معارضة فنزويلية في حوار: قلقون من إرهاب إيران.. وفنزويلا ستنتفض/ لويزا بوليدو

شكّلت زوجات بعض السجناء السياسيين في فنزويلا «لجنة أقارب السجناء السياسيين»، وذلك في أعقاب رفض المعارضة في البلاد قبول قرار المجلس الانتخابي الوطني بالسماح بجمع 4 ملايين توقيع من المواطنين، بغية الدعوة الرسمية لإجراء استفتاء شعبي للبت في استمرار حكم الرئيس نيكولاس مادورو، وتهدف اللجنة المشكَّلة حديثًا إلى تذكير العالم بنظام الحكم الذي يحتجز 109 مواطنين تحت هذه الظروف القاسية.

2757

وأبرز هؤلاء السجناء وأكثرهم شهرة هو ليوبولدو لوبيز، الذي قضي بالفعل عامين في السجن ضمن عقوبة لمدة تبلغ 13 عاما و9 أشهر في حكم صادق عليه نظام العدالة في البلاد قبل أيام قليلة، وهو النظام الذي يسيطر عليه عدد من أتباع الرئيس الراحل هوغو شافيز.

وأحد أنصار هذه اللجنة، ومن الشهود على المآسي التي تعاني منها عائلات السجناء السياسيين الذين اعتقلوا بغير وجه حق، السيدة ليليان تينتوري، زوجة ليوبولدو لوبيز، التي تحدثت بمنتهى الصراحة في مقابلة صحافية أجرتها معها «الشرق الأوسط»، وصفت فيها مظاهرات المعارضة، ونظام العدالة الشافيزي الذي لا يرحم، والتجارب القاسية للغاية التي يعاني منها زوجها، تلك التي حولت حياتها وحياة أسرتها إلى جحيم لا يُطاق. كما عبرت عن قلقها من إرهاب إيران ودور طهران في بلادها.

* ما تقييمك لمسيرات المعارضة التي تجري في فنزويلا؟

– إن مسار المسيرات يبدو من وجهة نظري إيجابي للغاية. وتكرِّر جميع أطياف المعارضة الشيء ذاته الذي دعا إليه زوجي ليوبولدو قبل أكثر من عامين: يجب علينا أن نترك الكلمة للشارع، ونتحدث مع الناس. وهناك تعديلات تجري على قدم وساق من دون شك، يتعين علينا أن نكون قادرين على ممارسة المزيد من الضغوط، كما يجب علينا أن نوجِّه تركيزنا على تحقيق أهدافنا: أن يعقد الاستفتاء الشعبي خلال هذا العام (2016).

* هل ستواصل المعارضة تنظيم المسيرات من أجل الدعوة للاستفتاء؟

– بكل تأكيد، سوف نستمر في التعبير عن كل أشكال الاحتجاجات السلمية التي من شأنها مساعدتنا على توليد القدر الكافي من الضغوط، بهدف تفعيل المادة 72 من دستور البلاد، أي القدرة على الاختيار بين استمرار الرئيس الحالي في الحكم أو رحيله.

* هل تعتقدين أن الاستفتاء يمكن أن ينجح في فنزويلا؟

– لا يتعلق الأمر في الواقع بما أعتقد أو لا أعتقد. إنه الواجب الأخلاقي الذي في أعناقنا للالتزام بدستور بلادنا وفرض حقوقنا من خلاله. وإذا ما تخلينا عن هذا الاعتقاد الراسخ، فإننا نتخلى وفقًا لذلك عن وضعنا كمواطنين في البلاد. سوف ينجح الاستفتاء فقط إذا ما استخدمنا، نحن مواطني فنزويلا، كل طاقاتنا وقوتنا لكي ينتصر القانون وتُحترم العدالة ويُطبق الدستور.

* قلتِ إن فنزويلا سوف تستيقظ بمسيرات الأول من سبتمبر (أيلول)، فأي شيء يعني ذلك؟

– أجل، لأنه كانت هناك ظاهرة استثنائية في بلادنا: نزول مليون مواطن إلى شوارع العاصمة، جاءوا من كل أرجاء البلاد، الذين التزموا السلمية في صورة الاحتجاجات غير العنيفة. إن هذه الظاهرة الديمقراطية التي لا تقبل الجدال تعكس أن بلادنا قد استيقظت وترغب وبمنتهى القوة في الخلاص من هذه الحكومة واستبدال بها ديمقراطية السلام والرخاء والتقدم.

* هل كانت دعوة زوجك لتنظيم المسيرات السلمية مهمة؟ وهل من الممكن أن نرى المزيد من أعمال العنف والقمع من جانب حكومة مادورو؟

– لا تنتظروا أي شيء طيب من نظام حكم مادورو. وبكل أسف، فلقد تبين أنه لا يعبأ بفنزويلا أو بشعب فنزويلا. لقد أطلق العنان في الأسابيع الأخيرة لأجهزته الأمنية ضد حزب زوجي ليوبولدو لوبيز، ورفاقه، وسجن الكثير من قادة الحزب ظلمًا. إن طبيعة هذا النظام لا تختلف عن أي نظام استبدادي آخر، فأدواته دائمًا معروفة: العنف والقمع. ومع ذلك، نزل أكثر من مليون مواطن إلى شوارع العاصمة للاحتجاج. ورسالة هؤلاء الناس واضحة وهي عدم الخوف، والمطالبة بالحرية.

* كيف تغيرت حياتك منذ تعرض زوجك للسجن؟

– لقد تغيرت حياتي تمامًا. لقد نشأت على حب ورعاية كل من حولي، وتعلمت منذ طفولتي أن أقدر المساعدة والإنسانية، ولكنني لم أعتقد قطّ، حتى قبل عامين ماضيين، أنني سوف أكرس كل حياتي للنضال من أجل حقوق الإنسان والمساعدات. لقد تغير وجه فنزويلا بأسرها لأن الضرر طال الجميع بلا استثناء. لقد تحتم علينا القيام بأشياء لم نكن حتى نفكر أننا سوف نفعلها من أجل عائلاتنا. وفي نهاية المطاف، ومع وقوع كل هذه الأحداث، أحسسنا بنضجنا كشعب قوي وكمواطنين مخلصين لبلادنا.

* هل نظام العدالة في فنزويلا لا يزال في أيدي أتباع شافيز؟

– يخضع نظام العدالة في فنزويلا لسيطرة نيكولاس مادورو وديوسدادو كابيلو، وهما من يحددان العقوبات القضائية، ويفرضان تنفيذها، ويصادقان على أوامر الاعتقال ضد أي مواطن فنزويلي يشعران بعدم الارتياح حياله. وليس هذا تقديري وحدي، بل إنها كلمات المدعي العام الذي اعترف بتزوير الأدلة ضد زوجي ليوبولدو لوبيز، وأربعة من الطلاب الآخرين.

* ما رؤيتك حيال التصديق على الحكم بسجن زوجك؟

– يعكس التصديق على الحكم بسجن زوجي فإن هناك ظلمًا راسخًا في فنزويلا. وهو التصديق على الخوف والفزع الذي تشعر به هذه الحكومة.

* ما موقف الإجراءات الجنائية الحالية تجاه زوجك؟

– إن الإجراءات في مرحلة الدراسة الآن من جانب المحامين بهدف تحديد ما إذا كانت القضية سوف ترفع إلى المحكمة الثالثة والنهائية في البلاد، وهي المحكمة العليا.

* هل فشل المجتمع الدولي في ممارسة الضغوط الكافية على الرئيس مادورو؟

– للمجتمع الدولي جداوله الزمنية الخاصة. ولقد تعلمت هذه الحقيقة وأدركتها بمفردي. لن تكون هناك نتائج عاجلة أو فورية، ببساطة لأنه لا بد أولاً من الوصول إلى إجماع للآراء بين مختلف الدول ذات الثقافات المتنوعة ووجهات النظر المتباينة. وبالتالي ليس من السهل بحال الوصول إلى إجماع الآراء، ولكن في حالة فنزويلا كان الإجماع موجودًا بالفعل.

* هل تودين أن تبعثي برسالة إلى المجتمع الدولي بالنيابة عن فنزويلا؟

– إن الرسالة في منتهى البساطة: الحقوا بنا في نضالنا من أجل حريتنا.

* هل لديك اهتمامات بعلاقات فنزويلا مع دول الشرق الأوسط، مثل إيران التي ترعى الإرهاب في العالم؟

– إن ما يثير قلقي هي علاقات النظام الحاكم في بلادي مع الجماعات الإرهابية المتطرفة في إيران وفي منطقة الشرق الأوسط وفي غيرها من الأماكن حول العالم. وأعتقد أيضًا أنه حري بالمجتمع الدولي بأسره أن يساوره القلق بشأن قضية كهذه.

نقلاعن ایلاف