اقباط مصر منذ فجر المسيحية… استبعاد وتغييب واعتداءات على كنائسهم

يشكل اقباط مصر كبرى الطوائف المسيحية في الشرق الاوسط، وواحدة من أقدمها. ويقدر عدد افراد هذه الطائفة بنحو 10% من 90 مليون مصري.

6046

ويشكل الاقباط الارثوذكس غالبية الاقباط المصريين الذين يضمون ايضا بينهم كاثوليك. ويعود اصل الاقباط الى فجر المسيحية حين كانت مصر تابعة للامبراطورية الرومانية، ثم للامبراطورية البيزنطية بعد نهاية حكم سلالة الفراعنة البطالمة من اصول يونانية.

ويعود لفظ “قبطي” الى الجذور اللغوية نفسها لكلمة مصر “ايجيبت” في اللغة اليونانية القديمة. وبدأ وجود الاقباط في الانحسار مع الفتح العربي الاسلامي لمصر التي اضحت اليوم ذات غالبية مسلمة سنية. وهم ينتشرون في مختلف مناطق مصر، مع تركيز في وسط البلاد، ويتوزعون على مختلف الفئات الاجتماعية من جامعي القمامة (الزبالين) الفقراء في القاهرة الى عائلات الميسورين، أمثال بطرس غالي، الى كبار الأثرياء، مثل نجيب ساويريس.

ويعتبر الاقباط الذين يشكون من ضعف تمثيلهم في الحكومة والبرلمان انه يتم استبعادهم من العديد من الوظائف في مجالات القضاء والجامعات، وايضا الشرطة. كذلك، يشكون من تشريعات يقولون انها متشددة بشأن تشييد الكنائس، في حين يتم التساهل كثيرا في منح تراخيص لبناء المساجد.

وفي 1 كانون الثاني 2011، استهدفهم اعتداء لم تتبنه اي جهة، واسفر عن سقوط 23 قتيلا و79 جريحا، معظمهم من المسيحيين، عند انتهاء قداس في كنيسة قبطية ليلة رأس السنة في الاسكندرية، ثاني مدن البلاد.

ويساهم تصاعد التشدد الاسلامي في اثارة مشاعر التهميش بين الاقباط، خصوصا منذ تنحي الرئيس حسني مبارك في 11 شباط 2011، وترجم ذلك بتدهور الاوضاع الامنية وتصاعد الاسلاميين.

وفي 8 آذار 2011، قتل 13 شخصا في مواجهات بين مسلمين واقباط في حي المقطم الفقير في القاهرة، حيث تجمع آلاف المسيحيين احتجاجا على احراق كنيسة جنوب العاصمة.

وبعد شهرين اوقعت مواجهات بين مسلمين واقباط 12 قتيلا واكثر من 200 جريح في حي امبابة الشعبي في القاهرة، حيث استهدفت كنيسة واحرقت اخرى.

وتعرض الاقباط لاعمال انتقامية من الاسلاميين المتشددين الذين يتهمونهم بدعم الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز 2013، بعد عام تماما على وصوله الى السلطة.

منذ صيف 2013، احرقت او تضررت اكثر من 40 كنيسة وعشرات المدارس والمنازل والمحلات التجارية التي يملكها أو يديرها اقباط، وفقا لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” التي تتهم قوات الامن بالغياب عند وقوع مثل هذه الاعتداءات.

نقلاعن ایلاف