هيلا صدّيقي تكتب : إنها خضراء ثانية / ترجمة : عادل محمد

3038

أنا من هذه الأرض وهؤلاء هم الغرباء
إن هذا القوم البغيض لا ينتمي إلى وطني
هنا كسروا القلم والقانون والحرمة
اغتصبوا الوطن بأعلام لا لون لها
حرموا الناس من التجوال في المدينة
سلبوا الرأي والنفس والحق بالقوة
خدعونا ومنعونا من قراءة القصيدة
عزفوا للناس أوتاراً وألحاناً كاذبة
قطعوا بالفأس قلب هذا البستان
طارت طيور الأمل من فوق الأغصان
سرقوا النعمة من هذه الأرض المنكوبة
ملأت الأحزان أجواء هذه الأرض الطاهرة
لم يبق من تاريخ عظمتها إلا الأنقاض
ومن حدائقها إلا الآفات والأمراض
من مملكة الفلسفة والشعر والشريعة
بقى الجهل والنفي والغضب والغفلة
هتفنا شعارات القومية لكنهم لم يسمعونا
وحتى أصوات الأحرار من فوق المشانق
بالأمس وضعوا البندقية بجانب المرآة
وأغاروا وخطفوا مئات من البراعم
إنها الأسلحة والدم والليل واستمرار الألم
مع الأحباء والأزهار والصفصاف المقاوم
والمجموعة التي بقت بعيدة عن القافلة
استولت على الغنائم بعد المعركة
أخذوا من منزل أجدادي البندقية
وأطلقوا في صدور أبناء العائلة
من غزارة الدم أحمرّ وجه الأم العزيزة
حمت الأرض من الحزن والمصيبة
تلوث جو الوطن من رائحة الخيانة
مع الكذب والطمع والقوة والإهانة
لم ينظر هذه القوة الغاشمة
إلى حريم الأشقاء بالأمانة
سقطت أوراق الشجر من أحزان الخريف
ونبتت الأعشاب من دماء الفتيان
مع نسائم الربيع ستنمو مئات الأزهار
ومئات القبلات على شفاه الأمطار
ستنهض العنقاء بعد سنين طويلة
وتتحرر من قفص الدم والشرارة
تذوب الثلوج ويزول الظلم والقساوة
غداً سيرون.. أنها خضراء ثانيةً