تقرير سياسي ـ 26 تموز – يوليو/2017

خاص/ “تيار المستقبل”

تَوزّع المشهد أمس بين تطورات جرود عرسال، والبيت الأبيض الذي شهد لقاءَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة سعد الحريري، وما صَدر عنه من مواقف عنهما يُنتظر أن تكون لها تداعياتها على الواقع السياسي الداخلي لجهة ما يمكن أن تلقاه مِن ردود، ولا سيما أن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله سيطل الليلة.

ترامب والحريري: شراكة لحماية استقرار لبنان

بحفاوة رسمية لافتة ومواكبة إعلامية ملحوظة لتغطية الحدث، دخل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري البيت الأبيض أمس حيث كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في استقباله عند المدخل الرئيسي للترحيب بزيارته واصطحابه شخصياً إلى المكتب البيضاوي حيث عقدا اجتماعاً ثنائياً عبّر خلاله ترامب عن الشعور بـ”شرف عظيم” لاستضافته الحريري الذي ردّ بدوره معرباً عن سروره بهذا الاجتماع “للتأكيد على أنّ شراكتنا في محاربة داعش وكل أنواع الإرهاب مستمرة لما فيه خير المنطقة”، في وقت برز الحرص المشترك الذي أبداه الزعيمان على تعزيز الشراكة الأميركية – اللبنانية في سبيل حماية استقرار لبنان.

ترامب

إثر اجتماع المكتب البيضاوي الذي تلاه اجتماع موسّع بمشاركة الوفد اللبناني المرافق ووفد أميركي رفيع المستوى، عقد ترامب والحريري مؤتمراً صحافياً استهله الرئيس الأميركي بوصف المحادثات التي أجراها مع رئيس مجلس الوزراء بأنها كانت “بناءة ومكثفة عن التحديات والفرص التي تواجه لبنان وجيرانه”، مهنئاً الحريري على الصمود في هذه المرحلة وتوجّه إليه وإلى الشعب اللبناني بالشكر “لاستضافة كل هذا العدد من النازحين من داعش ومن نظام الأسد وداعميه”. وإذ تعهد استمرار الدعم الأميركي للبنان، جدد التزامه بدعم “الاحتياجات الإنسانية للنازحين السوريين”.

الحريري

أما الحريري فأوضح في كلمته أنه أطلع ترامب على رؤية حكومته في سبيل التعامل “بدعم من المجتمع الدولي” مع أزمة الضغوط التي يتعرض لها لبنان نتيجة وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على أراضيه، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ البحث تناول “الآفاق الاقتصادية في لبنان وجهود الحكومة لدفع النمو الاقتصادي الشامل مع التركيز على خلق فرص عمل”. ولفت إلى أنه بحث خلال الاجتماع مع الرئيس الأميركي “الوضع في منطقتنا والجهود التي نبذلها في لبنان من أجل حماية استقرارنا السياسي والاقتصادي بالتزامن مع محاربة الإرهاب”، منوهاً كذلك بدعم الولايات المتحدة للجيش والأجهزة الأمنية إضافة إلى دعم اليونيفيل للمحافظة على السلام والاستقرار على الحدود الجنوبية، وسط تجديده التزام الحكومة اللبنانية بالقرار 1701 وجميع قرارات مجلس الأمن الدولي.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان مطمئناً بعد اجتماعه بترامب لاستمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني، أجاب الحريري: “نحن مطمئنون، وكان هناك حوار صريح مع فخامة الرئيس، وإن شاء الله الدعم سيستمر كما كان عليه في السابق للجيش والقوى الأمنية، وهذا الأمر متروك للجيشين اللبناني والأميركي للتقرير بشأن أنواع الأسلحة والتدريبات التي يحتاجونها”.

ترامب .. إدانة ارتكابات “حزب الله”

وإذ لفت الانتباه تركيز الرئيس الأميركي خلال كلمته على إدانة ارتكابات “حزب الله” ودوره التخريبي في المنطقة لمصلحة إيران، برز إعلانه رداً على أسئلة الصحافيين، أنه بصدد إعلان موقفه من العقوبات الجديدة التي يتخذها الكونغرس ضد “حزب الله” خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، فضلاً عن تطرقه كذلك إلى الموقف من دور الحزب في سوريا. في حين أكد الحريري إزاء الموضوع نفسه أنه يقوم باتصالات عدة وستكون لديه جولات عدة في الكونغرس “لكي نتمكن من التوصل إلى تفاهم بشأن هذه العقوبات”.
واعتبَر ترامب أنّ “حزب الله هو تهديد للدولة اللبنانية، وللشعب اللبناني وللمنطقة برمَّتها”، معتبراً أنّ “هذا التنظيم يواصل تعزيز ترسانته العسكرية مما يهدد باندلاع نزاع جديد مع اسرائيل”. ودان “دعم ايران للحزب، وما يقوم به في سوريا من دور عسكري الى جانب قوات النظام السوري”، مشيراً الى “أنّ “حزب الله” يقوم بدعم من ايران، بتأجيج كارثة إنسانية في سوريا”، مشدداً على انّ “مصالح “حزب الله” الحقيقية هي مصالحه الذاتية ومصالح راعيته ايران، ومنذ سنوات عدة تعتبر واشنطن “حزب الله” “تنظيما ارهابياً”.

.. وفي مجلس الأمن

تزامناً مع موقف ترامب، حذرت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، في إفادتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي المنعقدة في شأن الحالة في الشرق الأوسط، من مخاطر التهديد الذي يشكله “حزب الله” على الشعب اللبناني. وانتقدت بشدة موقف مجلس الأمن من النزاعات في الشرق الأوسط.

أهمية أن يكون الحريري أول مسؤول لبناني يلتقي ترامب في البيت الأبيض

كتبت الهام سعيد فريحه في “الانوار”: أهمية أن يكون الحريري أول مسؤول لبناني يلتقي ترامب في البيت الأبيض:
لا بدَّ من التذكير والتنويه أنَّ لقاء الرئيس سعد الحريري مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو الأول لمسؤول لبناني مع أقوى رئيس دولة في العالم، ويأتي اللقاء في وقت لم تستكمل الإدارة الأميركية كلَّ تعييناتها في ما يتعلَّق بكل ملفات العالم ومن بينها لبنان، سواء على المستوى الدبلوماسي، كتعيين سفير أميركي جديد للبنان، أو على مستوى رؤساء المكاتب سواء في الخارجية أو في الإدارات الأمنية.
ولم تكن الإدارة الأميركية لتحدد الموعد للرئيس الحريري للقاء ترامب، لو لم تكن على دراية كاملة بدقة الوضع اللبناني وحاجة البلد الصغير إلى الدعم الأميركي أو على الأقل الحد من التهويل بالعقوبات. قبل اللقاء المنتظر في البيت الأبيض، كان لقاء على درجة كبيرة من الأهمية مع أركان البنك الدولي، الرئيس الحريري كان صريحاً للغاية من خلال إعلانه أنَّ همه الوحيد هو كيفية المحافظة على لبنان والنهوض به وتثبيت الإستقرار وإنعاش الإقتصاد، وهذا ما يشكل جوهر زيارته لواشنطن. وتوجه إلى المسؤولين في البنك الدولي قائلاً: في لبنان نعرف أنَّ لدينا شراكة مع البنك تعود إلى عشرات السنين، ونسعى إلى تطويرها لكي نتمكن من النهوض بالإقتصاد اللبناني، خاصة في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها، أكان في ما يتعلق بالنمو في لبنان أو العجز الذي يعاني منه في ظل وجود مليون ونصف مليون نازح سوري. من خلال هذا الكلام، أراد الرئيس الحريري أن يلمِّح إلى العلاقة التاريخية بين لبنان والبنك الدولي منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي تعود إلى العام 1992، حين تولى الرئيس الشهيد رئاسة الحكومة للمرة الأولى. لكن في مقابل الصورة المشرقة، هناك متاعب ومصاعب: فالزيارة جاءت في وقت دقيق للعلاقة الأميركية – اللبنانية، وبعد موقف الكونغرس أثناء مناقشة مشاريع العقوبات على حزب الله. كما أنَّها أتت في وقت وضع الموازنة الأميركية للعام 2018، وفي هذه الموازنة يتبيَّن اقتطاع نحو مئة مليون دولار كانت مخصصة كمساعدات للجيش اللبناني لكنها أُلغيت.

نصر الله يطل الليلة للحديث عن معركة الجرود

يطل الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، مساء اليوم، للحديث عن المعركة التي يخوضها الحزب في جرود عرسال، ويتطرّق إلى المواقف السياسية والمحلية والإقليمية والدولية إزاء هذه المعركة.
واعتبرت “الأخبار” أن خطاب نصرالله، سيكون اليوم (عند الثامنة والنصف مساءً) بمثابة خطاب الانتصار على “تنظيم القاعدة في بلاد الشام”، وعلى رعاته وداعميه، وعلى مشروعه الأكبر في لبنان وسوريا.
أما على الجبهة، فرجَّح مصدر متابع للعمليات العسكرية لـ”الجمهورية”، أن تنتهي المرحلة الثانية من جرود عرسال فجر الأحد بإحكام الطوق على من تبَقّى من مسلحي “النصرة” ويبلغ عددهم 120 مسلحاً في منطقة وادي حميد – مدينة الملاهي، لتبدأ المرحلة الثالثة والتي تقضي بفتح خطوط الاتصال لتأمين انسحاب المسلحين مجرّدين من اسلحتهم في اتّجاه الداخل السوري. ورأى المصدر أنّ المسلحين سيرضخون في النهاية نتيجة الوضع الميداني وانهيار خطوطهم الدفاعية.
في المقابل، أكّد مصدر أمني لـ”الجمهورية” أنّ أيّاً مِن مسلحي “النصرة” لم يدخل الى مخيمات النازحين في وادي حميد ومدينة الملاهي، مشيراً الى دخول 150 مسلحاً فقط من “سرايا أهل الشام” بأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة والذين ستَجري مفاوضات لتأمين إنسحابهم منها. وقال إنّ الجيش عزّز إجراءاته الأمنية لمنع أيّ محاولة لأبو مالك التلي أو مسلّحيه للهروب عبر عرسال.
وكشف مصدر عسكري لـ “الحياة” أن التلي موجود في جرد عرسال، لكنه ليس في مخيمات وادي حميد، بل يتحصن في بقعة قريبة، مؤكداً أن “الجيش في عرسال أبقى على إجراءاته التي اتّخذها منذ بدء المعركة وهو على أتم الاستعداد لأي طارئ”. وأكد أن “الجيش لا يفاوض المسلّحين الإرهابيين، وهو أصلاً ليس شريكاً في المعركة، بل إن حزب الله يخوضها”.
في الموازاة، واصلت الأجهزة الأمنية اللبنانية توقيفَ الخلايا الإرهابية وأعلنت قوى الأمن الداخلي عن تفكيك “خلية نائمة” بعد عمليات دهم في بيروت والبقاع، كانت تنتظر تعليمات نهائية من تنظيم “داعش” الارهابي.

“الأخبار”:”داعش” يفاوض للرحيل

قالت “الأخبار” إنه بعد “النصرة”، حان وقت تنظيم “داعش”، ومقاتليه الذين يحتلون جزءاً ضئيلاً من جرود عرسال، وأجزاء واسعة من جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع. وبحسب مصادر مطلعة، فإن تنظيم “داعش” أرسل وسطاء إلى قيادة المقاومة، وإلى جهات رسمية لبنانية، لطرح خيار الخروج من الأراضي اللبنانية، إلى البادية السورية، بلا معارك. ويرى قادة “داعش” أن المواجهة فعل انتحاري، لا طائل منه. وبحسب المصادر، فإن الساعات المقبلة ستكون حاسمة لنتيجة المفاوضات: إما الرحيل، أو الحرب.

كتب نبيل هيثم في “الجمهورية”: هكذا يردّ “حزب الله” على مُنتقدي معركته:

يقول وزير في الحكومة اللبنانية “لا يوجد انتصار في جرود عرسال واذا انتصر “حزب الله” في الجرود فعلى مَن ينتصر”؟ وحزبه يتبعه ببيان هجومي عنيف على الحزب وعمليّته في الجرود! يتلخّص موقف “حزب الله” من معلركة الجرود بالآتي: 1- حدود المعركة وكل نتائجها مُرَسّمة داخل الجرود وليس في أيّ نطاق خارجها، وبالتالي المعركة تنتهي هنا. طبعاً هذا لا يعني إيقاف الجهد الأمني الذي سيستمرّ في مكافحة الخلايا الإرهابية النائمة في أكثر من مكان في الداخل اللبناني. -2 لن يثمّر “حزب الله” انتصارَه في الجرود في السياسة المحلّية. “ولو أننا أردنا التثمير لكنّا ثمّرنا انتصار العام 2000 بعد فرض الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، وكذلك بعد عدوان تموز 2006، وايضاً بعد 7 أيار 2008 ويشهد على ذلك وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آنذاك ووزير الخارجية التركي آنذاك أحمد داوود أوغلو. وأيضاً في مراحل تشكيل الحكومات وقبولنا بوزارات ثانوية، وأيضاً بعد انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون ودورنا في هذا الانتخاب، وأيضاً كنا استثمرنا في كلّ شيء ولما تمكّن أحد، حتى لا نقول تجرّأ أحد ما على تجاوزنا لا في تعيينات إدارية ولا تشكيلات ديبلوماسية ولا في أيّ أمر آخر”. -3 لا نيّة لـ”حزب الله” على الإطلاق لأن يفرض إرادته قهراً على اللبنانيين “لأننا انتصرنا في جرود عرسال، بالتالي فإنّ اتهامنا بأننا سننقلب من الجرود الى الاستثمار السياسي في الداخل، هو اتهام باطل وبلا أيّ قيمة أو معنى، فجرود عرسال منطقة لبنانية يحتلها إرهاب مجرم يهدّد كل اللبنانيين، ومَن يعتبر نفسه غيرَ مهدّد، فليعلن عن نفسه ويجاهر بذلك علناً ولا يستحي”. -4 كل هذه الأصوات هي في نظرنا بلا أيّ صدى، أمام تلك الصورة التي عبّرت عن شبه إجماع داخلي إسلامي ومسيحي خلف عملية الجرود، وأمام الصورة التكاملية بين “حزب الله” والجيش اللبناني، لناحية الدور الذي يقوم به الحزب فيها، والدور الذي يؤدّيه الجيش في تلك المنطقة وعلى الحدود.

في المقابل، كتب خيرالله خيرالله في “المستقبل”: لبنان في غنى عن هذا النوع من الانتصارات:

ما الثمن الذي سيطلبه «حزب الله» بعد انتهاء معركة جرود عرسال وقوله إنّه رفع العلم اللبناني فوق تلال ذات أهمّية عسكرية، وأنّه قضى على «جبهة النصرة» وفلول «داعش» في تلك المنطقة؟ ثمّة مؤشرات خطيرة إلى رغبة الحزب في دور أكبر على الصعيد اللبناني، بما في ذلك تغيير النظام القائم منذ اتفاق الطائف. هذا الاتفاق لا يزال، إلى إشعار آخر، خير ضمانة لبقاء لبنان في ظلّ توازن معيّن بين طوائفه. لا شكّ أن اتفاق الطائف ليس اتفاقاً مثالياً. لكن المُفترض أنّ أي تعديل للطائف يجب أن يتمّ في ظل حوار بين اللبنانيين من دون وجود مسدس، اسمه سلاح «حزب الله» موجّه إلى رؤوس المتحاورين الآخرين. يُخشى دخول لبنان، بعد «الانتصار الإلهي» الجديد لـ«حزب الله» مرحلة في غاية الخطورة، خصوصاً أن الحزب تصرّف بمعزل عن الدولة اللبنانية ومؤسساتها ووضع هذه المؤسسات أمام أمر واقع وذلك في وقت يوجد فيه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في واشنطن. الهدف من زيارة سعد الحريري معروف ويتلخّص في المساعدة في عملية نهوض مؤسسات الدولة اللبنانية من جهة والسعي إلى تجنيب لبنان وقطاعه الخاص أيّ انعكاسات سلبية لقوانين وعقوبات يمكن أن يقرّها مجلسا الكونغرس. لا يحتاج لبنان إلى «انتصار إلهي» آخر، يكون بمثابة انتصار جديد عليه. إنّه في غنى عن مثل هذا النوع من الانتصارات. لا يحتاج بالتأكيد إلى انتصار من هذا النوع بحجة «مكافحة الإرهاب» و«الحرب على الارهاب».. في حين أنّ لا فارق بين إرهاب سنّي وإرهاب شيعي. لمن سيهدي «حزب الله» انتصاره الجديد؟ ستكون لهذا «الانتصار» ارتدادات على الداخل اللبناني. الخوف الكبير أن تكون الحاجة الإيرانية إلى مزيد من الإمساك بالورقة اللبنانية، لا أكثر ولا أقلّ. تبدو كلّ الحجج صالحة لتبرير ذلك. هل آن أوان الانتقال إلى مرحلة جديدة من منطلق أنّ الأحداث كشفت أن لا خيار لبنانياً آخر غير خيار «الشعب والجيش والمقاومة»، وأنّه لا بدّ من ترجمة هذا الشعار إلى واقع بدءاً بإدخال تعديلات جذرية على اتفاق الطائف؟

كتب حازم صاغيّة في “الحياة”: هذا ليس انتصاراً:

صباح الإثنين الفائت، ظنّ اللبنانيّون أنّهم سيفيقون على انتصار: «حزب الله» يهزم خصومه، وخصومنا، في جرود عرسال. أفاقوا، في المقابل، على تهديد: كلّ من لا يوالي «حزب الله» عميل. جاسوس. خائن. عليه إمّا أن يشرب البحر أو أن يشربه البحر. اذا كان سيُعتبر تفصيلاً قليل الأهميّة لولا أنّه صوت إعلاميّ، محسوب على حرّيّة الرأي والتعبير وعلى الحقّ في الاختلاف. نضع الحرّيّات جانباً. فمع المتخمين بمعرفة الحقّ والصواب لا حاجة إلى الحرّيّات وإلى آراء أخرى. لكنْ، يبقى أنّ من ينتصر يتعلّم الرحابة والثقة في النفس. يدعو خصومه، وقد انتصر، إلى طيّ صفحة الماضي. إلى فتح صفحة جديدة. قد يفتعل ذلك افتعالاً لكنّه سيكون افتعالاً ذا معنى يقتضيه العرف، بل السياسة، بل التمدّن. والحال أنّ التهديد اكتمل قبل أن يكتمل الانتصار. لكنْ، إذا كان الإعلام يهدّد هكذا، فكيف، يا ترى، يهدّد الأمن؟ حين يأتي صوت التهديد أعلى من صوت الانتصار، وأشدّ اكتمالاً وأسبق ظهوراً، فهذا يعني شيئين متلازمين: الأوّل أنّ المنتصر المفترض يستعجل التهديد. يستعجل بناء النظام الأمنيّ المرجوّ. يستعجل الانتقام والثأر. يستعجل «إعادة الربط بين بيروت ودمشق»، أي تعبيد طريق ميشال سماحة وتوسيعها. الشيء الآخر أنّ المنتصر غير واثق في انتصاره. لهذا يوضّبه بسرعة على شكل تهديد. تساوره الشكوك في ما خصّ قدرته على إدامة هذا الانتصار. تساوره الشكوك في نفسه. ينظر حوله فلا يجد إلّا صحراء من الهزال. لقد فاز بضربة كفّ سريعة وفرّ. لكنّه يخاف من مستقبل قد يتأخّر، إلّا أنّه يبقى كابوساً ماثلاً في الأفق. إنّه يعرف أنّ المسألة، هذه المرّة، ليست عبوة تودي برفيق الحريري أو سمير قصير. «الانتصار» بالعبوة مضمون بالطبع. العالم كلّه يُقرّ بالأستاذيّة فيه. بالحرفة الرفيعة والصنعة الدقيقة.

 

أين عرسال؟ وأين جرود عرسال؟ وما هي أهميتها الاستراتيجية الكونية؟ لو كان الكلام عن «القدس» كنا سكتنا ووضعنا دماءنا فداءها وفداءً للمسجد الأقصى وليس فقط القدس بل كل حبّة تراب من أرض فلسطين ومن أرض لبنان ومن أرض سوريا أيضاً. أين تقع جرود عرسال؟ وهل يوجد طريق؟ نعود لنذكر هؤلاء الذين يتغنّون بالانتصارات الإلهية بما قاله الجنرال سيرغي رودسكي مدير العمليات في هيئة الأركان الروسية إنّه قبل تدخل القوات الروسية في أيلول عام 2015 كانت قوات النظام وحلفاؤه أي «حزب الله» والحرس الثوري الايراني والميليشيات العراقية الشيعية وخبراء وجنرالات إيرانيين كلهم كانوا يسيطرون على نحو 19 ألف كلم متر مربع من مساحة سوريا والبالغة 160 ألف كيلومتر مربع… أما اليوم وبفضل التدخل الروسي فأصبح النظام والحلفاء يسيطرون على 74 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية… ما يعني رفع سيطرة النظام من نحو 10% الى 40% من مساحة سوريا. وبينما نتحدث عن الانتصارات الإلهية نرى أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري يسعى جاهداً للحصول على مساعدات للاجئين السوريين الذين، بسبب النظام السوري المجرم، يوجد في لبنان منهم مليون ونصف مليون من أصل 11 مليون لاجئ غادروا سوريا الى تركيا ولبنان والاردن وجميع بلدان العالم… والباقي من الشعب السوري في سوريا نصفه فقط… وهم يتحدثون عن انتصارات! والرئيس الحريري يسعى أيضاً باجتماعه مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الحصول على مساعدات عسكرية للجيش ولم يكتفِ بذلك بل حمل معه ملفاً إقتصادياً سيحاول الحصول على مساعدات من شأنها إنعاش الاقتصاد اللبناني. والمهم أيضاً محاولة تخفيف العقوبات التي اتفق مجلس الشيوخ مع مجلس النواب لفرضها على «حزب الله» وعلى كل متعاطف معه… وهم يتحدثون عن الانتصارات الإلهية!

“الحياة”: رعد يناقش التطورات في طهران

ذكرت وكالة “مهر” للأنباء الإيرانية أن المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي حسين أمير عبد اللهيان التقى أمس، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية اللبنانية محمد رعد يرافقه عضو الكتلة علي عمار. وأشارت الوكالة إلى أن البحث تطرق إلى “تطورات المنطقة”.

 

 

 

أكد قائد الجيش العماد جوزيف عون “أنّ وحدات الجيش المنتشرة على الحدود الشرقية، تستهدف دائماً وفي أيّ وقت من الأوقات، مواقع المجموعات الإرهابية وتحرّكاتها وخطوط تسلّلِها بالأسلحة الثقيلة، الأمر الذي أدّى تباعاً إلى محاصرتها وتضييق الخناق عليها إلى الحدّ الأقصى”.
وأوضَح “أنّ جهد الجيش يتركّز حالياً على حماية أهالي عرسال والقرى الحدودية ومخيّمات النازحين من محاولات تسَلّل الإرهابيين، كذلك يقوم أيضاً، وبالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الصليب الأحمر اللبناني، بتقديم المساعدات الطبّية والغذائية للنازحين”.
وتحدّث عون خلال تفقّدِه قيادة القوات الجوية في عين الرمانة، عن “وجود 50 إرهابياً خطيراً من بين الموقوفين، بعضهم من الرؤوس المدبّرة والمشاركين في اختطاف العسكريين والهجوم على مهنية عرسال خلال أحداث آب 2014». وأكّد “أنّ الجيش ومع التزامه الدقيق بمعايير حقوق الإنسان، لن يجعل من المخيمات ستاراً للإرهابيين، يمكّنهم من التخطيط في الخفاء والإعداد لتنفيذ عمليات إرهابية في الداخل”.

كتب مصطفى علوش في “المستقبل”: حول عرسال وجرودها والكانتون الإيراني:

لا يمكن معرفة مصير الموصل في المستقبل، وبالتالي فإن عودة سكانها من الخيام المنصوبة في الصحراء هي في عالم الغيب. وليس من الواضح إن كانت الأنبار ستبقى جزءًا من العراق الحالي، كما أن مصير كردستان غير محدد الآن الا ربما في أدمغة صناع القرار. أما بالنسبة لسورية، فحدّث ولا حرج، فمعظم التجمعات السكنية السنية الكبرى دمرت ومحيت معالمها، وهناك من يؤكد أن السجلات العقارية أصبحت في خبر كان. وهناك أكثر من خمسة ملايين لاجئ سني في دول الجوار، وربما ضعفا هذا العدد لاجئون داخل سورية. وهؤلاء لا يوجد أفق لعودتهم إلى بيوت لم تعد موجودة، ولا إلى شوارع محيت آثارها، ولا إلى أحياء تحولت إلى أطلال. ولا يظنن أحد بأن بشار الأسد سيعيد هؤلاء اللاجئين من خلال عملية إعمار هائلة موجودة فقط في مخيلات بعضنا، أملاً في الإستثمار والإفادة. ولا أظن أن بشار اليوم، الذي تخلص من عبء مذهبي كبير، سيستعيد هذا العبء من جديد إن بقي في الحكم، ومن هنا الوهم في التعويل على التواصل معه. أما الخطر الثاني بالنسبة للبنان، فهو ما يقوم به حزب الله على مدى السنوات الأربع الماضية، ابتداءً بغزوة القصير، مروراً بالقلمون والزبداني، ووصولاً اليوم إلى جرود عرسال، وربما إلى عرسال. فبعد فشل منظومة ولاية الفقيه في احتلال سوريا بأكملها، تحاول الآن فرض وقائع على الأرض تؤمن بها المدى الاستراتيجي للمستعمرة الإيرانية في لبنان. وما علينا إلا مراقبة التطهير المذهبي الذي قام به «حزب الله»، واستبدال سكان بسكان، حتى نستنتج بأن مبدأ تغيير المعالم السياسية، بفرض تغيير التركيبة الديموغرافية سيؤدي حتماً إلى تغيير خطير في الجغرافيا السياسية للبنان. من هنا فإن مهمة الجيش ستكون دقيقة ومعقدة في كيفية الحفاظ على عرسال من دون المساهمة في تحقيق مآرب “حزب الله”.

برّي يقدّر موقف جنبلاط: لدعم المعركة ضد الارهاب

استغرَب رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زوّاره الاصواتَ التي تصدر عن بعض القوى السياسية اعتراضاً على العملية التي ينفّذها “حزب الله” في جرود عرسال ضد المجموعات الارهابية، مقدّراً في هذا السياق موقفَ رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط واعتباره المنطقة محتلة.
وأسفَ بري “لتضييع البعض البوصلةَ في هذه المرحلة”. وقال: “أعود وأكرّر، جرود عرسال منطقة يحتلّها الارهابيون، و”حزب الله” يعمل على تحريرها، ولا يمكن إغفال الدور الذي يقوم به الجيش في تلك المنطقة. ولأنها منطقة محتلة، فإنّ “حزب الله” يخوض هذه المعركة نيابةً عن كلّ لبنان وعن جميع اللبنانيين، وأقلُّ الواجب هو دعم هذه المعركة ضد إرهاب يهدّدنا جميعاً بتفجيرات وعبوات وكلّ ما إلى ذلك من أدوات قتلٍ وتدمير”.

جعجع: معارك الجرود إيجابية!

رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع خلال لقاء مع وفد رابطة خريجي الإعلام ان معارك الجرود إيجابية، لأن لبنان سيرتاح بعدها من التنظيمات، لكنه شدّد على ان هدفنا يبقى قيام دولة فعلية لا يكون على جوانبها مجموعات مسلحة في إشارة إلى حزب الله الذي قال عنه ان مشروعه أكبر من لبنان وهو يفكر بمشروع على صعيد الأمة.

كتبت ميسم رزق في “الاخبار”:جعجع: نقدّر تضحيات عناصر حزب الله!:

يوم أمس، قال جعجع إن «التقدّم الذي أحرزه حزب الله في الجرود، وسيطرته على عدد من المواقع التي كانت تحتلّها جبهة النصرة، حقّق نتيجة إيجابية لأنه سيحمي القرى ويُريحها. ، مقدّراً «تضحيات عناصر الحزب الصادقين»، قائلاً: «الله يحمي كل الناس !كان يُمكن القوات أن تُهاجم حزب الله وأن تتهمه بانتهاك السيادة اللبنانية. كان يُمكن نوابها ووزراءَها أن يردحوا ضد «مصادرة الحزب لقرار الحرب والسلم». وكان يُمكن جعجع نفسه أن يعقد مؤتمراً صحافياً كما جرت العادة، ليُهاجم المقاومة ويؤكّد أن الفضل في حماية لبنان يعود للجيش اللبناني وحده. لكنهم لم يفعلوا ذلك. سارت القوات على موجة التعاطف الشعبي، وضبطت نفسها. وقبل كلام جعجع، كان نائب رئيس الحكومة الوزير (القواتي) غسان حاصباني ينكر أن تكون عملية حزب الله قد جرت داخل الأراضي اللبنانية! فما هو السبب؟ بحسب مصادرها «لم يكُن بالإمكان الخروج عن شبه الإجماع الوطني عموماً، والتعاطف المسيحي خصوصاً»، ولا سيما أن «على الحدود قرى مسيحية حمتها هذه المعركة وجنبتها الويلات». لا تجد القوات نفسها محرجة كما تقول المصادر في معرض ردّها على بيان وزيرها غسان حاصباني. فكلامه «ليس تهرباً»، بل أتى في سياق أن «الحرب تدور في أرض ثلاثية الأضلع. منها جزء لبناني، وآخر سوري، وبعضها متنازع عليه». صحيح أن لا حوار رسمياً بين القوات والحزب. لكن في الميدان السياسي، يُمكن أن يفسّر هذا الصمت وكأنه محاولة لفتح قناة اتصال مع الحزب، استكمالاً للتقارب في وجهات النظر الذي ظهر في مجلسي الوزراء والنواب، معراب تراهن على أن المصالحة في الداخل اللبناني ربما آتت ثماراً لمصلحتها في المستقبل.

كتب مصطفى فحص في “الشرق الاوسط”: معركة عرسال وتلاشي الجغرافيا:

أيقن حزب الله أن المعادلة السورية الجديدة أكبر من أن يؤثر في مجرياتها، وأن في لعبة الأمم يؤكل حق الصغار، وأن عليه أن يستكمل اندفاعة طهران في تطهير ممراتها التي تربطها مع العراق وسوريا ولبنان، فكان لا بد من تطهير آخر الجيوب المحاذية للحدود اللبنانية في جرود عرسال، والتغطية لمعركة متاحة، حيث يصعب على أي عاقل الدفاع عن إرهابيي «القاعدة» وأخواتها الذين كانوا السبب في تشويه سمعة الثورة السورية وفي تخلي العالم عن دعمها، فنجح الحزب في تحديد زمان المعركة بعد أن أتاح له المكان كل فرص النجاح العسكري والسياسي، نجاح يحتاجه لكي يتمكن هذه المرة من فرض شروطه على اللبنانيين، وبوصفه الحزب القائد الذي نجح في حماية الحدود اللبنانية من الناقورة جنوباً حتى النهر الكبير شمالاً، حماية لم تتحقق لولا تضحيات أبناء الطائفة الشيعية التي بات الحزب ممثلها الأوحد في السلطة والدولة، ومن حقها بنظر الحزب أن تحصل على مزيد من المكاسب مكافأة لها على ما قدمته دفاعاً عن لبنان الجديد، حيث لم يعد مستبعداً أن يطالب الحزب بمؤتمر تأسيسي يعلن فيه قيام الجمهورية الثالثة. جمهورية لا حدود واضحة لها، حيث تلاشت الجغرافيا كما تلاشت قدرة اللبنانيين والسوريين على الصمود، وأصبحوا رهائن لمواجهات على التلال وبين الوديان التي امتلأت بمستنقعات دم أبنائهم، ففي الجرود بين لبنان وسوريا لن ينسى أهالي القتلى أسماء ضحاياهم.

“المستقبل” يطالب بقوات دولية

رأت “الديار” أن كتلة المستقبل صعدت من مواقفها بعد اجتماع في “بيت الوسط” برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، واعتبرت قرار حزب الله المتفرد في خوض معركة الجرود “تجاوز للدولة وتجاهل ارادة اللبنانيين”. وطالبت الحكومة بامرين اثنين، “تمركز قوات الجيش في المناطق التي ينسحب منها المسلحون لحماية الحدود اللبنانية الشرقية، بما يمكن اهل عرسال من العودة الى مزارعهم ورعاية مصالحهم”، والثاني “استعمال ما هو متاح في القرار 1701 لجهة الطلب من مجلس الامن الدولي الموافقة على توسيع صلاحيات قوات الامم المتحدة في موازاة الجيش اللبناني لحماية الحدود الشرقية والشمالية للبنان اسوة بالتجربة السابقة في الجنوب”.
في المقابل، جوبه هذا الموقف لكتلة المستقبل بردود فعل عنيفة من قيادات 8 اذار ومسؤولين في حزب الله واعتبروه، بحسب “الديار”، موقفاً يذكر بمواقف المستقبل والسنيورة في حرب تموز.
كتب حسن سلامه في “الديار”: هل وُضع الحريري في مضمون بيان المستقبل قبل اعلانه؟:
يرى مصدر وزاري ان عدم اكمال معركة تحرير الجرود من المنطقة التي يمثلها «داعش» سيقلل كثيراً من نتائج هزيمة «النصرة» هناك، لكنه يؤكد ان اطلاق المعركة ضد ارهابيي «داعش» لن يتأخر اكثر من ساعات قليلة، بل انه ينتظر استكمال تحرير جرود عرسال من ارهابيي «النصرة». و يتوقف مصدر وزاري سابق عند القلق الذي اظهرته بعض الاطراف الداخلية من اطلاق حزب الله لمعركة تحرير الجرود من الارهابيين وصولاً الى تمكن مجاهدي المقاومة من انجاز انتصار سريع على «النصرة»، ويقول ان ما صدر من موقف حاد ومستغرب عن كتلة تيار المستقبل، واقل حدة عن قيادات في حزب «القوات اللبنانية» يشير بوضوح الى ارتباط هؤلاء بالخارج وما يحيكه الاميركي ونظام آل سعود من مخططات للابقاء على نزيف الدم ليس فقط في سوريا، بل في لبنان ودول اخرى وذلك من خلال رهان هؤلاء على الارهاب ودعمه وتسليحه. ويسأل المصدر: هل ان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري مع ما تضمنه بيان كتلة المستقبل التي انعقدت برئاسة فؤاد السنيورة ام ان موقف الكتلة من انتصار حزب الله على الارهابيين حصل بايعاز وطلب من السنيورة وبعض الذين يناصرون توجهاته الخاطئة التي لا تزال تراهن على اعداء لبنان؟

الجسر: أمنُ البلد يحقّقه فقط الجيش اللبناني والقوى الامنية

بعد بيان كتلة “المستقبل” الذي رفض إعطاءَ “شرعية سياسية أو وطنية للقتال الذي يخوضه “حزب الله” في منطقة السلسلة الشرقية تحت أيّ حجّةٍ كانت”، وبعدما استعرَت حرب البيانات والمواقف على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري تيار “المستقبل” و”حزب الله”، سألت “الجمهورية” عضوَ لجنة الحوار الثنائي بين “المستقبل” و”الحزب” النائب سمير الجسر عمّا إذا كان قد تَحدّد أيّ موعد جديد لاستئناف الحوار بين الطرفين والمعلّق منذ مدّة طويلة، ومدى انعكاس ما يَجري سلباً على التقدّم الذي حقّقه هذا الحوار على صعيد تخفيف التشنّج وإزالة الاحتقان، فأجاب: “لم يتمّ تحديد أيّ موعد، وهنا أتساءل: هل إنّ الحوار اليوم يوقِف القتال في الجرود؟ وهل يعيد الدور الى الدولة اللبنانية؟ فعلى رغم ندرةِ التعليقات الرسمية على ما يجري في جرود عرسال، لكن وبصريح العبارة لا أعتقد أنّ أحداً يوافق على مشاركة الدولة اللبنانية بالسيادة ومصادرة القرار السياسي والعسكري. فهناك أساسيات لا يجوز اللعب بها، وكلّما تساهلنا بها انتكَسنا”.
وإذ أسفَ الجسر للسجال الحاصل، قال: “هذا يعكس واقعَ الحال عند الناس، فهم قلِقون ممّا يجري. صحيح أنّه بمقدار ما هم قلقون من الارهاب، كذلك هم قلقون على مصادرة السيادة اللبنانية. فأمنُ البلد يحقّقه فقط الجيش اللبناني والقوى الامنية، وليس أيّ أحد آخر، وهذه مسألة مبدئية، لأنه إذا تمّ التنازل عن السيادة اليوم، فما المانع من أن يتمّ التنازل عنها غداً وبعد غد؟”.
ورَفض الجسر مقولة “إنّ الجيش لا يستطيع خوضَ معركة الجرود”، ولفتَ الى انّ “موقفنا من الارهاب معروف، ونحن مع محاربته لكنّنا حذّرنا من تداعيات مشاركة “حزب الله” في الحرب السورية على أمن البلد، وذلك قبل نشوء “داعش” وأخواتها”.

“الاخبار”: معركة عرسال: ثلاثيّة عون وحزب الله والجيش

كتبت هيام القصيفي في “الاخبار”: معركة عرسال: ثلاثيّة عون وحزب الله والجيش:
رغم كل ما حاكه رئيس الجمهورية من تحالفات على طريق انتخابه رئيساً ومن ثم تشكيل الحكومة، سواء مع القوات اللبنانية أو الرئيس سعد الحريري، لم تتأثر علاقته مع حزب الله ولم يخرق التفاهم بينهما، خصوصاً في الشق المتعلق بدور الحزب العسكري جنوباً وعلى الحدود الشمالية. وجاءت التعيينات الأمنية، ولا سيما في قيادة الجيش التي اختارها عون بنفسه، لتعكس واقعاً جديداً ربط الجيش كلياً برئيس الجمهورية، ما وضع قيادة الجيش بمنأى عن أي تجاذبات سياسية، والدليل ما حصل في لقاء السراي الحكومي الأخير بين الحريري وقائد الجيش العماد جوزف عون. أعطى رئيس الجمهورية مظلة الحماية للجيش، في حين أبقت الحكومة نفسها بعيدة عن هذا المسار، وعزل الحريري أيضاً نفسه عن ترتيبات هذه العلاقة، إذ إنه أدرك موجبات البقاء بعيداً، ليس لأسباب التهدئة الداخلية فحسب، بل أيضاً لأنه لمس أن اللعبة السياسية باتت أكبر من مجرد تفاهم على حصص حكومية ونفطية ومالية، وتعويم وضعه كرئيس للحكومة. العلاقة الثلاثية بين رئيس الجمهورية والجيش وحزب الله، ستكون هي المحور السياسي من الآن فصاعداً في قراءة أي تداعيات سياسية لما جرى ويجري في الجرود، بعد انتهاء المعركة مع النصرة وعلى أبواب المعركة مع تنظيم «داعش»، ولا سيما لحساسية الوضع الجغرافي حيث تمتد قرى القاع ورأس بعلبك. ودقة هذه المرحلة تكمن في أن خطورة المعركة المتوقعة مع «داعش»، بانفلاشها وتبعاتها الامنية والعسكرية والاحتمالات الخطرة التي قد تتعدى الجرود، الى الداخل اللبناني. وحينها يخشى ألا يبقى الصمت الحالي (صوت المستقبل العالي يغطيه انكفاء الحريري) على حاله حيال مجريات التطورات العسكرية، ومدلولاتها السياسية، إن لجهة ترتيب الوضع على الحدود، أو وضع تصور لمرحلة سورية ولبنانية جديدة. فالواقع الأمني والعسكري سيُقرأ من الآن فصاعداً من منظار العلاقة الثلاثية بين رئيس الجمهورية والجيش وحزب الله، التي يعترض عليها البعض من السياسيين، ومحاولة الحزب الاستثمار سياسياً في ما سيحققه من هذه المعركة داخلياً وإقليمياً.

كتب اسعد بشاره في “الجمهورية”: ما بعد معركة عرسال:

ما بعد معركة عرسال لن يكون كما قبلها، فالخطوط العريضة للتسوية الرئاسية التي أدّت الى انتخاب الرئيس ميشال عون بدأت تظهر على شكل هوية سلطة جديدة واضحة المعالم للمرة الاولى منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005. واذا كان التسليم بالتوازنات الجديدة بات سيّد الموقف، خصوصاً لدى المشاركين في التسوية، فإنّ نتائجها ستصبّ أكثر فأكثر من الآن وحتى الانتخابات النيابية المقبلة على شكل اصطفاف شعبي وسياسي مختلف جذرياً عن الظروف التي رافقت الانتخابات النيابية عامي 2005 و2009، ويمكن تلمّس هذا المناخ في الانتخابات النيابية الفرعية التي بات مشكوكاً في تحديد موعد لإجرائها. جملة عوامل يمكن ملاحظتها في هذه الانتخابات التي تتردد الحكومة في إجرائها، وأبرزها: أولاً، تنطلق الانتخابات الفرعية في طرابلس من مجموعة مسلّمات أهمها انها لن تكون مجرّد انتخابات هامشية، بل ستتخذ طابع الاختبار والاستفتاء، وهذه الانتخابات التي ستدور على إيقاع ما جرى وما سيجري في معركة عرسال، ستكون اختباراً سياسياً للمدينة، ففي حين يعتبر الرئيس سعد الحريري أنه حَمى لبنان بالتسوية الرئاسية التي وافق عليها، في توقيت صعب تمرّ به المنطقة، وفي ظل تَخلّ واضح من ايّ لاعب إقليمي او عربي او دولي عن دعم ايّ مشروع يواجه «حزب الله»، وفي حين يلقى هذا التوجّه دعم بعض الشرائح التي تراهن على الاستقرار وإطلاق عجلة الاقتصاد ولو بالحدّ الأدنى، امّا في الجهة المقابلة فيخوض اللواء أشرف ريفي الانتخابات الفرعية وفق قاعدة انّ هذه التسوية شّكلت تنازلاً كبيراً لـ«حزب الله». ولهذا ستكون معركة طرابلس، اذا حصلت، استفتاء على نتائج هذه المرحلة القصيرة التي لن تنتهي مفاعيلها في وقت قريب. ثانياً: أراد العهد المعركة الفرعية في كسروان لكي يحقق انتصاراً مسبقاً، يؤهّل «التيار الوطني الحر» للدخول في المعركة النيابية، بنحو مريح. يبقى السؤال: هل تتفق أجندات المشاركين في الحكم على إجراء هذه الانتخابات، أم انّ رياح المصالح المتضاربة ستطيح هذا الموعد الدستوري أسوة بمحطات سابقة تمّ تجاوزها؟

“الجمهورية”: ضغوط لإمرار البواخر!

قالت “الجمهورية” إن ضجيج معركة الجرود لم يحجب “الضجيجَ الكهربائي” الذي انبعَث في الساعات الماضية من مداخن بواخر الكهرباء، بعد صدور تقرير إدارة المناقصات حول هذه الصفقة، ووجدت فيها بعض الثغرات الجوهرية غير المطابقة للأنظمة والأصول التي يفترض ان تُعتمد في موضوع المناقصات.
وعلمت “الجمهورية” من مصادر موثوقة انّ جهة سياسية نافذة في السلطة، جيّشَت حملة مداخلات عنيفة وضغوطاً على إدارة المناقصات لحملِها على تغيير تقريرها وفضِّ العرضِ المقدّم من الشركة التركية (karpowership)، على رغم وجود مخالفة قانونية نظراً لانعدام المنافسة. والغريب في الأمر أنّ تلك الحملة شارَك فيها وزراء حاليّون ونواب وغيرهم ممّن ينتمون الى جهة سياسية نافذة، والعلامة النافرة هنا أنّ بين هؤلاء من يُعتبرون رجال قانون؟!
وعلمت “الجمهورية” أنّ بعض المشاركين في حملة الضغط على ادارة المناقصات ادَّعوا في اتصالاتهم مع الادارة أنّهم يتحدثون باسمِ “مرجع كبير” وأنّ هذه هي رغبته، إلّا أنّ هذه الحملة لم تؤثّر في قرار الإدارة التي واجهت حملة الضغوط بموقف صلب مفادُه: “أقطعُ يدي ولا أُخالف القانون بفتحِ عرض ماليّ وحيد”.
وتوازَت هذه الحملة مع بيان صدر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ردّت فيه على ما ورد في الإعلام حيال ملف استدراج عروض بواخر الكهرباء، وأشارت الى “أنّ الملف لا يزال في سياق استكمال إجراءات تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي بفضّ العروض المالية ووضعِ تقريرٍ عن الملف بكامله”.
في المقابل، سألت “الجمهورية” ما الذي حملَ الامانة العامة لمجلس الوزراء على إصدار هذا البيان؟ ومن أوعَز بذلك؟ علماً أنّ هذا البيان الذي أغفَل الاشارة الى إنجاز ادارة المناقصات لتقريرها، لم يحدّد في المقابل اين تُستكمل إجراءات تنفيذ قرار مجلس الوزراء، مع الإشارة الى انّ التقرير لم يُحَل إليها، بل الى الوزير المختص الذي تسَلّمه من وزير الطاقة قبل ايام، وعلى وجه التحديد يوم الجمعة من الاسبوع الماضي.
وسألت “الجمهورية” بري رأيَه في هذا الامر، فأكّد تلقّيه تقرير إدارة المناقصات بكلّ تفاصيله وما انتهى اليه، وقال: “هذا الموضوع، وبعد تقرير ادارة المناقصات، اصبح في عهدة مجلس الوزراء، الذي يعود له القرار النهائي في هذا الشأن، ولا شيء غير ذلك”. واستغرَب حصول مداخلات وضغوط لإمرار هذا الملف.