شخصيات عربية تؤسس لجنة تضامن مع المقاومة الإيرانية

أعلنت شخصيات عربية سياسية ودينية وثقافية وحقوقية اليوم عن تأسيس لجنة دولية للتضامن مع الشعب الإيراني ضد نظامه الاستبدادي أطلق عليها اسم “لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية”، داعية إلى طرد القوات التابعة لنظام طهران من بلدان المنطقة، ومشددة على أن جميع المزاعم بشأن الإصلاح والاعتدال داخل النظام هي حيلة وخدعة.

إيلاف: أشار مؤسسو اللجنة إلى أنه في العام 2009 وبعد ما تعرّضت مدينة أشرف للاجئي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في شمال بغداد لأول مجزرة بيد العاملين للنظام الإيراني، وعلى أرضية تقاعس أميركا عن الوفاء بالعهد الذي قطعته مع سكّان المدينة، قد “أسّسنا اللجنة العربية الإسلامية للدفاع عن سكّان أشرف، حيث قامت بنشاطات واسعة مع مجموعات أخرى من الخبراء والأصدقاء والخيّرين في الدول الغربية، بهدف إيصال صوت هؤلاء المقاومين الضحايا إلى آذان العالم”.

ولفت المؤسسون في بيان صحافي السبت حصلت “إيلاف” على نسخة منه إلى أنه اعتمادًا على الصبر والتضحية والمقاومة والمثابرة من قبل سكّان أشرف، وبفضل النشاطات التي قام بها أعضاء اللجنة وأصدقاء أشرف الآخرون، وبفعل الجهود المخلصة من قيادة المقاومة الإيرانية، فقد تم إنقاذ أرواح الأشرفيين، ونقلهم إلى أوروبا مصابين، ولكن سالمين.

سياسات الغرب وإيران وراء الحروب وعدم الاستقرار في المنطقة
اعتبرت اللجنة أن قضية أشرف ظلت رمزًا لحياة حرّة ديمقراطية مسالمة وملتقى لجميع الطوائف والأديان، وخاصة للشيعة والسنة. وقالت: “اليوم نرى ملايين القتلى والجرحى من العرب والمسلمين وعشرات الملايين من المشرّدين وغياب السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وقد تجاوزت هذه الأزمات العميقة حدود المنطقة، لتجعل من معظم شعوب العالمين العربي والإسلامي ضحية الإرهاب النابع منها”.

متظاهرون ضد الانتخابات الرئاسية الإيرانية

وأكدت أنه من خلال إلقاء نظرة على أحداث العقود الأربعة الماضية فإنه إضافة إلى الممارسات الغربية الهدامة فإن يد النظام الإيراني كانت وراء الحروب والإرهاب وزعزعة الاستقرار.

تنافس استراتيجي
زادت اللجنة قائلة “إن الجيوسياسية في الشرق الإوسط لها باطن وظاهر: فأما ظاهرها فهو صراع إيديولوجي حاد بين ثورة مزعومة إسلامية مثالية (إيران) والبطل العالمي للسلم والأمن العالمي، وبزعمه نشر العدل والحرية والديموقراطية في العالم (أميركا).

واوضحت أن باطنها هو تنافس إستراتيجي شرس بين قوتين، بين الغرب من جهة، الذي أنشأ منذ الحرب العالمية الثانية، الهيكل الأمني الشرق أوسطي، على أساس مفهوم الحفاظ على مصالحه الحيوية، ومن جهة ثانية، بين نظام يدّعي الإسلام، ويتصرف بصفة مضادّة مطلقًا للقيم الإسلامية الأساسية، نظام كتب على نفسه في الدستور تصدير الثورة في دكتاتورية دينية، لا تتردد في استخدام الدين وتشويهه من أجل تحقيق أغراضها التوسعية، ولا تسأم في ظل شراكة ضمنية مع الغربيين أن تساهم في عمليات تخريبية تسببت في مئات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين المشرّدين في العراق، وما يقارب مليون قتيل في سوريا، وتشريد أكثر من نصف سكّان البلد، واختطاف السلطة اللبنانية بيد حزب الله والانقلاب على الحكومة الشرعية في اليمن وموجة سوداء من عمليات إرهابية في البحرين والسعودية والأردن وغيرها.

نظام إيران يعمل لزعزعة الدول العربية والإسلامبة
وشددت اللجنة على أن نظام إيران يكسب ديناميكيته للبقاء وفرض نفسه داخليًا وخارجيًا عبر زعزعة جميع الدول العربية والإسلامية.

وأشارت إلى أن كل ذلك تضاف إليه الممارسات الإستبدادية التي ارتكبت ضد أبناء الشعب الإيراني، والتي تشكّل في قسم منها إعدام مائة وعشرين ألف سجين سياسي، بينهم مجزرة أكثر من ثلاثين ألف سجين خلال بضعة أشهر في العام 1988، وجرّ ما لا يقلّ عن مليون شخص إلى المقتل في الحرب مع العراق.

داعش والقاعدة على علاقة حميمة مع إيران
وأوضحت أن التنظيمات المتوحّشة من أمثال داعش والقاعدة على علاقة حميمة مع نظام طهران، وتعمل بتأييده ودعمه، وفي الوقت نفسه كانت حصيلة الجرائم التي ارتكبها ضد أهل السنة من خلال وكلائه، خاصة في العراق وسوريا.

وقالت إنه من خلال نظرة عميقة لهذه الأحداث المؤلمة نرى من وراء ستار سياسة المهادنة والمسايرة أن دول الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، متواطئة مع سلطات طهران.

وزادت قائلة “إن عدم الرضى الموجود لدى الشعوب العربية والإسلامية واستياء الشعوب من الغرب وأميركا يستغله نظام طهران ضد هذه الشعوب ومصالحها والعبث بمصائرها”.

نضال المقاومة الإيرانية في مصلحة الشعوب العربية والإسلامية
أضافت اللجنة قائلة: “نحن على يقين وإيمان بتضامن كفاح المقاومة الإيرانية مع كفاح الشعوب العربية والإسلامية، حيث إن نظام ولاية الفقيه في إيران يتدخل في شؤون هذه البلدان، بهدف التوسّع وفرض نفسه على كل العرب والمسلمين. ومن هنا نعتقد بالترابط والعلاقة الوثيقة بين المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني من جهة، والشعوب التي تناضل من أجل تخليص أنفسها من جهة أخرى، حيث إن نضال المقاومة الإيرانية لا يصبّ فقط في مصلحة الشعب الإيراني فحسب، وإنما في مصلحة جميع الشعوب العربية والإسلامية.

طرد القوات التابعة لطهران من المنطقة
وقالت إن قوات الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة لنظام ولاية الفقيه هما العامل التنفيذي للقمع والمجازر والحروب الطائفية في عموم أرجاء المنطقة، فالطريق الوحيد للسلام والاستقرار والهدوء يمرّ من خلال طرد القوات التابعة لنظام طهران من جميع بلدان المنطقة، الأمر الذي أكدت عليه ونادت من أجله المقاومة الإيرانية منذ أمد بعيد.

ونبهت إلى أن الحلّ لن يكون في شنّ حرب خارجية، ولن يكون في انتهاج سياسة المسايرة والمهادنة مع هذا النظام.. مشددة على أن طريق الحلّ لإنهاء هذا النظام سيكون بيد الشعب الإيراني ومقاومته، فالشعب الإيراني لا يريد هذا النظام، والأزمات الداخلية، كما يقول زعماء النظام نفسه، بلغت ذروتها وفي حالة تنذر بالانفجار.

لا مساومة مع نظام طهران
وأشارت اللجنة إلى أن دول المنطقة قد وصلت إلى نتيجة مفادها عدم إمكانية المساومة والمسايرة مع نظام طهران، وجميع المزاعم بشأن الإصلاح والاعتدال داخل النظام ليست سوى حيلة وخدعة.

وقال المؤسسون: “في هذه الظروف نحن نعلن بأن (اللجنة العربية الإسلامية من أجل الدفاع عن سكّان أشرف) تحوّلت إلى (لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية)”.

وأضافوا إنه من خلال الإعلان عن تأسيس هذه اللجنة الجديدة “ندعو جميع الأخوات والإخوة في الدول العربية والإسلامية على جميع المستويات الحكومية والشعبية والمجتمع المدني إلى الانضمام إلينا لدعم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ونصرتها من أجل إقرار السلام والاستقرار والأمن والعدل في المنطقة”.

المؤسسون:
1. سيد أحمد غزالي رئيس حكومة الجزائر السابق.
2. السيد كمال مرجان الوزير السابق للدفاع والخارجية في تونس.
3. الشيخ د. تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين سابقًا وإمام مسجد الخليل.
4. السيدة حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان في اليمن سابقًا.
5. السيد صالح القلاب وزير الإعلام الأردني السابق.
6. الدكتور طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي السابق.
7. السيد ميشال كيلو كاتب سياسي وشخصية قيادية في المعارضة السورية.
8. السيدة نجيمة طاي طاي الوزيرة السابقة لمحو الأمية في المغرب.
9. الدكتور أنور مالك كاتب وصحافي وعضو سابق لبعثة الجامعة العربية في سوريا.
10. الدكتور بسام علي العموش وزير وسفير أردني سابق.
11. الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية السابق في اليمن والسفير الحالي في فرنسا.
12. المحامي هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني للقوى والمعارضة السورية.

نقلاعن ایلاف