الاتفاق النووي الإيراني والعرب

مدير مركز الدراسات الإيرانية بلندن علي نوري زاده : أن المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي تجرع السم بموافقته على توقيع بلاده الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، بينما قال الباحث الإيراني في الشؤون الإقليمية حسن أحمديان إنه ليس هناك في إيران من تجرع سما…


تفق الكاتب الصحفي السعودي جميل الذيابي ومدير مركز الدراسات الإيرانية بلندن علي نوري زاده على أن المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي تجرع السم بموافقته على توقيع بلاده الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، بينما قال الباحث الإيراني في الشؤون الإقليمية حسن أحمديان إنه ليس هناك في إيران من تجرع سما.
استراتيجية واضحة
وأوضح أحمديان، لدى مشاركته في حلقة 20/7/2015 من برنامج “في العمق”، أن إيران توجهت باستراتيجية واضحة للمفاوضات وأنهتها بما رأته صائبا لمصالحها القومية.
وأكد وجود شبه إجماع في النخب الحاكمة حول القبول بالاتفاق وبقرار مجلس الأمن الدولي ذي الصلة، مشيرا إلى أن وجهة النظر الإيرانية مؤيدة للاتفاق بشكل عام مع وجود بعض ملاحظات لا ترقى إلى مستوى الرفض.
وتابع القول “الإستراتيجية التفاوضية الإيرانية بنيت على تفكيك العلاقة مع الولايات المتحدة والتعاطي مع مجموعة 5+1 الممثلة للمجتمع الدولي”.
وذكر حسن أحمديان أن الإدارة الأميركية تواجه ضغوطا كبيرة في الداخل والخارج وتحاول أن تبرر ما قامت به من تنازلات في نص الاتفاق النووي.
تجرع السم
لكن علي نوري زاده لم يشاطر ما ذهب إليه أحمديان، وأكد أن أميركا لم تقدم تنازلا واحدا، بينما قدمت إيران كل التنازلات.
ورأى أن المرشد الأعلى رجل ذكي وقد اضطر لتجرع كأس السم مدركا أن ليس بمقدوره امتلاك قنبلة نووية، وأن من مصلحته أن يترك وراءه شيئا إيجابيا يتذكره به الإيرانيون.
وتحدث زاده عن “إيرانين اثنتين”، إيران المرشد وإيران الشعب والحكومة، لافتا إلى أن السواد الأعظم من الإيرانيين أعرب عن ارتياحه لتوقيع الاتفاق النووي مع الإشادة بوزير الخارجية جواد ظريف الذي قاد المفاوضات والرئيس حسن روحاني دون غيرهما.
من جانبه، أشار جميل الذيابي إلى أن التحولات الإستراتيجية الأميركية باتجاه العرب وإيران لم تعد خافية، وأضاف أن الولايات المتحدة تريد إطلاق يد إيران في المنطقة.
وانتقد أداء دول الخليج العربي، قائلا إنها تعتمد دائما على أسلوب الصمت السياسي، وفق تعبيره.
ورأى أن طهران نجحت في مفاوضاتها، متوقعا مجاملات كثيرة باتجاهها على المدى المتوسط والمد البعيد.
وردا على ما يقال من أن الصفوف الإيرانية ليست كلها منسجمة حيال الاتفاق النووي، ذكر الذيابي أن جميع النخب الحاكمة في إيران كانت متفقة على عملية الذهاب إلى المفاوضات.
إيران والعرب
وعن أثر الاتفاق النووي الإيراني على الملفات العربية الساخنة وانعكاساته المحتملة على سياسات إيران تجاه المنطقة العربية، قال الكاتب السعودي إن طهران هي من زرع العبث والفوضى والإجرام في المنطقة، لافتا إلى أن القوة وحدها القادرة على إلجام إيران وكبح جماحها.
وأوضح أن المملكة العربية السعودية أثبتت أنها دولة فاعلة ومؤثرة ومحورية لا تنتظر حدوث الفعل كي ترد، مستشهدا في هذا السياق بعاصفة الحزم في اليمن.
وشدد على ضرورة ألا تسمح دول الخليج وفي مقدمتها السعودية بإطلاق يد إيران في المنطقة على حساب المصالح العربية.
بدوره أكد علي نوري زاده أن أغلبية الإيرانيين ترفض التدخل في شؤون الآخرين سواء كان في العراق أو سوريا أو اليمن أو البحرين أو لبنان.
ووصف عملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية بأنها ضربة ساحقة للتمدد الإيراني، داعيا إلى رؤية واضحة لدى دول مجلس التعاون الخليجي.
ورأى أنه بعد رحيل آية الله علي خامنئي لن يبقى في إيران ولاية الفقيه، مما يعني سيادة الشعب الإيراني دون سواه.
أما حسن أحمديان فقد تحدث عن وجود قصر نظر إستراتيجي في السعودية، مشيرا إلى أنه جرى استخدام خطاب طائفي غطاء للسياسة الخارجية السعودية.
واعتبر أن السياسة الإيرانية تنطوي على نظرة إستراتيجية في المنطقة، رغم الانتقادات التي توجه إليها

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *