تقرير سياسي ـ 25 تموز – يوليو/2017

خاص/ “تيار المستقبل”

بين هم الرئيس سعد الحريري بالمحافظة على لبنان، وهم “حزب الله” بالمزيد من تشريع لبنان على مخاطر تورطه في الحرب السورية، لا مكان للحياد، ولا مفر من رفع الصوت تأييداً للأجندة الوطنية التي يترجمها الحريري عبر مؤسسات الدولة الشرعية، ورفضاً للأجندة الإيرانية التي يترجمها “حزب الله” بتجاوز الدولة ومؤسساتها، لتبرير معاركه التي يخوضها دفاعاً عن نظام بشار الأسد.

الحريري: همّي الوحيد المحافظة على لبنان

استهل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري نشاطه الرسمي في العاصمة الأميركية عشية اجتماعه المرتقب اليوم في البيت الأبيض مع الرئيس دونالد ترامب، وكانت له سلسلة لقاءات أمس بين مبنى الكابيتول ومقرّ البنك الدولي حمل فيها أعباء التحديات المتعاظمة على كاهل الوطن، أمنياً واقتصادياً، لا سيما في ضوء تداعي البنى اللبنانية التحتية والاجتماعية تحت ثقل استضافة مليون ونصف مليون نازح سوري:
 خلال محادثاته في واشنطن، برز تشديد الحريري سواءً في مجلس الشيوخ كما في البنك الدولي على همّ “المحافظة على لبنان” بوصفه هماً مركزياً وحيداً تتمحور حوله كل الجهود السياسية التي يبذلها داخلياً وخارجياً.
 خلال اجتماعه بمدير شؤون الموظفين في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي كريس بروز ومدير سياسة اللجنة الذي عيّن أخيراً نائباً لرئيس القوات المسلحة ماثيو دونافان وعدد من المسؤولين، شدد على أنّ “لبنان يشهد الكثير من التحديات إلا أنه ينعم بالاستقرار على الرغم من كل ما تشهده المنطقة من حروب وهو لا يزال نموذجاً للاعتدال في المنطقة يجب المحافظة عليه وتعميمه للحفاظ على الأقليات في المنطقة كلها خصوصاً أنّ الدستور اللبناني يكفل هذه الحقوق”.

أكد في الكلمة التي ألقاها لاحقاً خلال لقائه فريق العمل اللبناني في البنك وصندوق النقد الدوليين أهمية التوافق الحاصل في لبنان للمحافظة عليه وقال: “همي الوحيد هو كيفية المحافظة على لبنان وأن نبذل كل ما في وسعنا لنتمكن من النهوض بالبلد وتثبيت الاستقرار والنهوض بالاقتصاد، وهذا يُشكل اليوم أساساً لما أتيت للتحدث به في البنك الدولي لأننا في لبنان نعرف أنّ لدينا شراكة في مكان ما مع البنك تعود إلى عشرات السنين خلت، ونسعى إلى تطويرها لكي نتمكن من النهوض بالاقتصاد اللبناني خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها، أكان في ما يتعلق بالنمو في لبنان أو العجز الذي يعاني منه في ظل وجود مليون ونصف مليون نازح سوري”.
 أضاف رداً على أسئلة الحضور: “هناك أمور سياسية قررنا أن نختلف حولها ولا يمكن أن نتفق عليها كموضوع إيران أو سوريا، هم مع ونحن ضد، ولكننا انفقنا على أنّ هذا الاختلاف لن يعطل العمل الحكومي (…) اليوم الجميع واعٍ لحجم التحديات التي نواجهها والجميع جاهز لتقديم التنازلات لأنهم مقتنعون بأنها السبيل الوحيد للمضي قدماً للنهوض بالبلد، فالوضع في لبنان صعب ولكنه ليس مستحيلاً”.
إلى ذلك، قالت مصادر الوفد اللبناني لـ”الجمهورية” إنّ الحريري “يحمل الى العاصمة الاميركية ثلاثة ملفات: الاستقرار السياسي والاقتصادي، ومواجهة أعباء النزوح السوري، وتجنيب لبنان تداعيات فرضِ العقوبات على جهات لبنانية”. وكشفَت أنّ الحريري سيعرض على المسؤولين الاميركيين خطة استثمار رأسمالي أعدّها فريق عمل من خبراء واقتصاديين سيطلب على أساسها دعمَ واشنطن وضغطها على المجتمع الدولي لمساعدة لبنان وتحمّل المسؤولية تجاهه في إيوائه هذا العددَ الهائلَ من النازحين، لأنّ البديل هو الفوضى التي تشكّل خطراً على انفلاش الأزمة وعبور النازحين نحو بلدان أخرى”. وأكّدت أنّ الحريري “سيركّز في محادثاته على دعم الجيش والأجهزة الامنية، لأنّ لبنان يستثمر في الأمن بشكل غير مسبوق. كذلك سيُبلغ المسؤولين في عاصمة القرار التزامَ بلاده تطبيقَ العقوبات مع ضرورة التنبُّه لئلّا تطبّق بطريقة تؤثّر على الاستقرار المالي والسياسي”.

كتب فادي عيد في “الديار”: الحريري امام اجندة اميركية جديدة للمنطقة ولبنان:

تنفي مصادر نيابية في تيار «المستقبل « وجود أي علاقة ما بين موعد لقاء رئيس الحكومة مع الرئيس دونالد ترامب، وما بين الواقع الأمني على الحدود الشرقية مع سوريا، بعد اندلاع معركة جرود عرسال، فهي تؤكد في المقابل، أن الموقف الأميركي إزاء الواقع اللبناني والمطالب الرسمية التي سيعرضها الوفد اللبناني وتطوّرات قرار العقوبات المالية على «حزب الله «، ما زال مبهماً، خصوصاً في ظل غياب مؤشّرات حقيقية من قبل إدارة الرئيس ترامب. وتعتبر المصادر النيابية أن رئيس الحكومة والوفد المرافق، يرفعان عنوانين أساسيين للبحث في البيت الأبيض، الأول يتعلّق بدعم الدولة ومؤسّساتها، وبشكل خاص المؤسّسات الأمنية والعسكرية، والثاني يرتبط بملف النازحين السوريين والأعباء الكبيرة التي يتحمّلها لبنان، وتعرّضه خصوصاً في شرقه للتهديدات الإرهابية جراء وجود التنظيمات الإرهابية في الجرود الشرقية. وتقول المصادر النيابية نفسها، انه على صعيد الضغوط الأميركية على «حزب الله »، فإن الحريري، كما حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، سيركّز على دقة الوضع المالي والإقتصادي وعلى أهمية عدم المس بالاستقرار النقدي نتيجة أي عقوبات قد يفرضها القانون المرتقب أن يصدر عن الكونغرس الاميركي، و توقّعت أن تكون لمحادثات رئيس الحكومة انعكاسات إيجابية على موقف الرئيس الأميركي من قانون العقوبات، وبخاصة وأنه لم يوقّع بعد القانون المذكور. و ترى المصادر نفسها، أن هناك إمكانية لتغيير الموقف الأميركي إزاء مجمل المشهد اللبناني السياسي والأمني، وخصوصاً ان واشنطن بدأت حديثاً تشارك في التسوية للصراع السوري، ومن المرتقب أن تكون لها مساهمة كبيرة في مساعدة الحكومة اللبنانية على مواجهة التداعيات الناجمة عن هذا الصراع على الساحة اللبنانية وأبرزها الأمنية والاقتصادية المرتبطة بملف إيواء النازحين السوريين.

كتب ميشال نصر في “الديار”: الحريري متفق مع عون على ملفات زيارته الاميركية:

تقول اوساط وزارية ان زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن وجدول اعمالها منسقة بالكامل مع رئيس الجمهورية حيث تم التوافق بين الرئيسين على سقف مواقفها الذي تحدده مقتضيات الوفاق الوطني ومندرجات البيان الوزاري، ويأتي استكمالا لما سمعه المسؤولون الاميركيون خلال زياراتهم المتكررة الى لبنان، واشارت الى ان الاتفاق واضح على ان لبنان كدولة غير معني بما يقوم به حزب الله خارج الحدود اللبنانية وهو بالتالي لا يتحمل اي تبعات في هذا المجال، كما ان الوفد سيشدد على ضرورة التمييز بين الحزب الذي غالبيته من الشيعة وبين الطائفة ككل التي لا يجب ان تكون كبش محرقة في اي عقوبات وكذلك المصالح اللبنانية العليا من اقتصادية ومالية وعسكرية. وعلم في هذا الاطار ان الوفد اللبناني سينقل الى الرئيس الاميركي امتنان بيروت للمساعدات التي تقدم داعيا الى مزيد منها خصوصا ان لبنان اثبت جدارة عالية في ملف مكافحة الارهاب. وفيما خص ملف النازحين السوريين، فقد اشارت المعلومات الى انه ستتم مقاربته من مستووين، الاول امني، لما قد يشكله بعض هؤلاء من خطر على الامن اللبناني، بعدما تحولت بعض المخيمات الى بؤر حاضنة للمجموعات الارهابية بحسب ما بينت كل المعطيات والتحقيقات الجارية، والثانية انسانية، من باب التزام لبنان بالمواثيق الدولية الراعية في مجال حقوق اللاجئين، واستعداده للوفاء بكل التزاماته، الا ان ذلك لا يمكن ان يستوي الا في حال تقديم المجتمع الدولي الدعم المادي الضروري. اما النقطة الابرز والاصعب فهي تبقى في ملف العقوبات ،الذي لن يكون من السهل الحصول على موقف حاسم في شأنه ،كونه اصبح في عهدة الكونغرس والنقاشات حوله خاضعة لموازين قوى اميركية داخلية ولارتباط بعض مراكز القرار بجهات خارجية لها تأثيرها في الداخل الاميركي، وعليه فان المفاوضات ستبقى غير محسومة وكذلك اي وعود قد يحصل عليها الوفد اللبناني، الذي عليه اقناع مفاتيح الكونغرس بصوابية رأيه.هل ينجح رئيس الحكومة حيث فشل الآخرون؟ ام يبقى اللقاء بالرئيس الاميركي على ما درجت عليه العادة صورة تذكارية؟
كتبت الهام فريحة في “الانوار”: الأيام اللبنانية في واشنطن إيجابيات تفوق السلبيات:
منذ خمسة أعوام ونيف، وتحديداً في مطلع العام 2012، دخل الرئيس الحريري إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وما هي دقائق على بدء الإجتماع حتى أُدخلت وريقة إلى الرئيس أوباما، وعليها كلمات معدودات، مفادها أنَّ الرئيس سعد الحريري أصبح رئيس حكومة سابق، لأنَّ عشرة من وزراء حكومته أعلنوا استقالتهم منذ دقائق. إعلان الإستقالة جاء من على منبر الرابية، بعد خمسة أعوام ونيِّف إنقلبت الخصومة حتى إسقاط الحكومة، إلى تحالف قوي: منبر الرابية أصبح في قصر بعبدا، وصار رئيس الجمهورية الغطاء الأساسي لحكومة الرئيس الحريري الثانية. الوزراء والأحزاب الذين وقفوا في الرابية لإسقاط الحكومة الأولى، أبرزهم معه اليوم في واشنطن: رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل. الجميع يتطلعون إلى ما يمكن أن تحققه الزيارة في ظل تنامي التحديات التي تواجه لبنان. اليوم الثلاثاء هو اللقاء المنتظر بين ترامب والحريري. هناك تحديات تواجه الزيارة وفي مقدمتها ما يُطبخ في الدوائر الأميركية من عقوبات على لبنان، وفي هذا المجال، يُحكى عن مشاريع قوانين لعقوبات على حزب الله: مشروع قانون في الكونغرس ومشروعان في مجلس النواب، ووجود حاكم مصرف لبنان رياضة سلامة في عداد الوفد من شأنه أن يفتح هذه الملفات على مصراعيها، وهذا الدور يأتي مكملاً للوفد النيابي المصرفي الذي سبق أن زار واشنطن. بمجرد حصول القمة اللبنانية – الأميركية، فهذا إنجاز للبنان بكل المقاييس، لأنه يعني أنَّ لبنان ما زال موجوداً في الملفات الأميركية ولم يدخل في دائرة التغييب أو النسيان.

الحريري في قلب صاحب السمو

كتب نبيه البرجي في “الديار”: الحريري في قلب صاحب السمو:

ضاحكان، مغتبطان، الامير محمد بن سلمان، سافر الرأس للمرة الاولى ربما، والرئيس سعد الحريري في جلسة مودة وحبور. بدا الاثنان وكأنهما، بتناول الشاي، يحتسيان نخب ازالة شخص محمد بن نايف وشبح محمد بن نايف… هكذا تحدث الانقلابات النظيفة. الرئيس الحريري وصفه بـ«السفاح»، فكاد يأمر باعتقاله في الرياض لولا خشيته من ردة فعل الملك عبدالله بن عبد العزيز. اما الامير الشاب فكان يرى فيه الجبل الذي يفترض ان يزاح بالسيف اوبتلك الليلة الشكسبيرية الاكثر اثارة في تاريخ البلاط…
الصورة تكفي للدلالة على موقع رئيس الحكومة في قلب الامير الذي آثر انتظار نهاية الهزات الارتدادية للزلزال الذي جعل ولي العهد الحاكم الذي يهاب والذي يطاع ليتوج…. صاحب الجلالة! في الظروف الراهنة، وحيث تتشقق الخرائط، والدول، والمجتمعات. لابد ان يكون على رأس السلطة ديكتاتور يحيي من يشاء ويميت من يشاء… لا ندري ما اذا كان صحيحاً ان الامير محمد بن سلمان هوالذي فتح ابواب البيت الابيض امام الرئيس الحريري. المؤكد ان الصورة وصلت الى الرئيس دونالد ترامب بطريقة او بأخرى، ليأخذ علماً بأن الزائر يعني ما يعنيه بالنسبة الى ولي العهد السعودي…. كثيرون في لبنان يأملون بأن تعود الحقبة الذهبية الى آل الحريري. تحديداً الى الرئيس سعد الحريري الذي طالما تردد ان محمد بن نايف يساند شقيقه بهاء… الهذا السبب قال الوزير اشرف ريفي ان سعد الحريري انتهى؟ مثل هذه الاسرار تطوى بصمت و… بمرارة! نتساءل ما اذا كان رئيس حكومتنا يتجرأ على ان يطرح امام صديقه السعودي فكرة «ربط النزاع» مع ايران، كما هوحاصل في لبنان بين تيار المستقبل و«حزب الله»؟.

“المستقبل”: أبواق التحريض لن تبرّر سياسات “حزب الله”

أكد تيار “المستقبل” أن موقفه من التنظيمات الإرهابية بكل أشكالها وولاءاتها العقائدية، “هو موقف قاطع ومحسوم”، رافضاً “أن يكون محل تشكيك أو تساؤل من أي جهة، مهما بلغت مكانتها”. وشدد على أن “الإرهاب آفة تهدد لبنان والمجتمعات العربية والإسلامية، وعبء كبير على الاستقرار، يجب اقتلاعه من الجذور، لكننا من موقع مسؤوليتنا الوطنية، نرفض أن يتخذ الآخرون من محاربة الاٍرهاب سبيلاً لتجاوز الدولة ومؤسساتها الدستورية، ووسيلة لتبرير المشاركة في الحروب الأهلية العربية، أو التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، وتنظيم الخلايا التي تهدد أمنها وسلامها”.
ورأى التيار في بيان أمس، أنه “اذا كانت أبواق السفاهة والتحريض والتخوين الموالية لحزب الله، تعتبر المعارك الدائرة في جرود السلسلة الشرقية، فرصةً لاضفاء الشرعية الوطنية على مشاركة الحزب في الحرب السورية، وسائر الحروب التي يشارك فيها في لبنان والخارج، فإننا لن نقع في هذه الخطيئة الوطنية، مهما بلغ حجم التهديدات والرسائل المكتوبة والمتلفزة التي تهدد المعترضين على سياسات حزب الله بالقتل والابادة والملاحقة”. وأسف لـ “تلك الدونية في مقاربة الاعتراض السياسي على زج لبنان بالحرب السورية”، مجدداً التأكيد على موقفه المبدئي الذي لا تراجع عنه، والتمسك باعتبار “الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، الأداة الحصرية للدفاع عن لبنان واللبنانيين وحماية الحدود”.
وأعرب عن حزنه لـ “سقوط العديد من الشباب اللبناني في أتون حروب، وظيفتها تقديم الخدمات للمحور الإيراني – السوري”، مكرراً الدعوة الى “الالتفاف حول الجيش اللبناني والقوى الشرعية، وتفويت الفرص على المصطادين في المياه العكرة، واللاهثين وراء تمنيات لن تتحقق”.

كتب عوني الكعكي في “الشرق”: طبخة بحص:

هذه الضجة كلها على بيان «تيار المستقبل» لأنه لا يقبل أن يقتل اللبناني أخاه السوري… فما هو المطلوب؟ هل المطلوب أن يوافق «تيار المستقبل» على أن يقوم «حزب الله» بأوامر من دولة غريبة، هي إيران، المعروفة بأنها تكره العرب وتكره الإسلام، فيشارك في الحرب السورية وفي قتل الشعب السوري؟ هل المطلوب أن يوافق «تيار المستقبل» لـ»حزب الله» الذي أخذ تفويضاً من كل اللبنانيين بالدفاع عن لبنان وتحرير الأراضي اللبنانية من العدو الاسرائيلي أن يأخذ هذا التفويض ليذهب الى سوريا ويقتل المواطنين السوريين الذين يعارضون النظام السوري المجرم؟ بالله عليكم ماذا يعني احتلال جرود عرسال؟ وهل أصبحت جرود عرسال هدفاً إسرائيلياً؟ وهل قتل المسلمين في جرود عرسال هو من أجل تحرير فلسطين؟ نقول لكم: كل الذي تفعلونه لن تستفيدوا منه شيئاً لأنّ مشروع إيران والهلال الشيعي سقط خصوصاً أنّ أميركا وروسيا اتفقتا على توسيع مساحة حماية إسرائيل حيث استبدلت القوات الدولية في الجولان بقوات أميركية وروسية وزادتا اليها درعا، يعني أنّ حدود إسرائيل أصبحت محمية بالكامل في المعنى الأدق. قوات دولية في جنوب لبنان تبعد «حزب الله» عن إسرائيل 50 كيلومتراً وتحمي حدود إسرائيل الشمالية والأنكى أنه منذ حرب 2006 «لو كنت أعلم» ولغاية اليوم لم يطلق «حزب الله» رصاصة واحدة على إسرائيل. السؤال الأخير: ماذا ستحقق جرود عرسال لكم وماذا عن الذي يجري في القدس؟!.
كتب علي الحسيني في “المستقبل”: “نار” الجرود لن تُشرعن .. بارود “حزب الله”:
ساهم «حزب الله» إلى جانب النظام السوري، في صناعة وحياكة وجود «التكفيريين» في الجرود اللبنانية، والأمر نفسه مارسه النظام في مخيم نهر البارد في العام 2007، وفي الحالتين، كانت المؤسسة العسكرية المُستهدفة الأبرز وسقط لها شهداء وجرحى وأسرى. من هنا يبرز بيت القصيد بشكل واضح وهو أن لا شرعية لسلاح الحزب ولا غطاء له مهما بلغت إدعاءاته أو علا سقف تحريضاته وتخويناته. فالشرعية الوحيدة في مواجهة أي حالة شاذة، تُستمد فقط من وجود الجيش صاحب العقيدة الصلبة والراسخة في ضمير كل لبناني والمخوّل الوحيد الدفاع عن الأرض. ومن فعل هذا الأيمان به وبدوره، تُستمد شرعية الجيش، لا من فعل «الشيطنة» وتجيير «الإنتصارات» لصالح مشاريع خارجية مشبوهة ومشوّشة، مرّة على «طريق القدس» والدعوات إلى تحريرها، ومرّات بتأمين ممرّات آمنة للإرهابيين.
لدى «حزب الله» إصرار على تهميش الدولة ودورها في تسيير شؤونها. مرّة يفرض نفسه لاعباً سياسيّاً فيُعطّل إستحقاقات ومشاريع لا تعود عليه بالفائدة ولا تخدم إلا المشروع الذي ينخرط فيه، ومرّة يُنصّب نفسه مُدافعاً عن لبنان وشعبه مُستخدماً سلاحاً وُجد في الأصل بهدف تحقيق مشروع ما زال قائماً منذ مطلع الثمانينات، علماً أن مقاومة العدو الإسرائيلي في الجنوب أو غيره، حقّ مقدس كفله البيان الوزاري على أن يكون القرار الفصل للجيش. وللتذكير فإن المقاومة استمدت شرعية عملها من خلال انخراطها في مشروع قيل أنه يهدف أوّلاً واخيراً إلى دحر المحتل والدفاع عن الأرض. لكن أن يتحوّل استعمال هذا السلاح إلى رغبة دائمة وبشكل عشوائي مع استبعاد الدولة عن المشاركة في قرار الحرب والسلم، فهذا ما لن يرتضيه اللبنانيون ولن يمنحوه صكّ براءة ولا اعترافاً حتّى ولو تذرّع بضرب «التكفيريين» في الجرود ودعم الجيش على الحدود.

كتبت ميسم رزق في “الاخبار”: عودة المستقبل إلى “صِباه”: ضد حزب الله ولو قاتل الإرهاب:

تتوسع رقعة الانقسام داخل تيار المستقبل. معركة تحرير جرود عرسال واحدة من الشواهد. فبعد أن انساق جزء من جمهوره ونوابه إلى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في حربهم ضد الإرهاب، خرج «المستقبل» الرسمي ليعيد الأمور إلى نصابها «نحن ضد حزب الله والمقاومة»، وتصوير المعركة على أنها حرب بين تنظيمات إرهابية «يضرب بعضها البعض» لا يريد الأخير لأي فرد داخل جمهوره أن يتعاطف مع شباب حزب الله، ولو كان يقاتل الشيطان لا جبهة النصرة أو داعش. مجرّد التعاطف مع الشهداء هو أمرٌ مرفوض ومُدان فقط لأنهم من المقاومة. فكيف السبيل إلى ذلك؟ أسهل طريق إليه هو مساواة شباب الحزب بعناصر التنظيمات الإرهابية، عبر الترويج لنظرية أن المتقاتلين في الجرود متشابهون، وأن الموقف يجب أن يكون ضد الاثنين معاً. ويروّج مستقبليون إلى أن «إرهاب حزب الله أخطر من إرهاب التنظيمات الأخرى، لكونه يهدّد مشروعنا السياسي، وهو العبور إلى الدولة». وقد نجح التيار إلى حدّ كبير في إعادة البعض من جمهوره إلى «رشده» وإجباره على استئناف التعامل مع الحزب على وسائل التواصل كتنظيم إرهابي وفصل الجيش اللبناني عنه في هذه المعركة. قياديون داخل تيار «المستقبل» وفي معرض تناولهم لهذا الانقسام، أصروا على «عدم وجود إجماع وطني حول دور المقاومة»، وأصروا أيضاً على أن «حزب الله يقاتل داخل الأراضي السورية، كما حصل في حلب وإدلب ومناطق أخرى، لكن صودف هذه المرة أنها على الحدود مع لبنان». برأيهم، إن «الانقسام المؤقت، سببه استفادة الحزب من عدد من الملفات من التفجيرات الإرهابية وخطف العسكريين لتغليب وجهة نظره، بأن هناك خطراً يطاول كل اللبنانيين ويتطلب منهم الالتفاف حول المقاومة لتحميهم». كذلك إن سبب هذا الانقسام داخل التيار يعود إلى «غياب تعميم داخلي يقول إنه ضد الحزب في هذه المعركة، ما أدى إلى قراءة هذا الغياب من قبل البعض بشكل خاطئ، وتفلته عن الثوابت». لذا «كان من المفترض إصدار البيان أمس للقول إننا لن نعطي الحزب براءة ذمّة، ولتأكيد أن ما يقوم به مرفوض». وبحسب قولهم إن “بعض النواب الذين تحدثوا بغير لغة المستقبل، لا يعوّل على موقفهم، وكان لا بدّ من إعادة توجيههم عبر هذا البيان، خصوصاً أن الحزب وضعنا أمام فخّ إما أن نكون معه أو مع التنظيمات الإرهابية، ومنّا من سقط في هذا الفخّ”.

معركة الجرود على أهبة النهاية

حضرَت التطورات الامنية في اجتماع أمني ترَأسه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، في حضور قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي قدّم شرحاً مفصّلاً للواقع العسكري الراهن والإجراءات التي اتّخَذها الجيش لحماية الحدود ومنعِ تسللِ الإرهابيين منها وتأمين سلامة المواطنين اللبنانيين والنازحين السوريين. ونوَّه رئيس الجمهورية بالجيش، مؤكّداً أنّ “نتائج التطورات الميدانية الأخيرة ستكون إيجابية وستعيد الأمن والاستقرار إلى الحدود”.
في المقابل، بدا واضحاً لـ”الجمهورية” تقهقُر جبهة “النصرة” أمام هجوم “حزب الله” لتحرير المنطقة التي يحتلها الارهابيون في الجرود، والمسألة باتت مسألة وقت قصير جداً، للقضاء عليهم. ودلَّ على ذلك بيان “غرفة عمليات المقاومة” الذي أكّد أنّ المعركة مع “النصرة” قد اصبحت على مشارف نهايتها، ودعا الارهابيين في ما تبَقّى من جرود عرسال إلى إلقاء السلاح، “فإنْ أراد من تبَقّى منهم حقنَ دمِه فليُلقِ سلاحه وليُسلّم نفسَه نضمن سلامته”.
وبحسب مصادر ميدانية لـ”الجمهورية”، فإنّ حالات فرار واسعة من صفوف “النصرة” تمّ رصدها اعتباراً من بعد ظهر أمس، حيث استخدم الارهابيون الهاربون درّاجات نارية توجّهوا بها نحو خطوط التماس مع “داعش” في شرق جرد عرسال، فيما فرّت مجموعات اخرى في اتجاه وادي حميد والملاهي حيث مخيمات النازحين قرب عرسال.
وقال قياديّ كبير في “حزب الله” لـ”الجمهورية”: “نستطيع ان نقول إنّ الحسم قد تمّ، والتحضيراتُ لجولاتٍ لوسائل الإعلام في المنطقة المحرّرة ستبدأ اعتباراً من اليوم، لكن مع هذا الحسم فإنّ المعركة لا تنتهي هنا، بل ستُستكمل قريباً جداً في الجانب الآخر من الجرود، أي الذي يحتلّه إرهابيّو “داعش” الذين باتوا أمام واحد من ثلاثة خيارات: إمّا أن يستسلموا أو يهربوا أو يُقتلوا، نحن ماضون في تحرير المنطقة وتنظيفها من أيّ أثر للارهابيين”.
وإذ تكتَّم القيادي على موعد إطلاق الهجوم في اتجاه المنطقة التي يحتلها “داعش” في جرود رأس بعلبك والقاع، أكّد لـ”الجمهورية” أن “المعركة هنا، أسهلُ من المعركة مع “النصرة” التي لها العدد الاكبر من الارهابيين في الجرود، ومع ذلك تمّ الإطباق عليها في فترة أقلّ ممّا قدّرنا، والإنجازات التي تحقّقت هي أكبر وأكثر ممّا قدّرنا أيضاً. مع انّ عناصر الحزب الذين يقاتلون “النصرة” ليسوا من قوات النخبة، بل هم من قوات التعبئة”. وأضاف القيادي: “لا نستغرب صراخ بعض الاصوات، ومحاولاتها تشويه العملية العسكرية، فهذا لا يعنينا. ما يَعنينا هو انّ هذه المنطقة محتلة، ونعمل على تحريرها من “النصرة” و”داعش”، هنا ينتهي دورنا، وسيتمّ تسليمها بالكامل الى الجيش”.
كتب الان سركيس في “الجمهورية”: الجيش حاضِر… متى يتدخّل؟:

يؤكّد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «محاولات الضغط على الجيش لدفعِه الى اتّخاذ قرارات متسرّعة لن توصل الى نتيجة، فهو يقوم بمهماته بكثير من الحكمة والرويّة، خصوصاً أنّ المهمّة الأساسية الملقاة على عاتقه هي تأمين المدنيين اللبنانيين والسوريين، وقد نجح فيها حتى الساعة، ولم يُسجّل أيّ أذى أو وقوع خسائر في الأرواح». لكن كلّ ذلك لا يعني أنّ الجيش غيرُ معنيّ بما يحصل، في جرود عرسال لأسباب عدّة أبرزُها: أولاً: الجيش كان أوّل من خاض المعارك في عرسال والجوار واسترجَع البلدة بعد غزوة 2 آب 2014، ودفع فاتورةً غالية من الشهداء، وما زال هناك جنود أسرى لن يتخلّى عنهم. ثانياً: منذ انتهاء تلك المعركة، والجيش اللبناني يتصدّى يومياً لمحاولات المسلحين خرقَ خطوط دفاعِه، وقد شلَّ حركتَهم في الجرود واسترجَع التلال وباتت مراكزه محصّنة، وساهمت الضربات اليومية التي وجَّهها إلى المسلحين في إضعافهم بشكلٍ كبير. ثالثاً: في العِلم العسكري، تُعتبر الجرود منطقةً ساقطة عسكرياً، ولا تؤثّر على الحياة العامة في البلاد، وهذا حصل بفضل تكتيك الجيش الذي دحَر خطرَ المسلحين إلى الخلف، وبالتالي فإنّ الجيش كان ضامناً لأهله في عرسال ولم يتخلَّ عن البلدة ويجعلها تتهاوى في يد الإرهابيين. رابعاً: القرار السياسي للدولة اللبنانية ما زال موجوداً، إذ إنّ الحكومة تعطي قيادةَ الجيش الضوءَ الأخضر للتحرّك كيفما يشاء وفي الوقت الذي يراه مناسباً، وبالطريقة الأفضل، وهذا ما يعطي الجيشَ المنتشر في الميدان حرّية حركة تتناسب مع اتّجاهات المعركة. أمّا عن لحظة تدخّلِ الجيش، فيقول المصدر: «الديك بِصيح عندما يحين وقت الصياح»، ولا يستبق هذه الخطوة، لذلك فإنّ توقيت دخول الجيش أيَّ معركة يتحدّد في الوقت المناسب، وكلّ ما يحدث لا يعني أنّ الجيش خارج الدائرة، فهو على أهبة الاستعداد».في نظر الجيش أنّ تحرير جرود عرسال لا يشكّل نهاية المعركة، فهناك أيضاً جرود رأس بعلبك والقاع التي تحتلّها «داعش»، لذلك هو في قلب المعركة، ويتدخّل عندما يحين الوقت.

“الأخبار”: التلّي يطلب وساطة الاستسلام

علمت “الأخبار” أن مالك التلّي طلب تدخّل عدد من الوسطاء لإتمام عملية استسلام مقاتليه. وقالت مصادر أمنية رسمية لـ”الأخبار” إن التلّي اتصل بالشيخ العرسالي مصطفى الحريري (“أبو طاقية”)، طالباً منه التوجه إلى الجرود لمحادثته. وبحسب المصادر، التقى الحجيري التلّي أمس، بعد تنسيق عملية انتقاله إلى الجرود مع الجيش اللبناني. وقالت إن خطوة التلي تعني أنه أيقن أن معركته انتهت، وأنه بات يبحث عن سبل للحفاظ على حياته وحياة ما بقي من مسلّحيه.
وتلفت مصادر ميدانية لـ”الأخبار” و”الديار” إلى أن توقيت بدء العملية ضد “داعش” سيبقى مفاجأة، مشيرة إلى أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعد بتحرير كافة الجرود وكامل السلسلة الشرقية، لا تلك التي يحتلها مسلّحو “جبهة النصرة” وحدهم.

كتب نقولا ناصيف في “الاخبار”: ما بعد حرب الجرود: طريق بيروت ـــ دمشق سالكة بلا تفاوض:

ليس من باب المصادفة ان تيار المستقبل ــــ وهو يصر على تأكيد رفض سلاح حزب الله واعتباره معتديا على الدولة ــــ يلزم الصمت حيال ما يجري في الجرود. ما خلا الموقف المعروف بربط النزاع مع حزب الله، المتواتر من حين الى آخر، لم يقل رئيس الحكومة سعد الحريري ما يشي بأنه يرفض ما يجري هناك، ولا حمل حكومته على موقف مماثل وهو على طرف نقيض من رئيس الجمهورية ميشال عون من حزب الله، ولا شاء ان يحيّدها حتى. كذلك لاذ حلفاؤه بالصمت، واكتفوا بالوقوف وراء الجيش الذي كان يقف الى جانب حزب الله في حرب الجرود. ميز الحريري بين تصرّف حزب الله هناك على انه جزء لا يتجزأ من آلة النظام السوري، وبين الجيش اللبناني المنوط به حماية المخيمات والنازحين المدنيين. لم يعد في تيار المستقبل مَن ينظر الى التيارات المتطرفة تلك على انها تمثل المعارضة الصالحة لخلافة نظام الاسد، على وفرة مرات تمييزه جبهة النصرة عن تنظيم داعش. مع ان طريق بيروت ــــ دمشق مفتوحة في الاصل، وتبعد كثيرا عن ساح الحرب الدائرة في الجرود، الا ان نجاح الشق السوري اولا فيها بتصفية المسلحين المتطرفين، واقتراب انجاز الشق اللبناني، يجعلان طريق بيروت ـ دمشق بابعادها السياسية بعد مقتضياتها الجغرافية اكثر من سالكة، كي يرفد كل من النظام السوري وحزب الله احدهما الآخر بكل اسباب الدعم ومواجهة الخصوم والاعداء في آن. وسواء اختارت الحكومة اللبنانية التفاوض مع نظيرتها السورية في ملف عودة النازحين ام تمسكت بانقسامها عليه، لم يعد في الامكان التعامل مع المخيمات على انها ورقة ضاغطة على النظام السوري والدولة اللبنانية معا، مرتبطة مرة بسلاح حزب الله واخرى بانسحابه من الحرب السورية وثالثة بانتظار سقوط النظام السوري كي يعود النازحون الهاربون.

كتب ناصر شراره في “الجمهورية”: لماذا فَشِلَ السيناريو البديل لمعركة عرسال؟:

واقعياً تم الاعتراف ضمناً بأنّ المعركة في عرسال ضد الارهاب، لا يمكن أن تجرى إلّا وفق مراعاة بيئة ميدانها الموضوعي المتّسم بأنه «ميدان سوري ـ لبناني مشترك» يتداخل عسكرياً وجغرافياً، ويتشكل من «جرود عرسال والقلمون السوري»، وبالتالي لا يمكن التعامل عسكرياً مع الرقعة اللبنانية من هذا الميدان من دون التنسيق مع الجزء الثاني السوري منه.. ولكنّ الاعتراف بهذا التداخل الميداني للمعركتين السورية واللبنانية، لم يُلغِ التطلّع الدولي والاقليمي الى وضع ضوابط وحدود سياسية للعملية العسكرية، حيث يقتصر الغطاء الجوي الحربي السوري على المنطقة السورية من ميدان المعركة الواحدة، ويقتصر دور الجيش اللنباني على حماية خطوط الدفاع عن بلدة عرسال ومخيمات النازحين، فيما «حزب الله» يخوض معركة الجرود اللبنانية منفرداً ويقتصر تنسيقه فيها مع الجانب السوري فوق رقعة تتمّتها في القملون السورية. وبهذا المعنى رسمت وقائع معركة ضرب «النصرة» في القلمون الغربي السوري وجرود عرسال اللبنانية، الحدود السياسية لنتائجها، وهي إبقاء ورقة مستقبل النازحين في يد الدولة اللبنانية التي لم تحسم بعد موقفها السياسي من طريقة إعادتهم الى بلدهم، وإبقاء تنسيق «حزب الله» مع الجيش السوري مسألة لها ترجمتها العسكرية داخل سوريا وليس داخل لبنان،. وتظلّ هناك في نظر مستوياتٍ سياسية وأمنية مخاطر عدة تحتاج الى الاحتساب منها لأنها في حال وقوعها، قد تؤدي الى إفساد دقة الحسابات التي تشكل ضمانات سياسية ولو غير معلنة للمعركة. وابرز هذه المخاطر يتمثل في أن تنجح «النصرة» أو «داعش» بنقل المعركة الى مخميات النازحين وحتى الى داخل عرسال، وهو أمر يظلّ متوقَعاً حتى اللحظة الأخيرة في هذه المعركة، خصوصاً مع وجود معلومتين متداولتين داخل البيئات الأمنية، الأولى تحذّر من أنّ خطة «النصرة» تتضمّن مع الوصول الى لحظة اليأس، توجيه هجمة انتحارية لاختراق خط دفاع الجيش عن مخميات النازحين، وذلك بواسطة سيارات مفخخة عدة دفعة واحدة ( 6 سيارات).. والثانية وجود اعترافات لموقوفين من «النصرة» عن وجود خلايا نائمة داخل المخيمات وبلدة عرسال (تتكوّن من 130عنصراً)، ستتحرّك في اللحظة التي يقرّرها «أبو مالك» التلي.

كتب غسان الإمام في “الشرق الاوسط”: إيران تورط الجيش اللبناني بحرب في لبنان:

تندرج حرب لبنان الجديدة، في إطار استراتيجية إيرانية تستهدف تغليف الحدود اللبنانية مع سوريا، بشريط شيعي مسلح. ويتركز هجوم مرتزقة «حزب الله» والميليشيات الأفغانية والعراقية الشيعية، بقيادة ضباط «فيلق القدس» الإيراني، على معسكرات «داعشية / قاعدية» في روابي وجرود عرسال البلدة اللبنانية (السنية) الوحيدة، بين قرى شيعية لبنانية تطل على القطاع الأوسط من إقليم القلمون السوري.

وورط «حزب الله» في هذه الحرب الجيش اللبناني. لكن الجيش لم يستطع الوصول إلى المعسكرات. فاقتحم المخيمات السورية المجاورة لعرسال. وأجرى اعتقالات وسط حملة إعلامية على النازحين السوريين. وهكذا كلفت إيران «حزب الله» تحمل وطأة الهجوم. ويتوقع المراقبون اللبنانيون أن تستغرق الحرب وقتاً طويلاً. فتضطر إيران. والحزب. وبشار. والجيش اللبناني إلى العودة للمفاوضات مع المعسكر. وإقناع المدافعين عنه بالرحيل إلى محافظة إدلب السورية التي باتت مأوى للتنظيمات المتزمتة والمعتدلة (السنية) المتناحرة. تداخلت حرب إيران في لبنان مع أزمة حادة بين الكويت وكل من لبنان وإيران. الأزمة تظهر مدى عمق التورط الإيراني في صميم الشؤون العربية. طالبت الكويت لبنان بتسليمها أعضاء في «حزب الله» أدانهم القضاء الكويتي بتدريب خلية «العبدلي» الإرهابية الإيرانية في الكويت. عجزُ السلطات اللبنانية عن تسليم المتهمين، قد ينعكس بانصراف الكويتيين عن قضاء فصل الصيف في لبنان. ربما لا تتجاوز مضاعفات أزمة الكويت مع إيران حدود طرد دبلوماسيين إيرانيين. فقد تكتفي إيران بنجاحها في تهريب أفراد الخلية الإرهابية من الكويت. وإيوائهم لديها. لكن سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية ذهب إلى واشنطن، لاستيضاح موقف إدارة الرئيس ترمب من ألعاب إيران النارية في لبنان والمنطقة العربية.

برّي: “الثلاثية” تعبر عن نفسها!

أعرَب رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن تقديره الكبير لِما يقوم به المقاومون في جرود عرسال، وكذلك ما يقوم به الجيش اللبناني، ولا سيّما في حماية الحدود ومنعِ تسللِ الارهابيين الى الداخل اللبناني.
وقال بري امام زوّاره: “جرود عرسال منطقة لبنانية محتلة، ومن واجبنا ان نحرّرها، وما تقوم به المقاومة هناك من حرب على الارهابيين، تقوم به نيابةً عن كلّ لبنان وعن كلّ اللبنانيين من دون استثناء، تماماً كما كان قتالنا لإسرائيل في الجنوب يعبّر عن كلّ لبنان واللبنانيين”.
وأكّد “أننا اليوم في وقتٍ تُعبّر فيه الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة عن نفسها في أعلى تعبير، اليوم كما دائماً، الشعب يقف خلف الجيش والمقاومة. وهناك صورة مشرقة تجلّت في مبادرة أبناء دير الأحمر إلى التبرّع بالدم، هذا ليس غريباً على إخواننا المسيحيين، هم يقومون بمثلِ ما قاموا به خلال عدوان 2006 حينما فتحوا الكنائس والاديرة لاستقبال إخوانهم. إنّ الشعب اللبناني يعرف أين هو الصحّ، وما هو الصحّ، وهذا الذي يقوم به اليوم هو الصحّ بعينِه”.

التيار الوطني الحر: “كتّر خير” المقاومة

كتبت ليا القزي في “الاخبار”: التيار الوطني الحر: “كتّر خير” المقاومة:
لم تنجح ورقة النوايا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وما يُحكى عن اتفاق سياسي بين القيادتين، والصفقة الرئاسية والتفاهمات السياسية بين التيار العوني وتيار المستقبل، وإمكانية تعاونهما خلال الانتخابات النيابية المُقبلة، في جعل عون ينقل البارودة من كتفٍ إلى أخرى.. وفيما يقف وزير الخارجية جبران باسيل عند باب الطائرة التي تقلّه إلى واشنطن، ليعلن محتفياً، أن «عرسال تعود إلى أهلها». ويتبرع أبناء بلدة القاع، بمبادرة من «التيار»، بدمائهم لجرحى الجيش والمقاومة. فبالنسبة إلى مصادر نيابية عونية: «لا نجد أنفسنا محرجين أبداً. ويُفترض أن لا يكون هذا الأمر خاضعاً لأي سجال». ألن يؤثر هذا الموقف على علاقات رئيس الجمهورية، و«التيار»، السياسية؟ «كلا. المُفترض أن لا يكون المجتمع الدولي ممتعضاً، لأنّ ذلك يندرج ضمن استراتيجية القضاء على الارهاب». أما بالنسبة إلى الأطراف المحلية، «الرئاسة وكلّ التسويات اللاحقة في البلد حصلت وحزب الله موجود في سوريا ويُقاتل الإرهابيين. ما الطارئ الآن؟». تتحدّث المصادر عن مفهوم الحرب الوقائية «التي برّرتها دول العالم لنفسها، فكيف يريدون منا أن نُقارب الموضوع، نحن الذين نعاني من الارهاب على حدودنا؟»، مع إشارتها إلى أنّ «المعارك تدور في الجانب السوري، وضمن المساحات المتنازع عليها بين لبنان وسوريا». ترتفع أصواتٌ كثيرة، رافضةً لـ«شرعنة» سلاح المقاومة والتعامل معه كأمر واقع بمواجهة الارهاب، عوض إيلاء هذه المهمة للجيش، لا سيّما أن «الغطاء» يُقدمه فريق رئاسة الجمهورية. تردّ المصادر بالقول إنّ «التوقيت لا يسمح بالمزايدات السياسية، خاصة من الذين يُحرّمون في بعض الأحيان على الجيش القيام بمهماته، مثل ردّ الفعل الذي تلى دخول الجيش إلى مخيمات النازحين». في النتيجة، تقول المصادر النيابية العونية “كتّر خير كلّ شخص يضع يده بيد الجيش اللبناني من أجل القضاء على مصدر الإرهاب”.

قانون “السلسلة” .. مد وجزر!

وقَّع رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب، ومشروع قانون الموارد اللذين أقرّهما المجلس في جلسته العامة يومَي الثلثاء والاربعاء الماضيَين. وقد أحيلَ القانونان فوراً إلى مجلس الوزراء، على طريق إحالتهما إلى رئيس الجمهورية للنشر.
وفيما أثيرَت بَلبلة نهار أمس، حول ما يمكن أن يُقدِم عليه رئيس الجمهورية، سواء لنشرِ القانونين أو ردِّهما، أو نشرِ أحدِهما وردّ الآخر، قال مواكبون لهذا الموضوع لـ”الجمهورية”: “مِن المبكر الحديث عمّا سيتّخذه رئيس الجمهورية من موقف تجاه قانون السلسلة. فالقانون لم يصل بعد الى قصر بعبدا، وأمام رئيس الجمهورية مهلة شهر للنظر في مضمونه وإخضاعه للبحث مادةً مادة، وخصوصاً تلك التي تتناول فَرض المزيدِ من الضرائب والرسوم لتوفير موارد السلسلة المالية قبل اتّخاذ القرار المناسب بشأنها”.

طارت صفقة البواخر

كشفت “الجمهورية” أن مناقصة بواخر الكهرباء أبحرت بعيداً، وربّما إلى اللا رجعة، بعدما انتهت إدارة المناقصات من إعداد تقريرها عن استدراج العروض المالية المتعلقة باستقدام توليد الكهرباء العائمة (البواخر)، وانتهت فيه الى عدم جواز أو قانونية فضِّ العروض، بسبب وجود عارضٍ وحيد أو بالأحرى شركة واحدة، وهي الشركة التركية
وعلمت “الجمهورية” أنّ إدارة المناقصات أحالت تقريرَها إلى وزير الطاقة الذي بات عليه ان يُعدّ بدوره تقريراً مفصّلاً ويَرفعه الى مجلس الوزراء للبتّ به بأسرع ما يمكن، وفق ما نصَّ عليه قرار المجلس الذي أحال ملفَّ البواخر الى إدارة المناقصات، ما يعني أنّ الكرة باتت في ملعب أبي خليل. فهل سيُعِدّ تقريرَه وفق تقرير إدارة المناقصات، أم سيتريّث؟ علماً أنّ هناك من يتحدّث عن ضغوط ما زالت تمارَس من أجل تمرير هذه الصفقة مهما كلّف الأمر!