مراسلون بلا حدود” تندد بقمع إيران للصحافيين/صالح حميد

نددت منظمة “مراسلون بلا حدود” بحملة القمع والترويع التي تشنها السلطات الإيرانية ضد الصحافيين وسجن عدد كبير منهم، وتشديد الرقابة على وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت.

2755

وأصدرت المنظمة الدولية المدافعة عن حرية الصحافة من مقرها في باريس، بيانا دانت فيه عمليات الاعتقال الجديدة والضغوط التي تمارسها إيران ضد الصحافيين.

وقامت الأجهزة الأمنية الإيرانية خلال الأسابيع الأخيرة باعتقال عدد من الصحافيين بعد نشرهم تقارير حول ملفات الفساد المالي في بلدية طهران، التي باتت تعرف بفضيحة “الأملاك الخيالية” والتي منحت خلالها أراضي وعقارات كثيرة بشكل غير قانوني لمسؤولين في الحكومة وشخصيات متنفذة في النظام وأجهزة الدولة.

وكانت السلطات الأمنية قد أوقفت بعض الصحف والمواقع، كما اعتقلت عددا من العاملين فيها فور انتشار أخبار فضيحة “الأملاك الخيالية”، بينهم الصحافيون یاشار سلطاني مدير موقع “معماري نيوز” وصدرا محقق، محرر الشؤون الاجتماعية بجريدة “شرق “الإصلاحية.

من جهتها دانت منظمة “مراسلون بلا حدود” في بيانها أحكام السجن التي أصدرتها السلطات القضائية في طهران، حيث حكمت محكمة في طهران بالسجن لمدة 3 سنوات ضد عيسى سحر خيز، وهو مدير المطبوعات بعهد الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي. كما حكمت بالسجن لمدة 10 سنوات لداود أسدي و7 سنوات لإحسان مازندراني، و5 سنوات لإحسان سفرزائي. وحكم على الصحافية آفرين تشيت ساز بالسجن 5 سنوات أيضا، وكلهم صحافيون مقربون من التيار الإصلاحي في إيران.

من جهته، قال رضا معيني، مدير قسم إيران وأفغانستان في منظمة مراسلون بلاحدود، إن “وعود حسن روحاني الانتخابية حول إصلاح الأوضاع واحترام حرية التعبير وحرية الصحافة لم تتحقق”، مضيفاً أنه “على روحاني أن يفتح أبواب السجون بدل التفكير بفتح الأبواب للاستثمارات الخارجية”.

يذكر أن منظمة “مراسلون بلا حدود” صنفت إيران في المرتبة 169 من بين 180 دولة من ناحية حرية الصحافة في العالم، حيث إنها تسجن أكثر من 60 صحافياً، وتستمر بقمع نشطاء الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
” جلاد الصحافة” في إيران

وكانت “العربية.نت” قد نشرت تقريراً مطلع سبتمبر الجاري، سلط الضوء على مدعي عام محكمة المطبوعات في إيران، أمير قطبي، الملقب بـ “جلاد الصحافة”، والذي قام بحملة قمع ممنهجة لتصفية مئات الصحافيين والإعلاميين المنتقدين، منذ أحداث الانتفاضة الخضراء عام 2009 عندما استلم منصبه الذي تأسس عقب الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت آنذاك، ضد ما قيل إنه تزوير حدث بنتائج الانتخابات الرئاسية.

وكان قطبي أرسل رسائل تهديد لأكثر من 700 صحافي وإعلامي إيراني عبر هواتفهم الجوالة في 30 يونيو الماضي، وحذرهم من الاتصال بالإعلام الخارجي أو زملائهم الصحافيين خارج إيران، حسبما كشف موقع “سحام نيوز” الإصلاحي نقلا عن مصادر مطلعة داخل الحكومة الإيرانية.

وبحسب الموقع، فقد قام قطبي بالإضافة إلى ذلك، بتلفيق التهم واختلاق عشرات الملفات القضائية ضد الصحافيين وبإشراف مباشر من مدعي عام طهران القاضي جعفري دولت آبادي.

وكان أمير قطبي عضوا مؤثرا في مقر “ثار الله” التابع للحرس الثوري والمكلف بأمن العاصمة طهران بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. ولعب هذا المقر المكون من عناصر الحرس الثوري والباسيج إلى جانب سائر الميليشيات وجماعات الضغط، دوراً في قمع الانتفاضة الخضراء عام 2009.

يذكر أن منظمات حقوق الإنسان أشارت في تقارير متعددة إلى أن استخبارات الحرس الثوري الإيراني تشن “حملة ترهيب” ضد الصحافيين ووسائل الإعلام ونشطاء الانترنت من خلال سجن رموزهم واستدعاء مئات الصحافيين الآخرين وتحذريهم من مغبة كتابة ونشر مواضيع تنتقد النظام، منذ التوقيع على الاتفاق النووي في يوليو/ تموز 2015.

وكان صحافيون رفضوا الكشف عن أسمائهم خوفا من الملاحقة، قالوا لـ”الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران”، إن عناصر الاستخبارات استدعوهم حضوريا كما حذروهم عبر اتصالات هاتفية من “تجاوز الخطوط الحمراء، كما اعتقل العشرات من الصحافيين تحت ذريعة “مكافحة النفوذ الأجنبي عقب الاتفاق النووي”.

نقلا عن العربیه