الأناشيد والشيلة دي جيه إسلامي/ نورة شنار

في إحدى المناسبات والموسيقى تعلو لتعلن الفرح في هذا المكان صرخت إحداهن قائلة: ” اقفلوا هذه المزامير إنه الشيطان حاضر معنا يتراقص وإن الرب غاضب فأقفلوه واستبدلوها بالشيلة ” وأغلب الحضور أيدوا ما قالت وتم تغيير المنكر إلى منكر!!

مهلاً استوقفني البعض بعد ما قرأوا “شيلة ” ما هي الشيلة؟ وهل هو مصلطح ثقافة فنية ضمن الإبداع الصوتي؟! كلها في محط الأسئلة ووقعت الإجابة بأن تكون قصيدة شعرية غلفت بمصطلح إسلامي لتكون هذه المقطوعة إما غزلية أو تتناول العشق أو الفخر بالقبيلة وسوف أتناول كلاً على حده، بعد إعداد هذه القصيدة وبعدما تنتهي من الألحان تنتقل إلى الملقي وهذه القصيدة على وزن “حلال” والأهم والأعم أن يكون هذا الملقي ملتحيا حتى يكون ذو “ستايل ” حسب الشريعة المفتى له، قصيدة وملحن وتخرج من الفرن للمنشد ويتغنى بها تحت الإيقاعات الموسيقية!

2645

القضية ليست في التحليل والتحريم بل التناقض الذي نشاهده في هذه البقعة!! فإقامة حفلات غنائية ممنوع حسب رغبة المجتمع الذي حرمها ولكن إقامة حفلات للشيلات الإسلامية مباح حسب ما تنص عليه قناة الفضيلة ” بداية ” وغيرها من القنوات التي تدعي أنها إسلامية، المضحك أن هذه الحفلات يطوف بها جمهور من النساء والرجال وكأننا نشاهد حفلة للمغنية ” شاكيرا “! فشتان بين منشد إسلامي صوته نشاز ومغني أصيل لقب بصوت وفنان العرب محروم من الغناء في بلده وإقامة حفلات خاصة له!! هذه ما نسميه بالتخلف والرجعية في ثقافة الفنون في هذا المجتمع، وسنرى العجب العجاب مع هؤلاء الذين اشتهروا بالإنشاد،و لماذا لا تقول الحق وتكون الكلمة واحدة الأغاني والموسيقى حلال لنقول لكم الشيلة المغلفة بالحلال حلال وتكون الكلمة واحدة.! إنما المبتدعون في الدين هم من حللوا لهم مايرغبون وحرموا الأغاني الوطنية وكل الأغاني الأصيلة التي تدعو إلى حب الحياة والنهوض من اليأس، إن المحرومين من الموسيقى في مغناهم مثل الميت الذي يتمشى على الأرض فالموسيقى ثم الكلمات تحرك جيشاً للمحبة و الألفة والسلام وليست كمثل دعوة يستغلها واعظ بمؤثرات صوتية (وهو يعلم أن المؤثرات نوع من الموسيقى ) وتحرك شعباً للقتال! نحن المسلمين نحرم ونحلل كما نشاء مختلفين عن كل الدول الإسلامية التي لم تعمم التحريم، والعقل يحكم فهي تزرع الإنسانية مع وضعها في مشاهد تحكي عن ذبولها، ففي ديننا للأسف مزيفون مجاهدون في محاربة الموسيقى والأغاني بكل أنواعها، دعوني أنقل لكم بعض المواقف التي لم يشاهدها العالم العربي ففي مناسبات الزواج تقام هذه الأغاني وبمفعول مطربة أو مغني و من النادر أن يصمت أحد من المدعوين لها إلا بالصراخ والوعظ بإقفال هذه المهزلة ويردد الأغاني حرام.. حرام!!

ومع إضافة كلمة شيلة أو منشد يسعد الكل ويصبح حلال وتصبح حفلة رقص أشبه بـ دي جيه إسلامي، وفي مهرجانات السعودية تقام حفلات راقصة بهذا منشد الشيلة ونشاهد أيادي النساء تلوح له وكأنني أشاهد حفلة تامر حسني في قرى السعودية. من قال اننا نسخر من هذا التناقض سوف نجيبهم بصوت تحت تأثير الموسيقى نعم نسخر فهو حسب شريعتهم اختلال في حمكهم الذي نص بأن الأغاني محرمة للأبد ومحلل لهم الإستمتاع في سماع هذه الشيلة حتى لو كانت تدعو في كل الأوقات لنهوض العنصرية القبيلة ومعظمها تندرج تحت مبدأ الفخر في عرقي وقبليتي وتنادي بالتفرقة للأسف، ولكن لو استمعوا إلى أغنية الراحل طلال ” وطني الحبيب ” لوجدوا في أغانيه الفخر بكل من يسكن في هذا الوطن ولكن من يستمع ؟! الحفلات الغنائية حرمنا منها قرابة عشر سنوات وهذا الحرمان أصابنا بالجفاف وجعل منا مجتمع محروم يبحث عن الموسيقى والغناء حتى في تقليبه للقنوات، شعب يريد أن يفرح بدلا من التشدد الذي خلق منهم الجفاء في تربيتهم حتى لأطفالهم، كما الموسيقى والأغاني تروض الحيوانات فنحن أولى من الحيوانات في سماعها وهذه الحفلات آتية قريباً ومع انبثاق هذه الرؤية 2030 م والتي ولدت من خلالها هيئة الترفيه وهيئة الثقافة والفنون وتعني أن نحتفل بكل مغني سعودي عريق محروم في وطنه وتكريمه بإقامة حفلة له فمن حقه أن نستمع إلى صوته. وفن فطن برنامج سعودي حقيقةً يحاول أن ينبت الموسيقى وموهبة الغناء في الأطفال بعد ما بترت نهائياً في السعودية ومع كل العوامل المساعدة التي عرضتها لكم حول هذا الواقع طمست النقطة.

نقلاعن ایلاف