المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد رفيق الحريري

لبى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري قبل ظهر اليوم دعوة معهد كارنيغي للسلام العالمي والقى محاضرة حضرها عدد من اعضاء الوفد اللبناني المرافق ومدير المعهد وليم بيرنز وحشد كبير من المفكرين والباحثين وادارتها مديرة برنامج الشرق الاوسط في المعهد ميشال دان.
بداية رحب بيرنز بالرئيس الحريري وتحدث عن دور المعهد ونشاطاته وعن الاوضاع في الشرق الاوسط وما يشهده من اعمال عنف وتطرف مثنيا على الدور الذي يضطلع به الرئيس الحريري في ارساء الاستقرار في لبنان ومحاربة التطرف والتاكيد على دور الاعتدال في لبنان والمنطقة وعلى ما يقوم به اللبنانيون للنهوض ببلدهم من جديد.
محاضرة الرئيس الحريري
ثم تحدث الرئيس الحريري فقال:
السيدات والسادة،
وصف البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لبنان بأنه “رسالة الى المنطقة والعالم”.
وأنا هنا أضيف: لبنان ھو رصيد ثمين للمنطقة وللعالم.
في منطقة محفوفة بالعنف الديني والطائفي وفي عالم أصبح فيه التعايش بين الإسلام والمسيحية يصور على نحو متزايد بأنه مستحيل، يقدم لبنان نموذجا، للتعايش والحوار والحل السياسي.
وفي منطقة لا توفر فيها الأنظمة الاستبدادية أي بديل سوى القمع والحرب الأهلية فإن نظام لبنان الديمقراطي – غير المثالي ولكن الديمقراطي- يقدم نموذجا أيضا.
وفي منطقة أصبح فيها اليأس القاعدة وحيث الآفاق الاقتصادية والاجتماعية قاتمة، يقدم لبنان نموذجا للمرونة والإبداع والمبادرة.
وفي منطقة يهددها التطرف والإرهاب، يشكل لبنان نموذج لمجتمع يرتكز على الاعتدال ويمنع التطرف، ولجيش وقوى امن تكافح الإرهاب بفعالية وتحقق النجاح تلو النجاح في هذه المعركة.
وفي عالم لا يقدر على استيعاب اللاجئين بالآلاف، فإن لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه 4 ملايين نسمة، لديه ما يقارب 1،5 مليون نازح سوري، إضافة إلى نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني على أراضيه، أي بمعدل واحد مقابل اثنين. وفي ذلك يقدم لبنان خدمة للعالم.
ولجميع الأسباب المذكورة أعلاه وأكثر، يشكل لبنان رصيداً ثميناً للمنطقة والعالم.
واجه هذا الرصيد ولا يزال العديد من التهديدات. نتعامل نحن اللبنانيين مع بعض منها بمفردنا وللتعامل مع بعضها لا بد من مساهمة المجتمع الدولي.اسمحوا لي أولا أن نناقش ما نقوم به نحن اللبنانيين من أجل تحقيق الاستقرار.لبنان يخرج من عشر سنوات من المأزق السياسي الذي قسم البلاد وأدى إلى تقاعس اقتصادي وتآكل ثقة المستثمرين.
واجهنا قبل أقل من عام تحديات التوتر السياسي والشلل في اتخاذ القرار وانخفاض تدفقات رؤوس الأموال والنمو البطيء والآثار السلبية للصراع السوري وما انتج من أزمة النازحين السوريين.
منذ ذلك، انتخبنا رئيسا ووضعنا حداً للشغور في السلطة دام 3 سنوات. وشكلنا حكومة وحدة وطنية واقرينا قانونا انتخابيا جديدا. باختصار، أعيدت الحياة السياسية إلى طبيعتها.
ومن المقرر اجراء الانتخابات فى ايار المقبل، الامر الذى يمنح حكومتنا الحالية 10 اشهر. وعلى الرغم من هذه الفترة القصيرة، فإنني أخطط لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية مع التركيز على أربعة أهداف:
1- تحريك النمو الاقتصادي الشامل
2- الحفاظ على الاستقرار المالي
3- التخفيف من تأثير النازحين السوريين
4- تنفيذ برنامج استثمار رأسمالي.
ستساعد هذه الأهداف على خلق دورة تحسن الأوضاع الاقتصادية.من أجل تحفيز النمو، نعول على الاستقرار السياسي المستعاد لتشجيع نشاط القطاع الخاص. نطور نموذجاً جديداً للنمو وننوع مصادر النمو: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، النظام البيئي للشركات الناشئة، قطاع النفط والغاز. نبني قدرات تصنيع في المناطق الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة ونعمل على تعزيز مشاركة القطاع الخاص واعتماد قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص وتطوير أسواق رأس المال. ونقدم حزمة حوافز للقطاع الخاص.
للحفاظ على استقرار المالية العامة، اقرينا موازنة عامة هذه السنة لأول مرة منذ 12 عاما، ونعمل الآن على اقرار موازنة عام 2018. كما اقرينا سلسلة رتب ورواتب محايدة، حيث لا يتم تمويل أي نفقات إضافية من خلال الدين، كما اقرينا إصلاحات إدارية نحن بحاجة إليها.
نعمل على تحسين تحصيل الضرائب ونهدف إلى استقرار نسبة الدين الى الناتج المحلي الإجمالي على المدى القصير. غير أن الاستقرار المالي يواجه أيضا ضغوط زيادة الإنفاق على الجيش والأجهزة الأمنية، والتي هي في طليعة مكافحة الإرهاب.هنا يأتي الجزء الذي يحتاج فيه المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وحمل العبء معنا.
كما قلت من قبل، لم يسبق ان استقبل أي بلد في العالم في التاريخ الحديث هذا العدد من النازحين بالنسبة لعدد سكانه. كما لم يظهر أي شعب الكرم الذي اظهره اللبنانيون لـ 1،5 مليون نازح سوري.إلا أن آثار النزاع في سوريا وتدفق اللاجئين كانت مدمرة على اقتصادنا وبنيتنا التحتية وقطاعاتنا الاجتماعية.
تشير أحدث تقديرات البنك الدولي إلى أن الخسائر التراكمية للناتج المحلي الإجمالي في لبنان منذ بداية النزاع تبلغ 18 مليار دولار وخسائر الإيرادات 4،2 مليار دولار. كما تضاعفت نسبة البطالة بشكل خاص بين الشباب – السوريين واللبنانيين – مع أكثر من 500 ألف شاب معرض للخطر اليوم.
يعمل نظام المدارس الحكومية في لبنان على مدار الساعة تقريبا ويستوعب عدد أكبر من الطلاب السوريين قياسا مع عدد الطلاب اللبنانيين: 230 ألف سوري و 200 ألف لبناني. رغم ذلك لا يزال يقدر بأن هناك 200 ألف طفل سوري في لبنان خارج المدرسة مما يشكل خطرا حقيقيا على مستقبلهم ومستقبل سوريا ولبنان.
ويظهر الضغط نفسه على المستشفيات العامة وشبكة الكهرباء والمياه والنفايات وجميع الخدمات العامة. وحددت حكومتنا رؤيتها للتعامل مع الأزمة في مؤتمر بروكسل في وقت سابق هذا العام. كما شهدنا مؤخرا بوادر تعب في المجتمعات المضيفة مع تزايد التوترات مع النازحين السوريين والوضع بكل بصراحة هو قنبلة موقوتة. عدد الشباب اللبنانيين الذين سقطوا في فخ التطرف ضئيل جدا ويكاد لا يذكر. وهذه نتيجة إيجابية مباشرة للانفتاح والتنوع والتسامح والاعتدال المدون في الجينات اللبنانية.
مع ذلك، إذا تعثرت مدارسنا ومستشفياتنا والبنية التحتية والخدمات العامة والمجتمعات المضيفة تحت العبء الحالي الذي لا يحتمل فسنواجه جميعنا جيلا ضائعا من السوريين واللبنانيين. واذ نقر بالمساعدات التي يقدمها المانحون إلى النازحين السوريين في لبنان إلا أنها كانت مساعدات إنسانية في شكل اساسي وأقل بكثير من المطلوب.
وهنا اسمحوا لي أن أكرر موقفي من مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلدهم:
أولا، نؤيد تماما عودة النازحين السوريين الآمنة والسريعة. لكن لن نجبرهم تحت أي ظرف على العودة إلى سوريا.
ثانيا، سنتناول هذه المسألة فقط بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة.
ثالثا، سنحرص على أن تكون شروط العودة متوفرة بشكل صحيح ووفقا للقانون الدولي.
ايها السيدات والسادة،
نحن نعمل على تطوير برنامج استثمار رأسمالي يمتد لعدة سنوات لتحديث بنيتنا التحتية ومعالجة الثغرات وتحسين الخدمات العامة الأساسية. في الواقع، لقد كانت النفقات الرأسمالية على مدى السنوات الماضية أقل ب 5 في المائة من مجموع النفقات. يتم استهلاك مخزون رأسمالنا. ونحن الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على برنامج في حدود 14 مليار دولار تماشيا مع خطة التنمية الطويلة الأجل في لبنان.
وينصب التركيز بوجه خاص على النقل والمياه والكهرباء والتعليم والصحة والاتصالات السلكية واللاسلكية. من أجل ذلك سنحشد المساعدة في شكل منح وقروض تساهلية مع تشجيع مشاركة القطاع الخاص.
ايها السيدات والسادة،
لا يساورني أدنى شك في أننا سنعمل معا على الحاق الهزيمة بهذا النوع الحالي من التطرف والإرهاب. لكن من الممكن أن يظهر نوع أكثر خطورة إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي في العراق وسوريا، يسمح بإشراك جميع الطوائف والمجموعات في السلطة.
إن نظام لبنان الديمقراطي والشامل والمنفتح هو النموذج لهذا الحل.وعلى نطاق أوسع، فإن الحصن الوحيد ضد التطرف هو الاعتدال والحوار والتعايش. وهنا أيضا لبنان هو النموذج. نستطيع التغلب على اليأس بالأمل وبالمرونة وبالإبداع ومن خلال جميع هذه القيم التي يعتبر لبنان نموذجا لها.
نقوم ما بوسعنا كلبنانيين لتعزيز نموذجنا وانجاحه. إن العالم بأسره مدعو إلى المساعدة في الحفاظ على هذا النموذج، الذي يشكل رصيداً ثميناً للمنطقة والعالم.

حوار

بعد المحاضرة دار بين الحريري وبين الحضور الحوار التالي:

سئل:التقيت الرئيس دونالد ترامب بالامس كما كانت لك لقاءات اخرى ما هو انطباعك خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الولايات المتحدة ولبنان خاصة ما يتعلق منها باستمرار الدعم للجيش اللبناني؟

اجاب: اعتقد ان الادارة الاميركية تتفهم جيدا وضع لبنان، قد يكون هناك تخفيض في الموازنة فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية الخارجية ولكني اعتقد ان الادارة تفهمت ما قلناه لها خلال محادثاتنا ما هو وضع لبنان واهمية الشراكة بيننا واهمية استمرار مكافحة الارهاب والتطرف. كما شرحنا لهم ان لبنان هو منطقة محايدة واننا في الخطوط الامامية لمحاربة التطرف .كما انهم اقروا اليوم 140 مليون دولار اضافية للاجئين وهذه خطوة الى الامام لتدعيم هذه الشراكة الموجودة مع الولايات المتحدة.

سئل:مسالة حزب الله تستمر في تظليل هذه الشراكة فحزب الله موجود في البرلمان والحكومة وهو قوة مسلحة كبيرة في لبنان والان هناك معارك كبيرة مستمرة على الحدود الشمالية الشرقية للبنان بن حزب الله وجهاديين يقاتلون في سوريا.فيما يتعلق بالنقاش الدائر في لبنان هناك وجهات نظر مختلفة حيال النظرة اللبنانية الى دور حزب الله بما فيها هذه المعارك في الشمال الشرقي وعما اذا كانت هذه المعارك ضرورية للدفاع عن لبنان، او انها ترمز الى تغييرات جوهرية حيال ماهية لبنان ودور حزب الله البارز، فكيف تنظر الى هذا الامر وكيف تناقشونه في لبنان ؟ وكيف تطرقتم اليه هنا في واشنطن خاصة وان حزب الله هو منظمة ارهابية في نظر الولايات المتحدة التي تفرض عليه عقوبات وهناك تشريعات لعقوبات جديدة؟

اجاب: واجبي كرئيس وزراء هو حماية لبنان من اي نوع من عدم الاستقرار واذا نظرنا الى منطقتنا اليوم، اكان في سوريا او العراق او كل الدول المحيطة بنا نرى انها غير مستقرة وذلك بسبب عدم وجود توافق في هذه الدول لحمايتها. بالنسبة لي ان ارساء الاستقرار هو الامر الاكثر اهمية في عملي الحكومي . لدينا اختلافات ولكننا توافقنا مع كل الافرقاء السياسيين على انه لطالما ستكون بيننا خلافات سياسية. فكما ان حزب الله لن يوافق ابدا على سياستي فانا ايضا لن اوافق ابدا على سياستهم وما يقومون به في سوريا، ومعارضتي للنظام هناك وهي مواقف مختلفة كليا . ولكننا توافقنا على ان المصلحة الوطنية للبنان هي ان يكون هناك استقرار وحكومة فاعلة وبرلمان يقوم بعمله، وانا اؤكد ان الرئيس ميشال عون حريص على ان استمرار هذا التفاهم لما فيه مصلحة كل الافرقاء.
هذا هو المهم بالنسبة لنا، لكن الخلافات التي لدينا مع حزب الله هائلة و علي ان اتخذ قرارا، هل يجب ان ادعها تنعكس على الشعب اللبناني وعلى الاقتصاد والحكم والتشريع في لبنان؟ ان حكومتي تعهدت انها ستحيد بنفسها عن هذه الاختلافات لانه يوجد بيننا قواسم مشتركة كثيرة اكان في الاقتصاد او امن واستقرار لبنان.
اذا سالتني هل اني موافق على ما يقوم به حزب الله ، اجيب كلا انا لا اوافق واختلف معهم باننا كنا نفضل ان يقوم الجيش اللبناني بما يقومون به هم في عرسال، واننا لا نود ان نراهم في سوريا. هل يوافقونني على ما اقوله ؟ كلا لن يوافقوا. العلاقة بيننا وبينهم صعبة جدا حيال السياسات الاقليمية . والطريقة المثلى هي ان نتجنب مواقف بعضنا حيال هذه الامور ونحاول ان نعمل بقدر ما نستطيع لما فيه مصلحة لبنان. توافقنا على ان لا نتخاصم حيال هذه المواضيع. هنا في الولايات المتحدة اعتقد ان هناك تفهما بان لبنان يشكل معجزة ازاء ما تمكنا من تحقيقه والجميع يريد استقرار لبنان وليس عدم استقراره . هذا هو هدفنا في هذه الحكومة ونستمر بالعمل عليه.

سئل:لمتابعة مسالة سوريا تعلمون انه حدثت تطورات مؤخرا بين الادارتين الاميركية والروسية تم من خلالها التوصل الى نوع من التفاهم حيث قامت الولايات المتحدة بوقف المساعدات للثوار السوريين كيف يؤثر هذا الموضوع داخل لبنان وما هي نظرتك لهذه التطورات؟

اجاب: اعتقد ان المهم في هذه الادارة هو الجدية في حل المشاكل وعندما قال الرئيس ترامب ان هناك خطوطا حمر عنى ذلك وتصرف على هذا الاساس، فعندما حصل النقاش مع الروس لحل هذه المسائل والتوصل الى مناطق تهدئة التوتر فقد حصل ذلك وانا اعتقد انه يجب ان نعطي الفرصة لهذا النوع من الحلول وادارة الرئيس ترامب تتفهم جيدا تعقيدات المنطقة وخاصة في سوريا وعلينا ان ننتظر ونرى.

سئل:قلت بالامس انه يمكن للولايات المتحدة ان تلعب دورا بايجاد حل للوضع في الخليج والتوتر الهائل الموجود بين السعودية والامارات من ناحية وقطر من ناحية اخرى. كيف تنظرون الى هذه الموضوع وايضا الى العلاقة بين السعودية ولبنان التي لطالما قدمت مساعدات كبيرة للبنان وساعدت الجيش والاقتصاد الذي يمر بوقت صعب جدا. لقد زرت مؤخرا المملكة والتقيت ولي العهد الامير محمد بن سلمان وشاركت بقمة الرياض فما هي نظرتك الى مستقبل العلاقة اللبنانية السعودية واستئناف المساعدات السعودية للبنان؟

اجاب:علاقتنا مع المملكة العربية السعودية عادت الى طبيعتها وسنرى دورا اكثر فاعلية للملكة في لبنان ،قد يكون حصل في بعض الاحيان القليل من الاختلافات والان نحن نعمل على اصلاح هذه العلاقة ،الرئيس عون وانا نعمل بجهد لاعادة اصلاح هذه العلاقة.
بالنسبة لمسالة قطر والمملكة فهناك وفد كويتي يعمل على مبادرة تحاول ايجاد لهذه المشكلة فيما بينهم، وعندما قلت انه يمكن للولايات المتحدة ان تساعد في هذا الاطار عنيت ما قلته لان للولايات المتحدة علاقات جيدة مع البلدان الثلاثة ومن مصلحة العرب ان نتوحد.كما يجب علينا ان نفهم ان هناك تعقيدات مع السعودية والامارات و اتفاقات قد وقعت بين السعودية وقطر منذ ثلاث سنوات ولم تطبق من قبل الجانب القطري.
واعتقد ان هذه الامور ستسلك طريقا دبلوماسيا هادئا في التعامل حيالها للوصول الى افضل الحلول.

سئل:ما هي الفرص امام لبنان ليتمكن من الاستفادة من استخراج الغاز والنفط في المتوسط وكيف سيصار الى حل الاختلافات مع اسرائيل وكيف سينعكس ذلك ايجابا على الاقتصاد اللبناني؟

اجاب:ان استخراج النفط والغاز امر بغاية الاهمية بالنسبة لنا فقبل ثلاث سنوات كان على الحكومة ان تقر التشريعات المتعلقة بهذاالقطاع ولم يفعلوا ، وفي الاجتماع الاول لهذه الحكومة قمنا بذلك واقرينا التشريعات المناسبة وهذا الموضوع اليوم هو على الطريق الصحيح.هناك بعض الامور المتعلقة بالتحديد والترسيم في مياهنا الاقليمية بيننا وبين اسرائيل وهناك مبادرة من قبل الولايات المتحدة لحل هذه المسألة ونحن بحاجة الى مزيد من المساعدة من الادارة الاميركية واعتقد اننا سنتمكن من حل هذه المسالة.
ان استثمارا مهما بالنسبة لنا ان يكون هناك ايضا شركات اميركية تاتي الى لبنان وتستثمر في هذا القطاع وفي التنقيب، في الماضي كانت لدينا شركات اكسون وموبيل وغيرها مهتمة اليوم لم نعد نرى هذا الاهتمام، قد يكون بسبب ايجادهم الغاز في الالسكا فيقولون لم علينا الذهاب الى لبنان للاستثمار هناك. ولكني اعتقد انه على المدى البعيد، في مسالتي السياسة والسلام، يجب ان نفكر على هذا النحو وسيكون لهذا الموضوع عائدات كبيرة، كما امل ان تاتي الشركات الى لبنان.
ان نظرتنا للنهوض بالاقتصاد هي ان نضع خطة للاستثمار في راس المال وان نعرضها على الجهات المانحة لانه كما تعلمون فان البنى التحتية هي الطريقة الاسرع للحصول على فرص عمل. فكل مليار دولار نحصل عليه يوفر حوالي 70 الف فرصة عمل في لبنان وهذه السوق سوف تستوعب العديد من اللبنانيين وكذلك العديد من اللاجئين الذين سيجدون فرص عمل في البنى التحتية.

سئل:لقد اقر البرلمان مؤخرا قانونا جديدا للانتخابات، والانتخابات ستجري في ايار من العام المقبل وهذه الانتخابات ستغير النظام الى النسبية ومن الصعب توقع النتيجة ولكن ماذا تتوقعون ان يكون انعكاس هذا القانون في احداث تغيير في الواقع السياسي في لبنان؟

اجاب:الامر الجيد في هذا النظام هو انه للمرة الاولى في تاريخ لبنان تمكنت الحكومة من اقرار قانون ليس في مصلحتها. فمعظم الحكومات تقر قانون انتخاب يكون في مصلحة الحكام الا اننا في هذه الحكومة اقرينا قانونا يصب في مصلحة الناس .سيكون من الصعب جدا التنبؤ ولكننا واثقون كفريق سياسي انه ستكون لنا حصتنا، وناخبونا موجودون وسيذهبون بشكل ديموقراطي ويصوتون لنا. ستنتج هذه الانتخابات اشخاصا جدد وبالتاكيد ووجوها جديدة اتمنى ان تكون شابة وحيوية تدخل الى البرلمان وامل ان يكون معظمها من المجتمع المدني وان تكون الكوتا النسائية في البرلمان الجديد اكبر بكثير لاننا نؤمن انه يجب ان يكون للمراة حصة اكبر في حكم هذه البلد.

سئل:بالنسبة لعدد كبير من الحكام في الخليج فان تهديد ايران وداعش يفوق تهديد اسرائيل كقوة تقوض الاستقرار في الشرق الاوسط فهل توافق هذا الراي؟

اجاب:للبنان حصته من التهديدات الاسرائيلية وقد واجهنا اسرائيل مرات عدة كان اخرها عام 2006 ، وهي تحاول تحت اي ذريعة ان تشن حروبا ضد لبنان وحزب الله، وهذا الامر لم ينجح يوما،الطريق للوصول الى حل هو الانتقال من وقف الاعمال العدوانية الى وقف دائم لاطلاق النار بناء على قرار مجلس الامن رقم 1701.العديد من وسائل الاعلام تتحدث عن تهديدات ايران وداعش متخطية النزاع العربي الاسرائيلي، ولكني لا ارى اي اتفاق عربي اسرائيلي. فاسرائيل لم تقبل مبادرة السلام العربية التي قدمها الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز عام 2002 للتوصل الى اتفاق سلام.
هناك عدم استقرار في المنطقة وعوامل مساعدة كداعش مثلا وهناك ايضا صراع كبير بين ايران والبلدان العربية وهذا امر يجب حله. يجب على الجميع ان يهدأوا قليلا وان نركز على كيفية حل هذه المسائل. ان الجزء المتعلق بلبنان صغير جدا ونحن نرغب في حماية لبنان من اية انقسامات ومشاكل ،وهذه مهمتي.

سئل:نظرا للتطورات الاخيرة هل لبنان مستعد لاحتمال فوز نظام الاسد ، ماذا يعني ذلك لسوريا وللبنان ولحكومتكم؟

اجاب: اعتقد ان هناك نوعا من المبالغة في القول ان نظام الاسد قد فاز، يمكن القول ان روسيا ربحت او ايران ولكن نظام الاسد قد خسر بالتاكيد لانه عندما تكون هناك مناطق قليلة التوتر، لا يمكن اللجوء اليها فهذا يعني ان المشكلة لا تزال قائمة . قد تكون هذه بداية حل وقد راينا عدة محاولات لوقف اطلاق النار وقال بعض الاشخاص ما قلته الان ولكن ذلك لم يؤد الى نتيجة نهائية. ان لبنان بلد ذات سيادة والاسد بالنسبة لي على الاقل ليس قيمة بحد ذاته.
عندما انتخبنا الرئيس ميشال عون كان ذلك خيارا لبنانيا بحتا وكذلك عندما اقرينا قانون الانتخاب والموازنة، وللمرة الاولى يحكم لبنان نفسه. المهم بالنسبة لنا كيف نحيّد انفسنا عما يحدث في سوريا ، هذا هو الامر المهم واعتقد ان فكرة ” الاسد” وكل ذلك قد اصبحت من الماضي.

سئل:ما هو موقفك في حال اقر الكونغريس عقوبات على حزب الله وهل تخافون من ان يؤدي ذلك الى عدم استقرار في القطاع المصرفي؟

اجاب: سازور الكونغريس غدا واجري محادثات، اساسا هناك ما يكفي من العقوبات على القطاع المصرفي في لبنان وما نخشاه هو عقوبات واسعة. نحن بحاجة لان نشرح للكونغريس اهمية هذا الامر واعتقد ان عدم وجود عقوبات محددة امر مؤذ جدا للقطاع المصرفي اللبناني وللاقتصاد وليس فقط للبنان بل للمنطقة كلها .من المهم لنا ان نشرح هذا الامر للكونغريس وسنقوم بذلك وانا واثق من ان الكونغرس سيستمع الى بعض الملاحظات التي لدينا. امل ذلك.

سئل:اشار الرئيس ترامب بالامس خلال المؤتمر الصحفي معكم الى انه سيعلن شيئا قريبا خلال الاربع والعشرين ساعة المقبلة هل ربطت ذلك بحزب الله وبموقف البيت الابيض ؟

اجاب: كانت هناك الكثير من الشكوك حول كيفية مساعدة ادارة الرئيس ترامب للبنان ولكن اليوم مع اقرار ال140 مليون دولار فان ذلك يشكل جزءا من القرار الذي يؤكد على دعم ادارة الرئيس ترامب للحكومة اللبنانية وموضوع اللاجئين.ولا اعلم ما اذا كان هناك امر آخر لا اعرفه.

سئل:هناك جهود اسرائيلية للتعاون الاقليمي في مجالات الزراعة والمياه والطاقة فهل سيشارك لبنان بذلك وبالتالي التوجه نحو السلام بدلا من خنق بعصنا البعض؟

اجاب:ان تركيزنا اليوم هو على كيفية اعادة البنى التحتية في لبنان والاستقرار في لبنان بالنسبة لنا هو الامر الاكثر اهمية واذا كانت مؤتمرات برعاية الامم المتحدة بهذا الشان فلبنان سيكون موجودا.
لكن السلام بالنسبة لنا يقع في اطار مبادرة الملك عبدالله عام 2002. يجب ان يتم التركيز على المنطقة خاصة بعد الاحداث التي يشهدها المسجد الاقصى والتي تجعل الامور اكثر سوءا.المسجد الاقصى موجود هناك منذ زمن، وعلينا ان نجد حلا لقيام الدولتين، وهكذا قد نتفق مع الاسرائيليين .ومن يفكر بطريقة مختلفة يكون لا يرى الوقائع على الارض.

سئل: لبنان يعد في المراتب الاولى للدول الفاسدة بين الدول العربية، فهل هناك جهود تبذلونها لمحاربة الفساد خاصة في ظل هذه المرحلة الاقتصادية الدقيقة التي يمر بها لبنان؟
ا

جاب:المشكلة في لبنان اننا كنا على مدى ثلاث سنوات بلا رئيس للجمهورية وكان لهذا الامر تاثير على كل المؤسسات في لبنان . لقد انتقدني الناس على كل مبادراتي الهادفة الى انهاء الفراغ الرئاسي ولكني اعتقد ان هذا الفراغ قد زاد من الفساد بشكل هائل في لبنان. ومع تولي الرئيس ميشال عون رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة فاننا نقوم بمحاربة الفساد بشكل واسع، والمجالس الاستشارية تتابع اعمال كل المؤسسات الحكومية ، كما اقر البرلمان والحكومة قانون المعلومات الذي يخول المواطنين بالاطلاع على اي معلومات متعلقة بالمؤسسات الحكومية وهذا امر جديد في لبنان.
ففي موضوع الغاز والنفط مثلا وقعنا على اتفاق للشفافية يخول المجتمع المدني وكل من يريد ان يدقق بالمسار الذي نسلكه في هذا الملف . انا لا املك عصى سحريا ولكني متاكد من ان الرئيس عون وانا شخصيا لدينا الارادة لمحاربة الفساد وكذلك كل الموجودين في الحكومة .هذا الامر لن يكون سهلا ولكننا سنحققه بسرعة.

سئل:هل الحظر المفروض على قطر سيكون خطوة الى الامام باتجاه ترسيخ السلام والامن في المنطقة او انه سيتسبب بمزيد من التوتر على المدى البعيد؟

اجاب: ان هذه المسالة بين قطر والمملكة العربية السعودية ودول الخليج هو امر داخلي يتعلق بدول الخليج، وهناك اتفاقات فيما بينهم على مواضيع كان يفترض بقطر تطبيقها والقيام بها. فالمبادرة الكويتية تفرض نفسها على كل اللاعبين، وهذا امر سيحسن العلاقات بين الدول على المدى البعيد. فاحيانا يجب ان تسؤ الامور لكي تتحسن، وسترون عاجلا ام اجلا ان هذه المسالة محلولة.

سئل:هناك تقارير مؤخرا تشير الى ارتفاع عدد زيارات الوفود الصينية الى لبنان لاستطلاع امكانية ان يكون لبنان منطلقا للاستثمارات الصينية في جهود اعادة الاعمار في سوريا؟

اجاب:نحن نرحب بالزيارات الصينية الى لبنان ونحن جزء من طريق الحرير الذي يحاولون بناءه، الجميع ينظر الى اعادة اعمار سوريا والعراق ويمكن للبنان ان يكون مركزا لاي شركات دولية ، ومن الاسباب التي تدفعنا لوضع خطة الاستثمار في راس المال ايضا هي ان نحضر لبنان لاعادة اعمار سوريا التي تبلغ بحسب البنك الدولي والامم المتحدة 900 مليار دولار.الصينيون يعرفون ذلك كما اننا نود رؤية شركات اميركية تاتي الى لبنان وتستثمر في لبنان ايضا وتحضر نفسها للمشاركة باعادة اعمار سوريا والعراق وللاستثمار ايضا في النظام البيئي الرقمي للبنان وهو مشروع نعمل عليه وقد حققنا فيه نجاحات . منذ ثلاث سنوات اعطى المصرف المركزي اموالا بقيمة 300 مليون دولار لهذا المشروع ومنذ ذلك الحين هناك 800 شركة تعمل في هذا النظام وما ينقصنا هو شركة كبيرة .

سئل: لقد اكدتم مرارا التزام لبنان بالقرار 1701 ، الى اي مدى بامكان الحكومة اللبنانية ان تضمن ان حزب الله لن يخوض حربا جيدة بين لبنان واسرائيل؟

اجاب:التهديدات التي نسمعها من اسرائيل جدية وبالنظر الى مسالة حزب الله فهي ليست مسالة لبنانية بل اقليمية ولكن ماذا يفعل المجتمع الدولي حيال سوريا والعراق وغيرها؟ لماذا القاء اللوم دائما على لبنان في مسالة حزب الله. هذه المسالة يجب وضعها وايجاد حل لها في الاطار الاقليمي.

سئل:ما هو موقفكم مما يجري في اليمن خاصة في ضؤ تقارير تفيد بان حزب الله يساند الحوثيين؟

اجاب: يجب تطبيق القرارات الدولية المتعلقة باليمن وعلى الحوثيين تطبيق قرارات الامم المتحدة ، وما قامت به المملكة العربية السعودية والحلف الذي شكلته امر منطقي لانه كانت هناك تهديدات للاراضي السعودية. قرارات الامم المتحدة واضحة جدا ويجب تطبيقها بشكل كامل وما كان يجب على الحوثيين القيام بما قاموا به في اليمن. نهاية هذه الحرب يجب ان تكون سريعة ولكن المشكلة هي وجود فريق في اليمن قرر الاستيلاء على اليمن وتهديد بلد مجاور وهذا امر غير مقبول اطلاقا في العالم كله.

سئل:التحديات التي يواجهها لبنان هائلة في ظل وجود مليون ونصف لاجئ سوري في لبنان و هناك تقارير مؤخرا تتحدث عن احتقان بين اللبنانيين واللاجئين السوريين،ما الذي تقومون به للتخفيف من هذا الاحتقان ؟

اجاب:اننا نقوم بكل ما نستطيع القيام به والحل الوحيد هو النظر الى هذه المسالة بشكل شامل. والمشكلة الان هي ان لدينا نسبة نمو واحد بالمئة وهذا لا يسمح لنا بان نساعد اللاجئين بالشكل الذي نريده. فهم ياخذون الوظائف من اللبنانيين، ولنتمكن من مساعدتهم حتى يعودوا الى سوريا يجب ان يكون هناك نمو في البلد، فكل نمو بنسبة واحد في المئة يخلق 1000 فرصة عمل . كان في لبنان ما بين 600 الى800 الف سوري قبل اندلاع النزاع،ياتون للعمل في مجالات الزراعة والبنى التحتية والبناء غيرها.
الحل الذي نقترحه هو الاستثمار براس المال من خلال الخطة التي طرحناها وتقديم قروض ميسرة لنا من قبل البنك الدولي وصندوق النقد والولايات المتحدة مما يعطي دفعا للاقتصاد ويزيد نسبة النمو ويسمح بخلق فرص عمل جديدة.

لن اطلب من المجتمع الدولي المجيء الى لبنان وصرف المزيد من الاموال على طعام اللاجئين وحاجاتهم المعيشية، الناس تريد ان تحافظ على كراماتها من خلال العمل ولا تريد فقط ان تاكل.

وانا على يقين انه لحظة الشروع في تطبيق خطة الاستثمار براس المال ستزيد نسبة النمو ويتدنى الاحتقان بين اللبنانيين والسوريين ولكن الحل النهائي ليس ببقاء السوريين في لبنان وعلى المجتمع الدولي ان يشعر بالضغط لان لبنان لا يمكن ان يعيش مع وجود مليون ونصف لاجئ سوري على اراضيه.

ان كلفة اللاجئ في الولايات المتحدة او اوروبا هي 25 الف اورو في السنة هذا في حين يحصل اللاجئ في لبنان على الف اورو في العام فهل تتخيلون الفرق؟ نحن لا نطالب ب25 الف اورو في العام بل نطالب بمساعدتنا في خطة الاستثمار في راس المال .
——————————————–