حفلات زواج شاه إيران مع فوزية وثريا وفرح ديبا الجميلة/ عادل محمد

الإمبراطورة فرح ديبا

فرح ديبا الزوجة الثالثه والاخيرة وام ولي العهد وكيف تم زواجها من شاه ايران إطلالتها كانت تختطف الأبصار وجمالها نموذجاً للجمال الفارسي ورقتها تبهر العقول لشخصيتها كريزما فريدة والشجاعة التي تميزت بها مثار
. تساؤل عن مصدرها خطفت قلب شاه إيران عندما شاهدها لأول مرة في حفل أقامته السفارة الإيرانية بباريس
بعد أن درست فرح الفرنسية في إيران سافرت إلى فرنسا لتكمل تعليمها وقتها كانت تدرس فن العمارة هناك و كانت وقتها لا تزال طالبة بسيطة تقيم في بيت الطالبات وتتناول وجباتها اليومية مع زميلاتها في بوفيه الجامعة لكن وسط هذا البساطة كانت الصديقة المقربة لابنة الشاه الأميرة شاهيناز ابنة زوجته الاولى الاميرة فوزيه اخت

. الملك فاروق ولذا يقول البعض بأن هذه الصداقة كانت أحد الأسباب التي جعلت الشاه رضا يلتفت إليها.
حين شاهدها اول مرة كانت هي من بين المدعوين وكان ذلك في عام تسعة وخمسون أي بعد عام من طلاقه لزوجته الثانية ثريا في هذا الوقت كان الشاه يكبر محبوبته بسنوات لكن الحب الذي كان يكنه لها جعله لا يتردد في طلب الزواج منها بعد مرور أشهر قليلة على أول مقابلة جمعتهما، حيث أيقن خلال هذه الفترة أن تلك الفتاة
. البسيطة قد أيقظت بداخله كل معاني الحب والتوافق
حظيت بما لم تحظ به واحدة من زوجات ملوك الإمبراطورية الفارسية فالفتاة الإيرانية البسيطة فرح ديبا لم تكن تطمح لأن تتوّج بلقب «الشهبانو» أو «الإمبراطورة» بل وأن يصبح لها الكلمة المسموعة داخل البلاط الملكي
. ولكن زواجها بشاه إيران الأخير محمد رضا بهلوي حقق لها المستحيل
الإمبراطورة فرح كانت الابنة الوحيدة لسوهراب ديبا وكان جنديًا في الحرس الإيراني، ولكنه توفي وهي طفلة
… وبعدها التقت زوجها الشاه فيما بعد واستمرت لقاءاتهما في إيران
وذات يوم دعاها إلى العشاء في منزل ابنته من زوجته الأولى الاميرة فوزية وكانا جالسين في الصالون مع الحضور ثم انسحب المدعوون فجأة وتركوهما بمفردهما، ووقتها تحدث الشاه عن زيجتيه السابقتين، ثم سألها على الفور: هل تقبلين بأن تكوني زوجتي؟ وعلى الفور أجابت بنعم وقالت فرح في مذكراتها لم يكن هناك ما يستدعي التفكير ولم تكن لدىّ تحفظات فقد أحببته وكنت مستعدة لأن أتبعه فقال لي: أيتها الملكة ستكون أمامك مسئوليات كثيرة تجاه الشعب الإيراني وأصرت على الموافقة مُرحبةّ. ثم تزوجا عام تسعة وخمسون وأنجبا أربعة أطفال هم: رضا بهلوي وفرحناز بهلوي وعلي رضا بهلوي وليلى بهلوي التي عانت من مرض نفسي أدى لانتحارها بتناول أربعين قرصًا دفعة
. واحدة من الكوكايين سرقتها من طبيبها الخاص
كانت ليلة الحادي والعشرين من شهر ديسمبر العام 1959 ليلة من ليالي ألف ليلة بكل معاني الكلمة واتجهت أنظار الإيرانيين والعالم كله إلى القصر الإمبراطوري كما تحكي هي وتعلقت العيون بالعروس وبفستانها الذي سحر العقول فقد كان فستاناً طول ذيله ثمانية أمتار ويزن عشرة كيلو غرامات وصمم خصيصاً في باريس من بيت الأزياء «كريستيان ديور» والفستان مرصع باللؤلؤ والألماس ومشغولة أطرافه بفراء الفيزون وكان يبلغ ثمنه ما تعطيه بئر بترول في ربع قرن ومجوهرات التاج والقرط مرصعة بالألماس والزمرد تزوجها واصبحت كأول إمبراطورة إيرانية في العصر الحديث فكانت مثار حسد كل أميرات العالم مرحلة الانتقال من صفوف الشعب والحياة البسيطة إلى مصاف حياة الملوك والأمراء مرحلة تشبه إلى حد كبير قصص الخيال وأساطير ألف ليلة وليلة التي تتحول فيها فتاة قادمة من قلب الشعب إلى أميرة وملكة متوجة على عرش البلاد وعاش العاملون في القصر وقتها حالة استنفار أشبه بما يحدث في حالة الحروب ، حيث تم استقدام المعلمين والخبراء لإعداد وتهيئة الإمبراطورة الجديدة لمعرفة فنون البرتوكول الملكي أما هي فلم تكتف بما تعلمته من هذه فنون على يد المعلمين فأرسلت في طلب شراء عدة كتب من

. باريس لتعليمها مزيداً من فنون الحياة المقبلة عليها
وقبل هذا الموعد بليلة الزواج حدث ما يحدث في الأساطير حيث جرت بروفة شبه كاملة على حفل الزفاف، الذي أقيم في قصرين الأول قصر كولستان أو القصر الكبير الذي كانت تقيم فيه والدة الشاه والثاني قصر المرمر
وارتدت فرح فستان زفافها الخرافي كان حفل أسطوري هلت العروس لأول مرة على ضيوف زفافها وتعلقت العيون بها وأخذت أكثر من مئة وخمسين عدسة تصوير مكانها بالتدريج لتسجل حفل زفاف من أفخم وأغلى حفلات الزفاف التي عرفها العالم. ولحظة مغادرة فرح عتبة قصر الملكة الأم تم إطلاق أسراب الحمام الأبيض أمامها وهي في طريقها إلى قصر المرمر مركز إجراء مراسم عقد القران والزفاف ثم ارتفعت التمنيات في طول القصر وعرضه وطوال الحفل استطاع الصحفيون والمصورون أن يسجلوا الأحاديث والصور لكل زوايا الاحتفال باستثناء اجتماع الأسرة الملكية في قاعة البيانو ولم يعرف أحد وقتها أن عازفة البيانو في تلك الليلة هي
. العروس نفسها
ومن قاعة البيانو شق الشاه وعروسه طريقهما إلى قاعة عرش الطاووس قاعة الحكم وهما يخترقان آلاف المدعوين ثم عادا منها إلى قاعة المأدبة ومن هناك تسللا إلى خارج القصر بواسطة سرداب سري بينما كان
يعتقد ألوف المدعوين أن العروسين لا زالا في قاعة المأدبة التي كانت تعج بأنواع شتى من أصداف بحر قزوين

و بعد الزواج اكتسبت فرح شعبية كبيرة وامتدت فصول السعادة ورغد العيش التي عاشتهما الإمبراطورة الجديدة في هذه المرحلة الثانية من عمرها زهاء عشرين عاماً كانت خلالهم أميرة متوجة تسكن قلب الشاه الذي أنجبت له في تلك الفترة أربعة أبناء هم رضا وفرحناز وعلي وليلي عشرون عاماً جلست فيهم الإمبراطورة على كرسي عرش الطاووس تمتعت فيهم بثراء ورفاهية كانت مثار حسد جميع نساء العالم، حيث يقال أن ثروة زوجها حتى أواخر أيامه في الحكم قدرت بـ عشرين مليار دولاراً وخمسة عشر قصراً في دول العالم المختلفة وعقارات وفنادق في أرقي المدن وأفخم الشوارع في عواصم المال.
الى ذلك ورغم أن حكم زوجها كان من الفترات التي اتسمت بالإسراف الشديد علي رغباته ونزواته في وقت كان يعاني فيه الشعب من الفقر والحاجة إلا أن الشهبانو ظلت تتمتع بشعبية كبيرة علي المستوي الدولي شعبية نابعة من طلتها الأنيقة وشخصيتها الهادئة التي تتسم بالقوة والصمود لكن سعادتها بهذا العرش لم تدم طويلاً بعدما قامت الثورة الإيرانية حيث بدأت فصول المآسي في حياتها بداية من المنفي ومروراً بوفاة زوجها الشاه وانتحار ابنتها ليلي وهي مصرة على العهد الذي أخذته على نفسها بأن تحتفظ بابتسامتها وألا يرى أحد دموعها وألا تيئس من حلم العودة إلى الوطن الثورة الإيرانية بداية النهاية يشكل يوم الـسادس عشر من يناير 1979 تاريخ أسود في حياة الإمبراطورة فرح التي كانت وقتها في الحادي والأربعين من عمرها ففي هذا اليوم بدأت حياتها تأخذ منحنى دراماتيكياً ومأساوياً أشبه بكابوس كئيب ومرعب حيث طار العرش والنفوذ وداست الثورة الإيرانية فوق رايات الأحلام والأمنيات لتغادر فرح
. وزوجها إلى المنفي في نفس اليوم الذي قامت فيه الثورة وقبلها بقليل كانت قد أرسلت أبنائها إلى جدتهم في الولايات المتحدة
كانت تعتقد الإمبراطورة أن هناك العشرات بل المئات من أصدقائها خارج البلاد سيرحبون بها وبزوجها ضيوفاً أعزاء عليهم لكنها أفاقت على جحود ونكران الجميل من أناس ودول كانت تدعي الصداقة الحميمة لها ولزوجها لكنهم أداروا ظهورهم لهما بعد خروجهما من السلطة لتبدأ هي وزوجها رحلة منفى قاسية حيث التنقل من مصر التي كانت من أولى الدول التي رحبت باستقبالها وزوجها ثم إلى المغرب وبعدها في الولايات المتحدة ثم مصر مرة أخرى
. حيث استقر بها الحال لفترة مؤقتة مع الشاه
وتقول فرح في مذكراتها عشنا اربعه عشر شهرا في تنقلات مستمرة وسط آلام عديدة وإهانات بالغة وشائعات سياسية وتهديدات بالغة وفي محاولة لتخفيف عذاب هذه الفترة العصيبة دعانا الرئيس السادات والسيدة قرينته إلى مصر، ووجدناهما في انتظارنا عند سلم الطائرة والاستقبال كان مناسباً البساط الأحمر ممتد أمامنا وأيضا حرس الشرف على الجانبين تأثر الشاه جدا بهذا الاستقبال وملأت الدموع عينيه ثم تقدم السادات واحتضن الشاه بكل حرارة كان الشاه وقتها مريضاً وضعيفاً جداً أعد لنا السادات وقتها قصر القبة لنقيم فيها ثم تم تخصيص جناح للشاه بمستشفي للقوات المسلحة وأجريت له كل الفحوص الطبية تلاها عملية استئصال الطحال التي سبق أن نصحه بها بروفيسور أجنبي كما
. سمحت لنا الظروف أيضاً ليحضر أبناؤنا من الخارج ونراهم وكانت هذه أول مرة منذ فترة طويلة يجتمع فيها شمل الأسرة من جديد دون خوف أن يتم طردنا في اليوم التالي
فبعد خمسة أيام من التدخل الجراحي تأزمت الحالة الصحية لزوجي رغم نجاح الجراحة، وتتذكر فرح هذا اليوم الذي ساد فيه الصمت المطبق على جناح الشاه والحزن خيم علي المكان وابنتها الكبرى فرحناز كانت جالسة عند الركن
. الأيمن للسرير ممسكة بيد والدها وتنهال عليه بالتقبيل وعند الركن الأيسر تراقب والأطباء الضغط وعملية سير الدم، وأثناء هذه المراقبة توفي الشاه في الـسابع والعشرين من يوليو عام 1980 ودفن بالقاهرة
مرض ووفاة الشاه لم ينهي مآسي الإمبراطورة عند الطرد والمنفي والبُعد عن أولادها مات الشاه وترك الإمبراطورة الحزينة تكمل الحياة في المنفي وحيدة فقامت بعد وفاته بشراء منزلاً في ولاية كونكتيكيت الأمريكية وعاشت هناك
. مع ابنتها ليلي لفترة لتكون بالقرب من ابنها رضا ثم باتت تتنقل بين أمريكا وباريس
وفي عام 2001 حل عليها فصل جديد من فصول المآسي التي مرت بها وهي انتحار ابنتها ليلي التي كانت تعاني من مرض في العضلات يسمى “الإنوركسيا” وهو مرض نفسي يأتي في سن المراهقة بسبب رفض التغذية من أجل
. الحفاظ على الوزن
ووقتها نفى أخوها رضا انتحارها مؤكداً أن الأدوية التي كانت تتناولها شديدة عليها وقضت على جسدها النحيل لكن فيما بعد اتضح أنها سرقة جرعة كبيرة من الأدوية المخدرة من طبيبها دون أن يدري وتم العثور على جسدتها في فندق ليوناردو بالعاصمة البريطانية لندن وجاء تقرير الطب الشرعي يؤكد وفاتها بجرعة مخدرة مع أخرى مهدئة تناولتهما معاً. تأثرت الإمبراطورة كثيراَ بوفاة ابنتها ليلي لكنها في نفس الوقت ظلت صلبة ومتماسكة وتقول بأن تلقيها
. لحوالي خمسة وخمسين ألف برقية تعزية في وفاة ابنتها خفف عنها بعضاً من حزنها حيث شعرت بأنها لا تزال محل حب وتقدير الكثيرين
و منذ أن توفى شاه إيران محمد رضا بهلوى المصائب والمآسي تحل على عائلته وابنائه أصيب أبناؤه بحالة اكتئاب شديدة دفعتهم إلى الإقدام على الانتحار الواحد تلو الآخر فى منفاهم بالخارج، فقد توفى أيضا على رضا بهلوى نجل الشاه منتحرًا فى منزله بولاية بوسطن الأمريكية عن عمر يناهز ال اربعه واربعون عامًا وأرجع أخوه رضا بهلوى ذلك إلى الاكتئاب الذى أصابه فى الأيام الأخيرة بسبب انزعاجه والمه بالإضافة إلى أنه لم يستطع تحمل موت أبيه وشقيقته الصغرى الأميرة ليلى وذكر رضا بهلوى على موقعه الإلكترونى أن أخاه حاول كثيراً أن يخرج من الاكتئاب الذى أصابه إلا أنه فشل فى ذلك يذكر أن على رضا بهلوى هو الابن الثانى لأسرة الشاه وعاش بأمريكا بعد أن رحل مع العائلة المالكة من إيران وكان يدرس بجامعة هارفارد الأمريكية ولم يتزوج ولم تكن لديه أى نشاطات سياسية فى حياته وذكرت الشرطة الأمريكية أن التحقيقات الأولية تشير إلى أنه أطلق الرصاص على نفسه فى منزله
وبعد سنوات طويلة من الرفض استطاع الناشر الفرنسي برنار فيكو أن يقنع الشهبانو فرح علي كتابة سيرتها الذاتية التي صدرت تحت عنوان فرح بهلوي حياتي وتلقفتها المكتبات العالمية، وفي جزء منها تحدثت عن قسوة المنفي
. وموت الشاه
ورداً على سؤال وجهته إليها مجلة باري ماتش في مقابلة معها، عن سر الشجاعة الكبيرة التي لا تزال تتحلى بها بعد نفيها وموت زوجها وابنتها وابنها ردت قائلة: منذ شبابي وأنا متمسكة بالحكمة التي تقول يا رب اعطني الشجاعة لتغيير ما يمكن تغييره وأعطني الصبر لتقبل ما لا يمكن تغييره وأعطني الحكمة للتمييز بين الاثنين وأنها دائماً ما كانت تشعر بهذا التقدير عندما كانت تسير في الأماكن العامة ويقابلها البعض ويتعرفون عليها ويقولون لها لقد تزوجنا في نفس عام زواجك وآخرون يقولون لها ابني ولد في نفس شهر ميلاد ابنك. هذه الإطراءات كانت تمدها بالقوة والشجاعة. إن قوتي وكرامتي الشخصية استمدها من الرسالة التي تعهدت بها وهي إلا أيأس أبداً وأحتفظ دائماً بابتسامتي وألا يري أحد دموعي. وظلت فرح تتمسك بمبادئها وتحتفظ بشجاعتها. ً وهي أخر من حملن لقب إمبراطورة إيران الذي يعني بالفارسية شهبانو رحلت الشهبانو من موطنها لتعيش في صمت وحيدة وبعيدة عن موطنها الذي طالما
. طاقت نفسها للرجوع إليه