رئيس التيار الشيعي الحر في لبنان: نعيش مأساة جبن وخنوع/بيان صحافي

إعتبر رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن أن المرحلة في لبنان دقيقة وحسّاسة ولا يجوز اتخاذ الموقف الرمادي حيال ما يجري في المنطقة ، معتبرا” في حديث لموقع CHIAA.ORG أن “التدخل المزعوم في الشأن السوري هو هروب من الواقع ونحن غير معنيين به ، والواجب يحتم علينا اتخاذ موقف رافض للهمجية والقتل الذي يعانيه الشعب السوري الشقيق الّذي تربطنا به أواصر الأخوة ، ونحن بقدر ما نريد الإستقرار لسوريا ودحض الفتن نثمّن الوقفة الجريئة للشعب السوري المطالب بالحرية والديمقراطية والإصلاحات العملية لا الإستهلاكية”.

2808

وأوضح الحاج حسن أن الشيعة في لبنان والعالم العربي يعيشون حالة الإحباط من الموقف الغامض من الجهات العربية وأضاف:” حيث يتواطئ الإعلام على تصويرهم خارج أطر النظام العام للدول التي يعيشون بها”، وتابع : على مستوى الحراك الشيعي في لبنان نجحنا في تحطيم جدار الصمت ولم نرهن نفسنا لأي جهة مع أننا عشنا مأساة جبن وخنوع وتواطؤ من يدّعي الحرية والسيادة ، لأن الحرية ليست ملكية خاصة ولا تمنح منحا” ، فما زال البعض في قوى 14 آذار مرتبط على ما يبدو بالنظام السوري وبعقلية الوصاية ، وبمؤامرة تهميشنا ومحاولة إقصائنا وممارسة الضغط علينا نفهم عمق هذا الإرتباط المشبوه الذي سينكشف يوما” ، فنرى شاشاتهم مفتوحة أمام فرق الشتم والسباب وتناولنا يوميا” بالسوء ، فيما تغلق في وجهنا وسائل الإعلام دون تبريرات واقعية .

وقال الحاج حسن:” نحن لدينا ثوابتنا الوطنية والعربية والإسلامية ونتمتع بعقل انفتاحي حواري قائم على تمسكنا المتني بخطنا العربي ومقاومة العدو الإسرائيلي ومناصرة القضية الفلسطينية ، وهم يحاصروننا كي يحفظوا خط الرجعة مع الثنائية الشيعية المسيطرة على القرار الشيعي بدعم من قوى 14 آذار ، وإذا عدنا إلى دراسة واقع هذه القوى منذ العام 2006 نراها تعيش فشلا” تلو الفشل نتيجة تهورها في اتخاذ قرارات ومواقف متسرّعة تعود عليهم بنتائج سلبية”.

وتابع:” واليوم أسأل قيادات 14 آذار ، هل هم موافقون على سياسة تهميشنا ؟ هل هذا يصب في خدمة القضية الوطنية التي نناضل من أجلها ؟ أم أنهم اعتقدوا أن دفاعنا عن القضية منحهم ملكية بقرارنا ؟ عليهم التنبّه فهم لم يحتضنوا يوما” القضية الشيعية العربية المعتدلة بل حاولوا توظيفها لمصالحهم الخاصة ونحن رفضنا هذا النموذج السيء وتصدينا له ، وألصقت بنا تهما” التزموا الصمت حيالها ، وحاولوا استغلال معارضتنا ليستفيدوا منها على حسابنا ، أنا أقول لكل العرب لمن نعيش معهم هاجس الخطر المحدق بالمنطقة ، نحن كحراك شيعي لبناني عربي مستقلون تماما” عن اي حسابات سياسية يتاجر بها البعض ، وأسوأ ما فعلته قوى 14 آذار هي تحوير الموقف الشيعي المعتدل من حراك إلى أشخاص يستخدمون حسب الظرف والمكان”.

وتوجّه الحاج حسن إلى جمهور 14 آذار بالقول : يوم ناضلنا معا” في ساحة الشهداء تعرفون جرأتنا وثباتنا ، ونحن نعرف أنكم شعرتم معنا بتداعيات التنازلات التي قدمها فريق 14 ىذار في 2005 و2008 و2009 وما زال من أجل قطف ثمار المرحلة دون التخطيط لمستقبل ينتظرنا ، فنعلمكم أن الشيعة الأحرار المناضلين الحقيقيين لم يكونوا يوما” جزء من هذه اللعبة التحاصصية وسيأتي اليوم الذي نكشف فيه كل التفاصيل إذا ما استمر مسلسل الإقصاء الظالم .

وتابع:” دافعنا عنهم في كل المواقع فجبنوا عن نقل رأينا للرأي العام ، هم يريدونها معركة مذهبية فليفصحوا عن ذلك لا أن يتلاعبوا بمشاعر الناس ، المرحلة المقبلة حساسة ولا يجوز أن نكون ألعوبة بيد أحد”.

وأضاف : أنا أدعو كل مثقف شيعي وكل ناشط سياسي شيعي إلى تشكيل طاولة مستديرة نناقش فيها مستقبلنا المرتبط بمستقبل البلد ونؤسس حراك شيعي وطني عروبي مستقل خال من الشخصيات المتاجرة والموبوقة والفاسدة والمتزلّفة والتي تحاول بناء عرشها والتسلّق على حساب تضحياتنا ونضالاتنا ، وننطلق نحو تجديد الفكر الشيعي الديني والسياسي ، ونبحر نحو الوطن العربي لبناء الثقة مع الشعب العربي الشقيق ونكوّن قوة دفاعية عن لبنان العروبي وعن الشيعة الأسرى في قبضة أمل وحزب الله ورهينة النظام الإيراني .

الحاج حسن لم يوفّر المرجعية الدينية فقال : يوهمون الناس بهالة المرجعية الدينية التي باتت بأغلبيتها مرجعيات موظفة في دوائر السياسيين ، ونشهد صمت المرجعية في النجف حيال المآسي التي يتعرّض لها أبناء الأمة من ظلم وقتل واضطهاد ، مستغربين أصوات النشاز التي تدعي الحرص على الديمقراطية في بلدان وترفضها في سوريا وإيران والعراق ، ويكفينا مرجعيات وهمية تتاجر باسمنا وتنهب باسمنا وتمنح قدسية لنفسها على حسابنا .

وختم بالقول : إيران تريد السيطرة على العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وإخضاع باقي الدول العربية لمقرراتها ، وعلى العرب أن يتنبهوا كي لا يتحولوا فريسة في فم الذئب الإيراني القادم .

نقلا عن ایلاف