التطورات في سورية

موسكو تطلب من حلفائها الصمود في حلب
هل معركتها مصيرية؟

يصف النظام السوري وكذلك قوى المعارضة معركة حلب بـ «المصيرية»، فهل هي فعلاً كذلك؟
بعد شهر من المعارك اليومية والقصف المدفعي وضرب الطيران الروسي المتواصل، استطاع النظام السوري بسْط سيطرته على مساحة واسعة شمال حلب أمّنت حصار آلاف من المقاتلين والمدنيين داخل دائرة كبيرة عَزلت وسط حلب عن شمالها، ما حسّن موقف الرئيس السوري بشار الاسد ليس فقط في بالمفاوضات المقبلة، بل فرضه كجزء لا يتجزأ من الاطراف المتقاتلة المعترف بها في أرض الشام.
الا ان «جيش الفتح» المؤلف من مجموعات متشددة وأخرى معتدلة (مثل جبهة النصرة سابقاً – جيش فتح الشام حالياً – واحرار الشام وجند الاقصى وايضاً الجيش الحر وفصائل اخرى)، حشد الآلاف من المقاتلين على طول 20 كيلومتراً لاستعادة الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم ولكن تحت عنوان «فك الحصار عن حلب» ولإضعاف موقف النظام في المفاوضات المقبلة المزمع عقدها في جنيف الشهر المقبل، حتى ولو كانت هذه المفاوضات تراوح مكانها وستبقى كذلك الى حين ذهاب الرئيس باراك اوباما وقدوم رئيس جديد يفصح عن حقيقة نياته تجاه سورية بعيداً عن المسرح الانتخابي الحالي.
واقعاً، أظهرت «جبهة النصرة» (سابقاً) وحلفاؤها قدرتهم على أخذ المبادرة العسكرية، تماماً كما يفعل النظام وحلفاؤه، وتنظيم هجومٍ منسّق على جبهات متعددة، بقوى مؤلفة – ليس فقط من مجرد معارضة مسلحة – من وحدات اختصاصية تعمل مع بعضها البعض حيث يُنسّق تقدم انتحاريين لضعضعة الصف الدفاعي الاول، يليهم تقدم ما يعرف بـ «انغماسيين» يخترقون الاراضي الفاصلة بين الطرفين ليشتبكوا مع الفرق الاخرى، ومن ثم تتقدم المجموعة المدرّعة والدبابات تحت قصف مدفعي تمهيدي وآخر يواكب اندفاعة المشاة لاختبار الدفاعات المقابلة.
ونرى في حلب خبرة القوى العسكرية للمعارضة التي تتأقلم مع ردة فعل الخصم وتستعدّ لخطط بديلة تغيّر فيها خط الاختراق لتنتقل من شمال الجبهة على المجمع 1070 الى جنوبها في كلية المدفعية لتنسّق في الوقت نفسه مع هجوم من داخل حلب المحاصَرة على جبهة الراموسة لإشغال النظام السوري وحلفائه على جبهات عدة في الوقت عيْنه، ما يدل على تنسيق عالٍ في غرفة عمليات مشتركة للفصائل وتَجاوُب سريع من قادة الفصائل المشتبكة على الارض بوحداتهم المهاجمة.
ويعود سبب سقوط عدد مرتفع من القتلى بين صفوف المهاجمين الى العدد الكبير الموجود على جبهات متعددة وواسعة تُعتبر هدفاً سهلاً للمدفعية السورية وللطيران الروسي الذي ينفذ عشرات الغارات اليومية من دون ان يعلن عنها، كما كان يفعل سابقاً.
اما في الطرف المقابل، فان روسيا تستعد – كما علمت «الراي» – الى زيادة عدد أسرابها في سورية لتقديم دعم جوي اكبر مما تقدمه، ولا سيما بعد سقوط طائرتها المروحية فوق سراقب – جسر الشغور واتهام المعارضة بإسقاطها بصاروخ حراري.
الا ان «رقص» المعارضة على جثث الطيارين الروس الذين قضوا بسقوط مروحيتهم – كما ظهر على اشرطة فيديو بثتها مواقع المعارضة – أخرج روسيا عن طورها فردّت بقصف «سجادي» للمنطقة بأكثر من 25 غارة وصواريخ أرض – أرض أطلقتها بارجتها البحرية الراسية في المتوسط.
كما طلبت روسيا من حلفائها في دمشق وحلفاء حلفائها الصمود على جبهة حلب لتقدّم المزيد من الدعم الجوي لان الكرملين يعتبر ان معركة المدينة الصناعية والعاصمة الثانية السورية، حلب، هي معركته ويريد للنظام السوري الاحتفاظ بها لأسباب عدة أهمها ان موسكو لم تعد تثق بنيات الولايات المتحدة تجاه وقف النار وايجاد خطوط تماس يقف كل المقاتلين والمتقاتلين عندها الى حين فرض حل سلمي، كما تقول مصادر قيادية في حلب لـ «الراي».
وتنتشر في حلب قوات عراقية وأفغانية تقدر بنحو ثمانية آلاف مقاتل من دون ذكر قوات النخبة في «حزب الله» اللبناني والمستشارين الايرانيين وقوات النظام السوري.
وفي المقلب الآخر، ينتشر الآلاف من القوات التابعة لـ «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام) و«أحرار الشام» ومنظمات وقوى متعددة مثل نور الدين زنكي و«أجناد الشام» و«جيش النصرة» وغيرهم.
ومن المنصف القول ان هؤلاء يتحركون من دون غطاء جوي من دولة عظمى (كما هي الحال للنظام وحلفائه المدعومين من روسيا).
فالولايات المتحدة لم تقصف يوماً قوى لـ «حزب الله» او القوى العراقية او الافغانية او السورية في سورية.
ويعترف حلفاء دمشق المنتشرين في مدينة حلب بأن مقاتلين من المعارضة أشداء يقاتلون في مدنهم او على الأقل في محيطها ويتحركون بثقة ولديهم العقيدة القتالية التي تدفعهم للمبادرة الى الهجوم والإصرار على التقدم على رغم كثافة النيران المقبلة عليهم.
وتقول المصادر في حلب ان «اندفاعة المعارضة خفت على جبهات عدة من دون ان تتوقف وتنهار. وسقط عدد قليل من القتلى في صفوف حلفاء دمشق مقارنة مع ما سقط للقوى المهاجمة، وهذا طبيعي في المنطق العسكري، الا انه، اذا قُدّر للمعارضة كسر الطوق فسيسقط المئات من قوى النظام وحلفائه لاستعادة ما خسر من الاراضي».
ولكن هل حلب هي «ام المعارك» أو «معركة مصيرية»؟
يجيب أحد القادة الميدانيين لـ «الراي» في حلب ان «المدينة مهمّة وسقوطها يعني سقوط حماه وحمص. الا انها ليست بالمصيرية لان الحرب في سورية لم توشك على الانتهاء غداً. المعركة مستمرة والجبهات كلها متحرّكة وتذهب من سيطرة يدٍ الى اخرى. ان جبهة حلب ليست مصيرية أكثر من جبهات ومدن أخرى مهمة».

موسكو مشغولة بجثث طياريها وواشنطن بتقارير عن استخدام الكلور السام

كلفت الحكومة الروسية عضو مجلس الشعب السوري السابق أنس الشامي التفاوض مع المعارضة لاستعادة جثث الطيارين الروس.
وقال الشامي، الذي يقيم في موسكو: «كلّفتني الحكومة الروسية التوسّط ما بين القوات الروسية والمعارضة السورية لاسترداد جثث الطيارين الروس الذين قتلوا في تحطم مروحيتهم».
على صعيد متصل، ذكر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، أن الوزارة «تدرس» تقاريرعن قصف بغاز الكلور، قرب موقع إسقاط المروحية الروسية، معتبرة أن ذلك سيكون «خطيراً للغاية» إن كان صحيحاً.

النظام يستعيد السيطرة على مواقع من المعارضة قرب حلب

أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» اليوم (الاربعاء) بأن قوات النظام السوري استعادت بغطاء جوي روسي أربع مناطق تقع جنوب غربي مدينة حلب شمال البلاد، كانت الفصائل المقاتلة سيطرت عليها قبل ايام معدودة.
وكانت الفصائل المقاتلة سيطرت على عدد من القرى والتلال اثر هجوم شنته الاحد ضد قوات النظام جنوب غربي مدينة حلب بهدف فك الحصار الذي تفرضه الاخيرة منذ اسابيع على الاحياء الشرقية في المدينة.
وأفاد مدير «المرصد السوري» رامي عبدالرحمن عن سيطرة قوات النظام خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية على «تلتين وقريتين عند الاطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب بغطاء جوي روسي كثيف».
وقال عبدالرحمن «شنت قوات النظام هجوماً مضاداً لامتصاص الهجمة العنيفة التي نفذها مقاتلو الفصائل».
وأفادت صحيفة «الوطن» المقربة من الحكومة السورية الاربعاء عن «تقدم الجيش العربي السوري من جديد في المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي لحلب مسبباً انتكاسة كبيرة» للفصائل المقاتلة.
ويسعى مقاتلو الفصائل الى استعادة السيطرة على حي الراموسة الواقع على الاطراف الجنوبية الغربية لحلب، ما سيمكنهم من فتح طريق امداد نحو الاحياء التي يسيطرون عليها في شرق وجنوب شرقي حلب من جهة، وقطع طريق امداد رئيس القوات النظام والمدنيين في الاحياء الغربية من حلب من جهة اخرى.
وافاد المرصد أمس عن استعادة قوات النظام السيطرة على خمسة مواقع كانت الفصائل المعارضة قد استولت عليها من دون ان تتمكن من تعزيز مواقعها.

البرلمان السوري يناقش إلغاء مادة «التربية الإسلامية»

تصاعد الجدل أخيراً في مجلس الشعب السوري، حول اقتراح بعض النواب إلغاء مادة «التربية الإسلامية» في المناهج التعليمية لأنها «تعلّم الطائفية» على حد تعبير أحدهم.
ووفق ما ذكرت صحيفة «عنب بلدي»، فإن النائبتين الإسلاميتين، ريم الساعي وفرح حمشو، احتجتا على النواب المطالبين باستبدال المادة بـ«مادة الأخلاق»، وعلى طلب دمج الطلاب المسلمين والمسيحيين في درس الدين.

فيروس إلكتروني بعنوان «إيران تقتل الحجاج في منى»
«عكاظ» تكشف محاولات إيرانية لاختراق المعارضة السورية

لم يكتف النظام الإيراني بمحاربة الشعب السوري على الأرض من خلال الميليشيات الطائفية التي سفكت دم الشعب السوري، بل جندت ميليشيات إلكترونية من نوع آخر لاختراق «إيميلات» المعارضة السورية من أجل الحصول على معلومات الثورة ورصد المراسلات بين أوساط المعارضة، وخصوصا الائتلاف الوطني السوري.
ونشر مركز citizenlab في جامعة تورنتو الكندية تقريرا مفصلا عن المحاولات الإيرانية لاختراق المعارضة السورية، وفصلت الطريقة التي تم من خلالها إبطال مفعول هذا الفيروس، محذرة المعارضة السورية من تكرار مثل هذه المحاولات من الجانب الإيراني.
«عكاظ» تحدثت إلى أحد الشخصيات المعارضة البارزة التي كانت وما تزال مستهدفة من الهجمات الإلكترونية الإيرانية، مؤكدة أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المعارضة لمحاولات اختراق «الإيميلات الشخصية». وقالت لـ «عكاظ» عضو الائتلاف السوري نورا الأمير، التي شغلت نائب الرئيس السابق، إنها تلقت رسالة « إيميل» في الشهر العاشر (أكتوبر ) العام الماضي تحت عنوان «إيران تقتل الحجاج في منى»، إلا أن زوجها المتخصص في مجال حماية المواقع الصحفية و «الهاكرز» حذرها من التعامل مع هذه الرسالة وتجاهلها على الفور، كونها فيروسا إيرانيا موجها بشكل خاص.
وكشفت الأمير، إن جهات إيرانية، عمدت إلى إنشاء موقع إلكتروني يحمل اسمي، من أجل التجسس على معلومات الثورة، كوني من الناشطات الأوائل في الثورة السورية، إلا أنه سرعان ما تم الكشف عن هذه المحاولات وإحباطها، مؤكدة أن معظم أعضاء الائتلاف يتعرضون لهجمات إيرانية تستهدف الإيميلات، خصوصا من ما يسمى بـ «الجيش السوري الإلكتروني» التابع لنظام الأسد.
وأوضحت الأمير إن مركز «citizenlab» في الجامعة من خلال متابعة وتحليل الفيروس، اكتشف أيضا أن الميليشيات الإيرانية الإلكترونية شنت هجمات إلكترونية بعدة فيروسات ضد منظمة «هيومن رايتس ووتش»، التي وثقت انتهاكات النظام الإيراني في سورية.

مركز إسرائيلي: روسيا خدمتنا في سوريا

دعا «مركز أبحاث الأمن القومي»، الذي يعدّ أهم محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب، إلى استغلال التدخل الروسي في سوريا، من أجل بناء منظومة علاقات استراتيجية بين موسكو وتل أبيب.
وحثّ المركز في تقدير موقف نُشر في مجلة الإيجاز الاستراتيجي، على الانتقال من مرحلة التفاهمات التكتيكية بين إسرائيل وروسيا، إلى تعاون استراتيجي لضمان تحقيق خارطة المصالح الإسرائيلية في كل من سوريا ولبنان.
ودعا المركز دوائر صنع القرار إلى استنفاد الطاقة الكامنة في العلاقة مع موسكو، من أجل ضمان فرض حل في سوريا يأخذ بعين الاعتبار مصالح إسرائيل، لا سيما في منطقة هضبة الجولان، ومنع تحول مناطق في سوريا إلى نقاط انطلاق للعمل ضد إسرائيل في المستقبل.
وأوضح المركز أن التدخل الروسي ساعد في تحقيق أحد أهم أهداف إسرائيل، المتمثلة في عدم حسم المواجهات الدائرة حاليا، لأن انتصار أحد الأطراف قد يفضي إلى تمكينه من المسّ بإسرائيل مستقبلا.