيته لهذه المهمّة”.

دعم بريطاني وأميركي

في المواقف الداعمة للجيش، اعتبَرت بريطانيا أنّ الجيش اللبناني قادر تماماً على ممارسة السيطرة وضمانِ الأمن على جميع الأراضي اللبنانية. وقال سفيرها في لبنان هيوغو شورتر بعد اجتماع عَقده وممثّلَ السفيرة الأميركية جون راث مع قائد الجيش العماد جوزف عون بحضور الملحقَين العسكريَين البريطاني كريس غاننينغ والاميركي دانييل موتون، ضمن إطار لجنة الإشراف العليا على برنامج المساعدات لحماية الحدود البرّية: “وحدها الدولة القوية، مع وجود جيش قوي في قلبِها يمكنها على المدى الطويل أن تضمنَ استقرار لبنان وديمقراطيته ونموذجَ التعايش فيه. وحده الجيش اللبناني يمكنه أن يتصرّف بموافقة جميع اللبنانيين، وتماشياً مع الدستور وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وتدعم المملكة المتّحدة القوات المسلحة اللبنانية لأنّها المدافع الشرعيّ الوحيد عن لبنان”.

أحمد الحريري لأهالي عرسال: أنتم مدرسة الاعتدال حُماة الدولة
تفقد الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري، بلدة عرسال أمس، حيث قدم التعازي لعائلة الشهيد أحمد الفليطي، موفداً من الرئيس سعد الحريري:
 شدد على أن “عرسال ليست وحدها، ولم تكن يوماً وحدها، وأن العلاقة التي تربط تيار المستقبل بعرسال، والعلاقة التي تربط الرئيس سعد الحريري ومن قبله الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليست علاقة طارئة”، مؤكداً “أنها رفعت رأس لبنان ورفعت رأس كل العرب بإنسانيتها وطريقتها بالتعاطي مع الازمات وخصوصاً مع أزمة النازحين السوريين”.
 لفت إلى أن “عرسال مدرسة يجب أن نتعلم منها بالاعتدال والوعي والهوية الوطنية والهوية الانسانية التي قدمتها”، مشيراً إلى “أهل عرسال أولاً وفعالياتها ثانياً أثبتوا أنهم ليسوا بؤرة بل منارة للاعتدال ومنارة تضيء كل البقاع ولبنان منها، لأنهم استطاعوا وأثبتوا بالحقائق أنهم اهل هذه الدولة وحُماتها، وأنهم مؤمنون بها، وهذا الامر ترسّخ بالعلاقة التي بُنيت ما بين أهل عرسال وجيشنا الوطني”.
 طالب، من منزل الشهيد، “بتحقيق شفاف لمعرفة كيفية استهداف الشهيد الفليطي، بعيداً عن إطلاق الاتهامات”، مؤكداً “مطلق الثقة بكل أجهزة الدولة للقيام بهذا التحقيق، وفِي مقدمها الجيش اللبناني الذي يقوم بإجراءاته لحماية البلدة، بالتعاون مع أهلها الذين أثبتوا انهم حاضنة للدولة ومؤسساتها الشرعية”.
 طالب “الدولة والجيش اللبناني بعد انتهاء المعارك التي تحصل في الجرود بأن يؤمّنوا العودة الآمنة للناس إلى أرزاقها، وأن يعود الناس للعمل في المقالع الموجودة فوق والبساتين كذلك”.
كتب محمد نزال في “الاخبار”: عرسال “المريضة”… لا تتركوها وحيدة:
يصف رئيس بلدية عرسال ، باسل الحجيري، عرسال اليوم بـ”المريضة”. تحتاج مَن يداوي جرحها. أن تُعالَج. يُريد مِن الدولة أن «تقف معنا أمنيّاً وإنمائيّاً. ما حصل أخيراً هو عمليّة جراحيّة، ستعود الآن عرسال الوطنيّة والعروبيّة وبعلاقات جيّدة مع الجوار، ونحتاج مِن الجميع أن يساعدنا على ذلك. لعرسال شهداء في جنوب لبنان ضد العدو الإسرائيلي، ولعرسال جثامين شهداء قاتلوا العدو قبل ذلك ودُفِنوا في فلسطين». ماذا عن السياسة والأحزاب؟ يُجيب الحجيري: «هناك مناكفة بين تيار المستقبل وحزب الله، نأمل منهما إبعادنا عنها، لأننا نحن من يدفع الثمن في النهاية. في مرحلة معيّنة طُلِب منّي أن اتّخذ مواقف معينة، ولكن بنيت مواقفي على مصلحة ابن عرسال فقط، ولم أكن ورقة في يد أحد. كم يبدو حزيناً أن يضطّر رئيس بلديّة لبنانيّة إلى التذكير بأنّ بلدته لبنانيّة! خلف هذا التذكير ما يُلخّص الحالة النفسيّة اليوم في تلك البلدة. ما يُلخّص تاريخها وحاضرها إزاء «الدولة». لا يختلف مختار البلدة، كمال عزّ الدين، في تفاؤله الحذِر عن الحجيري. يقول: «نحن قبل الأزمة كنّا بلدة متروكة من الجميع، منسيون تماماً مِن الجهات السنيّة والشيعيّة على حدّ سواء. حتى بالإنتخابات لم نكن نُمثّل كما نريد. رُكّبت علينا تهمة الإرهاب بالقوة، بينما شبّاننا لا يجدون عملاً، بعضهم لا يَملكون ثمن علبة سجائر، هؤلاء انخرطوا في أعمال معيّنة ولكنّي أجزم لك أنّهم ليسوا عقائديين.

المشنوق: سلاح “حزب الله” مسألة خلافية لا تعالج بالشتائم
انتقد وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد لقائه الرئيس عون “الوحشية السياسية والإعلامية” التي رافقت هجوم “حزب الله” في جرود عرسال (قاصداً الردود العنيفة على مواقف تشدد على حصرية السلاح في يد الدولة)، مؤكداً أن سلاح “حزب الله مسألة خلافية لا تعالج بالشتائم”.
وكان المشنوق، زار الرئيس عون، وبحث معه التطورات الحدودية والوضع الأمني ككل، ومسألة الانتخابات الفرعية في كسروان وطرابلس، فضلاً عن الخلاف حول قيام “حزب الله” بالعملية العسكرية الأخيرة في جرود عرسال، لافتاً إلى ان الأرض بجزئها الأكبر في جغرافيتها مختلف عليها بين لبنان وسورياً، مقترحاً إعادة موضوع سلاح الحزب إلى طاولة الحوار من خلال البحث بالاستراتيجية الدفاعية.
كتب وليد شقير في الحياة”: “الحشد الشعبي”.. وتحييد لبنان:
مع صعوبة تكرار تجربة عبد الناصر- شهاب، لأن الرئاسة اللبنانية ترمز حتى إشعار آخر إلى الالتحاق بالمحور الذي ينتمي إليه حزب الله يكرّر رئيس الحكومة سعد الحريري شعار تحييد لبنان تارة، وشعار تحييد الخلافات الداخلية عن العمل الحكومي تارة أخرى، ويحيل إيجاد حل لمسالة «حزب الله» إلى «الإطار الإقليمي». فالتحدي الذي لا يحسد عليه في ظل اختلال ميزان القوى الإقليمي يجعل مهمته أصعب من أسلافه. وتحييد لبنان مرتبط بقدرة نصرالله على ملاقاة الحريري، وهو امر مستحيل مع اضطرار ايران لمواجهة ضغوط أميركية وعربية جديدة، والحريري غير قادر أن يتقمص شخصية حيدر العبادي في العراق بتشريع دور الحزب، كما شرّع الأخير «الحشد الشعبي» ليفتح الحدود مع سورية. قد يكون الحريري لقي تفهماً في واشنطن، لكن الحزب قد لا يتيح لدول عربية ذلك بعد أن صبرت طويلاً.
كتب نديم قطيش في “الشرق الاوسط”: هل يكون لبنان قطر الثانية؟:
الانتصار الحقيقي والمخيف لـ«حزب الله» هو على لبنان. لطالما كانت ذريعتنا أن ثمة لبنانَيْن، واحداً يحكمه «حزب الله» والثاني يقاومه. وكانت هذه الثنائية حصناً حصيناً لنا في مواجهة ما قد يترتب على أي بلد يؤوي ميليشيا من وزن «حزب الله». ولطالما أقنعنا العالم أن تعزيز الدولة وقوى الدولة في لبنان، يأكل من رصيد «حزب الله» ومن صحنه. هل ما زالت هذه المعادلة قائمة؟ تصعب الإجابة بنعم. صحيح أننا نعيش اليوم في ظل حكومة شراكة مع «حزب الله» يفترض أنها تقوم نظرياً على المعادلة نفسها، أي معادلة لبنان الدولة الذي يقضم من لبنان «حزب الله»، لكنها عملياً، شراكة في ظل اختلال كبير في ميزان القوى وميزان القرار السياسي لصالح «حزب الله». انتصار «حزب الله» الفعلي على لبنان هو خوضه معركة جرود عرسال، ضارباً عرض الحائط بالحكومة ورئاسة الجمهورية والجيش اللبناني، ما زاد من ضعف هذه المعادلة، وأفقدها المزيد من منطقها وادعاءاتها. لبنان الدولة لا يأكل من لبنان «حزب الله» بل بات درعاً يتحصن به «حزب الله» لحماية نفسه من عقوبات أو إجراءات أو قرارات بحجة حماية البلد. لا أعرف مَن يقبل منا هذا المنطق بعد. لبنان، أراه قطر ثانية، ناقص إمكانات قطر. دولة مُقاطعة، لا يملك أحد شهية دعم فريق الدولة فيها لا في انتخابات مقبلة ولا في غيرها، بل ثمة رغبة في رؤية البلد محكوماً من «حزب الله»، كما هو في الواقع، ليبنى على الشيء مقتضاه.
كتب رضوان السيد في الشرق الاوسط”: اندلاع الصراع على لبنان من جديد!:
بدأت حرب عرسال إعداداً للنصر الإلهي الجديد قبل ثلاثة أشهر عندما تصاعدت حملات جبران باسيل على اللاجئين من جهة، وحملات نصر الله على إرهابيي عرسال والجرود من جهةٍ ثانية. ورغم أن نصر الله أعلن عن انسحابه من الجرود وترْكها للجيش؛ فإنه وفي خطاباتٍ متتالية كان يطلب من المسلحين وقد خسروا المعركة أن ينسحبوا، ويطلب في الوقت نفسه من الجيش اللبناني أن يقاتلهم أو أنه سيقوم بذلك بنفسه. ولأنّ الجيش تردد بعد سوء تصرفه بعرسال، وغضب السنة، والأميركيين، فقد اكتفى بتطويق البلدة والمخيمات والحيلولة دون نزول المسلحين إذا تضايقوا إليها؛ فاندفعت ميليشيات نصر الله لتحقيق النصر المؤزر على أولئك البائسين المشردين تحت اسم الإرهاب. وبالفعل وخلال ثلاثة أيام لا أكثر انتهى كل شيء مع «النصرة»، وهي هناك اسم دون مسمى. لماذا كانت المعركة الوهمية إذن؟ لثلاثة أسباب: إيجاد خط آمِن شيعي لبناني فيما بين القلمون وحمص واللاذقية بالمشاركة مع النظام السوري (سوريا المفيدة) – السيطرة على حدود لبنان الشرقية بغطاء الجيش اللبناني أو دون غطاء – والصراع لكي يحصل في لبنان ما حصل بالعراق من شرعنةٍ لجيشين: الجيش الرسمي، وميليشيا حزب الله، التي تناظر الحشد الشعبي بالعراق! إنها عودةٌ للصراع على لبنان والتحكم فيه داخلياً وخارجياً. أما التهديدات بالقتل، وبعظمة الانتصار على أبو مالك التلي من جبهةٍ أخرى، فالمقصود بها إخضاع المعارضة الخفية والتي يمكن أن تظهر في أي لحظة. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

فرنجية: الجيش والشعب والمقاومة مشروعي السياسي
لفتَ رئيس تيار “المرده” النائب سليمان فرنجية من عين التينة إلى أنّ هناك انقساماً في لبنان، “فهناك فريق، وأنا منه، مع المقاومة، وهناك فريق آخر ضدّ المقاومة. وشدَّد على وجوب أن يكون الجميع واضحاً في رأيه”، وقال: “الأبشع هو الموقف الرمادي، فإمّا أن يكون الموقف أسود أو أبيض”.
واعتبَر فرنجية أنّ انتصار “حزب الله” في جرود عرسال هو انتصار لكلّ لبنان ويَحمي لبنان واستقرارَه. وأكّد أنّ محور المقاومة الممتدّ من لبنان إلى الأردن انتصر، وقال: “الجيش والشعب والمقاومة هو مشروعي السياسي”. ودعا إلى “التنسيق مع الجيش السوري”، وسأل: “كيف نُعيّن سفيراً في سوريا ولا نريد التنسيق مع الدولة السورية ؟”.

لا أبو مالك..ولا أبو هادي
كتب مصطفى علوش في “المستقبل”: لا أبو مالك..ولا أبو هادي:
دُعيت لإلقاء محاضرة في تجمع شمالي للحديث عن الثورة في سوريا وآفاقها، أكدت فيه أن النظام في سوريا هو الذي دفع إلى عسكرة الثورة ليسوّغ العنف الذي يمارسه لردعها. وعندما سُئلت عن «جبهة النصرة»، وقد كان بين الحضور مجموعة من الشباب المتحمس لها، أجبت بأن ظهور هذه الجبهة أسوأ حدث أصاب الثورة في سوريا . هنا انبرى أحد المتحمسين صارخاً بوجهي بأنه على تيار «المستقبل» الذي لا يعرف سوى «حمل الأقلام» أن يتعلم الدروس من «النصرة»، أو أن يتعاون معها لتواجه الخطر الذي يمثله «حزب الله» على أساس أن «القوة الشيعية يجب أن تواجهها قوة سنية…» الغريب في مجريات الحرب في عرسال، وما سبقها من مواجهات شارك فيها الحزب، هو أنه لم تسجل له اية معارك مباشرة مع «داعش»! وحتى هذه اللحظة، قد يكون ذلك جزءاً من العبقرية العسكرية، أو ربما لتفاهمات من عالم التقية، لكن بالنهاية، فإنه من حسن حظ «حزب الله» أن تطرف الطرف الآخر دفعه إلى الإعتداء على الجيش اللبناني وخطف عسكر وقتل بعضهم بشكل وحشي، ليسوغ لـ «حزب الله» رفع الشعارات الوطنية لما يقوم به. لم تأتِ «النصرة» إلى لبنان، ولم يأتِ اللاجئون إلا بسبب الحرب التي فرضها «حزب الله» لإطالة عمر نظام الأسد. ويكفي أن يتذكر أصحاب الذاكرة الإنتقائية بأن دخول «حزب الله» إلى سوريا كان قبل وجود أي تهديد تكفيري للبنان، بل على العكس فقد دخل لحماية منظومة الأسد الذي شكل تاريخاً وحاضراً الخطر الأكبر على لبنان. وتدرجت أحبولة المشاركة في سورية من حماية المواقع الدينية الشيعية، إلى حماية القرى التي يسكنها لبنانيون داخل الأراضي السورية، إلى حماية ظهر المقاومة بحماية بشار، إلى أن أتى فرج «داعش» لتتركز الأمور على مواجهة بعبع التكفير. ما يحدث اليوم في جرود عرسال هو صدام بين تطرفين على أرض لبنانية، واحد يمثل تخلفاً سياسياً وإجتماعياً سنياً، وآخر يمثل مصالح إيران التي تحكمها أسطورة شيعية لا تقل تخلفاً عما تمثله «النصرة». بالمحصلة فلا فرق بين أبو مالك وأبو هادي.

تقارير انتخابية
كتبت هيام القصيفي في “الاخبار”: الانتخابات المقبلة: لا سياسة، لا اقتصاد ولا إصلاح:
القوى الموجودة اليوم في السلطة، وتستعد لخوض الانتخابات المقبلة، لن تتمكن من رفع شعارات المعارضة والإصلاح والتغيير والتحرير والفساد وما الى ذلك من عناوين ميزت الدورتين السابقتين، لأنها عملياً لا يمكن أن تحمل شعارات ضد نفسها كطرف سلطوي.. و أي خطاب معارض لسلاح حزب الله، سيبقى «صورياً» من جانب القوى المنضوية حالياً في السلطة جنباً الى جنب، ليبقى هذا الخطاب حكراً على مجموعة من الشخصيات السياسية، خارج السلطة الحالية، والمعارضة للحزب وللتسوية السياسية القائمة حالياً. تسعى القوى السياسية اليوم الى تجميع صفوفها وخوض الانتخابات، بعيداً عن أي فكرة سياسية وحتى اقتصادية وإصلاحية، لينحصر همها في تحقيق مكاسب انتخابية ومضاعفة عدد نوابها فقط. حتى اختيار أسماء المرشحين الحزبيين بات مسلّماً به، ليتحول مجلس النواب بذلك إلى أجنحة حزبية منضوية تحت إطار سياسي عام معروف شكله سلفاً، ومحكوم بالهدنة المعمول بها حالياً. ما يعني أن الهدف لن يتعدى انتخاب مجلس جديد يكون نسخة مكبرة عن الحكومة الحالية، تنعدم فيه المساءلة والمحاسبة وينحصر دوره في إمرار ما تتفق عليه القيادات الرئيسية في الحكومة وخارجها. لكن إذا حيد الخطاب السياسي لهذه القوى السعودية وإيران وسلاح حزب الله، وكل الملفات الخلافية السياسية والاقتصادية، وامتنعت القوى السياسية عن محاسبة بعضها البعض، سياسياً واقتصادياً ومالياً، حتى لا تنفجر التسوية والحكومة، فعلى أي أساس سيخوض أفرقاء السلطة الانتخابات النيابية، وأي شعارات سيرفعونها؟ وما دامت المحاذير باقية على ما هي عليه، بأي خطاب سياسي تريد القوى السياسية الموجودة في السلطة أن تستثير جمهورها العريض وقاعدتها الانتخابية؟ فهل ستفتش من الآن وحتى يحين موعد الانتخابات عن شعارات جديدة وعناوين سياسية فاعلة؟ إلا إذا أرادت استنساخ تجربة حزب الخضر في الدول الغربية ورفع شعاراته، لأنها لن تجد في خضم لعبة السلطة والمكاسب خطاباً جدياً يعيد النقاش الحقيقي الى السياسة الداخلية.

“الديار”: جعجع قام بمساع مع الحريري لمصالحته مع جنبلاط
كتب فادي عيد في “الديار”: جعجع قام بمساع مع الحريري لمصالحته مع جنبلاط:
كشف نائب شارك في عشاء كليمنصو الذي جمع جنبلاط وجعجع عن ان الاخير تحدّث بشكل إيجابي عن زيارة ومواقف رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن، والتي تصب في خانة تحصين البلد، على الرغم من كل الإعتبارات السياسية وسواها. وفي هذا المجال، لم ينكر النائب نفسه، أن رئيس حزب «القوات» قام بمساعٍ مع الرئيس الحريري بغية إصلاح ذات البين بين بيت الوسط وكليمنصو، مؤكداً أن عملية جمع الحريري وجنبلاط في لقاء جديد ليس ببعيد. ورداً على سؤال حول تأثير هذا التقارب بين المختارة ومعراب على العلاقة مع «التيار الوطني الحر» وحزب «الكتائب» والوطنيين الأحرار التي تتواجد في الجبل، أكد النائب عينه، أن التواصل مع «التيار الوطني» قائم في الحكومة والمجلس النيابي وفي الجبل، وإن كان بوتيرة خجولة نسبياً. كذلك، فإن العلاقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون، جيدة ومستقرّة ويجب فصلها عن مواقف بعض قيادات «التيار»، وبالتالي، فإن العلاقة مع الكتائب والأحرار مستمرة أيضاً في سياق الحرص المشترك على مصالحة الجبل، مع العلم أن التنسيق مع «القوات» يجري بوتيرة تصاعدية وتحالفية، وثمة تطابق وتوافق في وجهات النظر حول الكثير من الملفات، وهذا ما ظهرت معالمه خلال النقاش حول قانون الإنتخاب في الفترة السابقة.