مواقف إيرانية متناقضة من الهدنة في سوريا/صالح حميد

تناقضت مواقف المسؤولين الإيرانيين من الهدنة في سوريا، حيث دعا مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين جابري أنصاري، خلال لقائه نظيره الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في موسكو أمس الأربعاء، إلى التزام أطراف النزاع في سوريا بوقف القتال والدخول في المفاوضات، بينما اتهم أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، أميركا بأنها تبغي “دعم الإرهابيين” من وراء الهدنة.

2777

ونقلت وكالة “فارس” عن رضائي قوله إن “روسيا وقّعت اتفاق الهدنة من طرف حكومة النظام السوري وشخص بشار الأسد، فيما وقّعت أميركا الاتفاق من طرف الإرهابيين، لأنه لا طرف هنالك سواهم”.

كما ذكر قائلاً: “ربما تريد أميركا بهذه الإجراءات للإيحاء بأنها حاضرة في جميع الأحداث في العالم وأنها مؤثرة فيها أيضاً، ولكن عليهم أن يسألوا أنفسهم ماذا يتحقق لهم من مكاسب من وراء هذا الحضور العقيم والمترافق مع إهدار السمعة؟”.

من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن أنصاري، بحث في موسكو مع بوغدانواف، الأوضاع في سوريا.

وقال أنصاري إن بلاده تأمل بأن تلتزم واشنطن، في إطار تنفيذ اتفاق الهدنة في سوريا، بمحاربة الإرهاب هناك”، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو الخميس.

كذلك أشار إلى أن مسؤولية الاتفاق الروسي الأميركي حول سوريا تبقى على عاتق تلك الدول التي توصلت إليه، مجدداً ثقة طهران بعدم وجود حل عسكري للأزمة السورية وضرورة الحوار السياسي.

وأعرب أنصاري عن إصرار بلاده على تنسيق العمل مع موسكو في الشرق الأوسط، في المسائل التي تتطابق فيها الآراء، موضحاً “نبذل جهوداً للتنسيق والاتفاق في تلك المسائل التي تتطابق فيها الآراء ووجهات النظر”.

وأكد أن إيران ترحب بأي خطط تساهم في التسوية بسوريا والتي تشكل منصة لعقد المفاوضات السورية السورية.

وحول عملية “درع الفرات” العسكرية التي أطلقتها أنقرة في سوريا، قال أنصاري إن “أي عملية تركية في سوريا، يجب أن تنفذ طبقاً للقانون الدولي وبالتنسيق مع السلطات في دمشق”.

ولفت إلى أن “الأكراد يعدون لاعباً إقليمياً مهماً”، مشدداً على أن “الالتزام بحقوق الأكراد أحد الشروط الهامة لمستقبل سوريا”.

وكان أنصاري قد أكد عقب لقائه نظيره الروسي، الأربعاء، أن “الجانبين دعيا إلى التزام أطراف النزاع في سوريا بنظام وقف القتال وإجراء المفاوضات السورية في جنيف في أقرب وقت ممكن”.

وبحسب بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، فإن “الطرفين أعربا عن ارتياحهما من موقف النظام السوري البناء إزاء تنفيذ التزاماتها الخاصة بتطبيق نظام وقف الأعمال القتالية، وأكدا على ضرورة الالتزام به من قبل مجموعات المعارضة السورية المسلحة، ذلك أن أي تصرف آخر من قبلها سيكون دليلاً على تمسكها بالحل العسكري وحده ووقوفها إلى جانب تنظيمي داعش و”جبهة النصرة” الإرهابيين”، وفق ما جاء في البيان.

من جهته، أكد مساعد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، بأنه “لا يمكن الثقة بأميركا والمعارضة في الهدنة بسوريا”.

وقال جزائري في تصريح للصحفيين أمس الأربعاء، إنه “لا يمكن الثقة في الهدنة بالطرف الآخر، ولكن ينبغي في الوقت ذاته بذل المزيد من الجهد للحيلولة دون الحرب وإراقة الدماء”، على حد تعبيره.

نقلا عن العربیه